«ثمة حوار يدور بين الفنان التشكيلى ومنتجه الفنى، تختلف آليته من فنان لآخر وفقاً للحالة التعبيرية التى يعبر عنها وطبيعة الخامة التى يستخدمها ليقدم بالنهاية منتجاً فنياً يعكس شخصيته بصورة ما»، هكذا توضح النحاتة سمر مجدي، فى حديثها لـ «بوابة الأهرام»، حيث قالت إنها تحيا فى حالة من الحوار الدائم مع منحوتاتها، وأثناء العمل تبحث عن شئ ما بداخلها لكى تعبر عنه، تتأمل العمل من بعيد كى يحاورها وتحاوره.
موضوعات مقترحة
وتضيف مجدى: «أحيانًا توحى لى بعض اللمسات البسيطة بالمعنى أو الهدف، وأحيانًا أخرى أحتاج إلى بعض الضربات القوية، ومن ثم يظل الصراع مستمر أثناء العمل حتى أصل إلى ما يعبر عنى وعن ما يدور بداخلى، فالموضوع أشبه بلحظة الميلاد بحد وصفها».
وترى سمر مجدى أن العالم يمر حاليا على أثر انتشار وباء كورونا المستجد بفترة صعبة يعتبرها البعض مأساة وآخرون يتعاملون معها بأعصاب هادئة، وهناك من يملأ الأمل حياتهم فى كل صباح، بينما تعتبرها هى فرصة للتأمل والبحث عن الذات وإعادة ترتيب الأفكار.
وتتابع: «قبل ظهور جائحة كورونا كنت أرى العالم وكأنه فى سباق، الجميع يلهث بداخله ولكنه لا يعلم ما هو هدفه أو إلى أين سيصل، ولكنه يواصل الجرى كى لا يسبقه أحد، وبالأخير توقف كل شئ وأصبحت الخطوات بطيئة للغاية ولكنها اتسمت بالوعى، وعى كل شخص بمكانته وأسلوب حياته وهدفه وهذا فى حد ذاته شئ جميل يدعو للأمل والتفاؤل».
وفيما يتعلق بتجربتها الفنية الراهنة تشير مجدي إلى اتجاهها للبحث والقراءة عن التفكيكية فى الفلسفة، وتلفت إلى تعريف مصطلح التفكيك الذى أسُتخدم بواسطة الفيلسوف (جاك دريدا) مؤسس النظرية ليصف به عملية نقده المتواصل للأفكار المسيطرة فى كل المجالات، حيث إن التفكيكية تناولت تفكيك المعنى وإمكانية قراءة النص الأدبى بأكثر من أسلوب، وبناء على الفكر التفكيكى فى الفلسفة تبحث سمر الآن فى إمكانية تطبيق هذا الفكر الفلسفى إلى فكر نحتي من خلال عدة أعمال نحتية تقوم الآن بتنفيذها.
اعمال التشكيلية سمر مجدي
اعمال التشكيلية سمر مجدياعمال التشكيلية سمر مجدي