قالت الدكتورة نيفين الرفاعي، أستاذ الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، أنها تحترم تجارب الفنانين الذين تأثروا بتداعيات "كورونا" لأنه شيء طبيعي، حيث إن أي حدث جلل، خاصة إذا كان عالميًا، يكون له مردوده وتغيراته والتي تنعكس على الفنانين بدرجات متفاوتة وبأشكال مختلفة، ليكون النتاج الفني مدهشا وكأنه تحت «ثيمة» عامة لحدث عالمي مثل البيناليات أو دوكومنتا، لكنه على الرغم من ذلك يكون مرهونًا بوقت محدد حيث ينتهي بانتهاء الأزمة.
موضوعات مقترحة
وأضافت الرفاعي لـ«بوابة الأهرام»، بأن عملها كأستاذة جامعية تطلب مقابلة طلاب الفن على شبكة الإنترنت ومتابعة أعمالهم خلال فترة الحظر، كما قامت بعمل فيديو قصير يقدم لمحة عن تقنية الألوان المائية وتحفيزهم على ممارسة الفن في تلك الفترة والمشاركة في مبادرة على موقع الفيسبوك.
وتابعت: «قبل فترة الأزمة كنت أعمل على تجربة فنية تمثل كيانات البشر كأطياف من الماضي دون ملامح لها قناع لامع وسط هيمنة للظلام في مجمل العمل، وكأنها ذكرى مارقة أو نوستالجيا ذاتية لاستعادة للحظات الدنيا السعيدة، ولم أكن أعلم أن التجربة قد تنبأت بتلك «الأقنعة» التي نرتديها الآن في حياتنا اليومية مع تذكرنا بحسرة ليالينا السعيدة الآمنة».
وتشير «الرفاعى» إلى تأثر العالم من حولنا بتغيرات وأزمات عديدة في العقدين السابقين، منذ بداية الألفية الثالثة حيث قصف برجي التجارة العالميين بأمريكا، مرورًا بالحرب على العراق والانهيار الاقتصادي العالمي وما تلى ذلك من تداعيات، مع أزمة أنفلونزا الطيور والخنازير في 2008، ومكوثهم لفترة مع إجراءات حظر لطلاب المدارس في مصر، لتأتي ثورة يناير 2011 وما خلفته لسنوات عديدة.
وتستكمل: «كان ختام الأزمات في بداية العقد الحالي؛ حيث الكابوس العالمي المتمثل في انتشار العدوى بفيروس كورونا»، والتحول الجذري لآليات التعايش، مع تجميد كل أنماط الحياة الاجتماعية في حالة ندر وجودها على مستوى العالم بأكمله، فأصبح شعار كل وسائل الإعلام هو ابق آمناً بمنزلك، وربما رغم الارتباك الحادث على جميع الاصعدة، إلا أن هناك حالة عامة من الملل للعامة».
وترى الرفاعى أن حياة الفنان التشكيلى ثرية على الدوام لا يكتنفها الملل، فهو الكيان المتمتع بالتقاط تفاصيل ما حوله واستقبال كل ما يثير لديه حدسه الإبداعي مصحوباً بشجن التعبير وجماليات متوارية ولذة إنجاز ذلك بعد تجميعه في عمل فني.
وتستطرد: "على الرغم من كل صعوبات الحياة وقساوة بعض البشر والأحداث الحياتية، لدى قناعة بالفن تصل إلى مكانة خاصة تقترب من المثالية وربما تزهد عن كونه مادة تعرض في قاعات عرض تستقطب معجبين و راغبي الاقتناء، أو ليسجل رقماً لمعرض إضافي، يصنفه تلك المكانة أنه الملاذ الآمن، قدس الأقداس، العقار الفعال للمرض العضال، النشوة المسكرة بغير خمر.. والدرع المنيعة لاستمرار الشغف وإرادة الحياة، لذلك في رأيي لم يزد الحظر أو ينقص من مكانة الفن في حياتي .. فهو دائماً حاضراً أضمن به كل ما أصاب روحي من غصات".
لوحات فنية لوحات فنية لوحات فنية