وفاة "العم البنداري" "ريس" حفائر البعثة الألمانية في بعثات آثار النوبة وأبيدوس | صور

شيع أهالي قرية الظافرية بمركز قفط جنوبي قنا، جثمان الحاج عبد الحميد سليمان البنداري، أحد رؤساء البعثة الأثرية الألمانية، الذي توفي عن عمر ناهز الــ 72 عاما، والبنداري هو أحد المساهمين في الاكتشافات الأثرية في مصر، كما عمل في منطقة آثار النوبة قبل إنقاذها.

ويعمل أهالي مركز قفط بقنا منذ أكثر من مائة عام في الحفائر الأثرية، بناء علي نصيحة الأثري الإنجليزي فلندرز بتري، الذي عمل في قفط عام 1893م موطن رؤساء الحفائر، حيث اكتشف الكثير من آثارها في معابدها، وقد أوصي بتري بالاستعانة بأهالي مركز قفط لأمانتهم وخبرتهم الكبيرة في الآثار، مما جعل مركز قفط بقنا يضم عائلات أثرية، تمتهن هذه المهنة منذ أكثر من مائة عام، مثل الراحل البنداري، الذي كان والده يعمل في الحفائر الأثرية أيضا، وتشرب الراحل من والده أسرار المهنة.

عمل البنداري في الحفائر الأثرية منذ أن كان عمره 18 عاما، وكان أول موقع يعمل به منطقة عمدا بالنوبة، وذلك عام 1958م، أي قبل إنقاذ آثار النوبة مع البعثه الألمانية برئاسة ستوك.

شاذلي دنقل الخبير الأثري قال في تصريحات لـ"بوابة الأهرام " إن عبدالحميد سليمان البنداري عمل مع الكثير من الأثريين المصريين والأجانب، مثل المرحوم د.عبد المنعم أبو بكر رئيس هيئة الآثار السابق، وعالم الآثار الشهير الدكتور لبيب حبشي وغيرهم.

وأوضح شاذلي دنقل، أن البنداري ساهم في اكتشافات لاتعد وتحصي في أبيدوس ومنطقة الهرم وأسوان وغيرها منها: اكتشاف وتركيب معبد ساتت بجزيرة إلفننين بأسوان، والمدينة السكنية بها مع بعثة المعهد الألمانية وبعثة حفائر معبد عمدا بالنوبة.

وأوضح شاذلي دنقل أن الراحل عبدالحميد سليمان البنداري ساهم في اكتشاف بردية مهمة، أثناء عمله في الحفائر الأثرية بالسودان، كما عمل في منطقة ميناء أبومينا بالإسكندرية، وشارك في اكتشاف التمثال البديع للفيل من الجرانيت في جزيرة إلفنتين، وقام برفعه، كما عمل في منطقة أبيدوس.

وخلال احتفالية المتحف المصري بمناسبة مرور مائة عام علي عمل المعهد الألماني بالآثار في مصرعام 2008م، تم تكريم الريس البنداري من قبل المعهد الألماني، وتسلم شهادة تقدير من وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني آنذاك، في الاحتفالية الكبيرة تقديرا لمساهماته في الاكتشافات الأثرية في مصر.