يمتد تاريخ قارة إفريقيا إلى آلاف السنين، فرض الزمن خلالها العديد من الملامح والتغيرات التي تبدلت لأسباب مختلفة إما بيئية أو سياسية، لكن كل هذه التغيرات في النهاية أثقلت القارة بتاريخ فكري وحضاري كبير، حاول أشرف شتيوي التطرق إليه في كتابه "القارة السوداء" الصادر حديثًا عن مركز الحضارة العربية.
موضوعات مقترحة
وافتتح شتيوي كتابه بشرح جغرافيا القارة من حيث الأبعاد والمساحة وسواحلها ومناخها وأقاليمها المائية، بالإضافة إلى تفصيل تاريخ القارة وما عانته من استعمار ووضع دولها الحالي، والصفات الديموغرافية لسكانها وشعوبها.
إلا أن كل ذلك بمثابة تمهيد لمسألة الأمن القومي الذي تناولها شيتوي من حيث المفهوم العام له، ووضعه في مصر برأي عدد من الخبراء مشيرًا إلى أن فكرة الأمن القومي في مصر كانت تشير إلى الأمن العسكري، لكن مع اتساع رؤية الدولة أصبح الأمن القومي المصري يشمل جميع المجالات والقطاعات، وبالتالي أصبح يجب على الإستراتيجية القومية الشاملة للدولة والإستراتيجية العسكرية، أن يتوافقا معا ليشكلا مع الأمن القومي الذي هدفه تحقيق المصالح والأهداف القومية العليا المتمثلة في مصالح الدولة من الدرجة الأولى ودورها الإقليمي والدولي.
وفي الإطار ذاته قام المؤلف بذكر تاريخ الاحتلالات الإسرائيلية للدول الإفريقية محاولا الوقوف على أهم الأحداث ونتائجها الممتدة حتى اليوم، فتطرق إلى نظرة إسرائيل لمصر والسودان ثم مسار العلاقات الإسرائيلية في إفريقيا وكيف أثرت فيها، فذكر الكتاب أن إسرائيل تعمل على تعميق الخلافات الإفريقية واستغلالها بعدة طرق منها تقديم خدمات أمنية ومساعدات استخباراتية وتدريبات عسكرية فضلا عن مساعدتها للجماعات الإقليمية غير العربية لتعزيز النزعة الانفصالية.
تحدث الكاتب أيضًا التدخل الدولي في حوض النيل وتأثيره على الأمن القومي المصري، مشيرا إلى أن الواقع الحالي يجب أن يفرز قدرًا من التعاون لا من الصراع، لافتا إلى حقوق دول المصب وأسس الحقوق المصرية السودانية في نهر النيل، وإلى الجذور التاريخية والدينية للأطماع الإسرائيلية في المياه العربية، إلى جانب عدد من القضايا الإفريقية الهامة والمثارة حاليًا، فالكتاب يعدوثيقة هامة لكل القضايا المتعلقة بالقارة السمراء.
غلاف الكتاب