في مثل هذا اليوم 11 ديسمبر من عام 1899م، قبل 120 عامًا، تم نشر أول إعلان في الصحف المصرية والعالمية عن فندق أولد كاتراكت الشهير بمدينة أسوان، أقدم فنادق قارة إفريقيا والوطن العربي.
موضوعات مقترحة
بدأت فكرة بناء الفندق في أواخر القرن التاسع عشر عام 1899م، حيث تم بناء الفندق على الطراز الفيكتوري في عصر الاحتلال البريطاني لمصر ، و صُمم الفندق على كتلة صخرية مما يتيح لنزلائه التمتع بمظهر النيل المتجه للشمال ، وكان الفندق في بدايته يحوي غرفًا كبيرة وطاولة بلياردو، ومدفأة وكهرباء يعملان طوال الليل، وكان الفندق في ذلك الحين يستوعب نحو 60 ضيفًا مقيمًا والذي قام ببنائه شركة توماس كوك.
يقول الأثري الدكتور راجح محمد لــ"بوابة الأهرام " إن مدينة أسوان القديمة كانت تشغل الجزء الجنوبي الغربي من موقعها الحالي علي ربوة عالية، وكانت مركزا تجاريا هاما بين مصر وبلاد إفريقيا، وأطلق عليها في العصر الفرعوني اسم سونو، الذي يعني السوق ،وسماها الإغريق "سيني" وذكرت هذا الاسم برديات جزيرة "الفنتين" منذ القرن الخامس قبل الميلاد، وذكرتها الوثائق القبطية باسم سوان، وبعد دخول العرب إليها أطلقوا عليها اسم أسوان، وقد تم تلقيبها بكثير من الألقاب منها مدينة النيل، وقصبة الصعيد.
وأضاف راجح: أن أسوان التي وصفت بمدينة النيل كانت كثيرة النخيل، وقد جمع محصول التمر في إحدي السنوات فبلغ ألف إردب، وكانت ثمارها جيدة وتفوح في مختلف أرجائها رائحته العطرة، وكانت أرضها جيدة طيبة، وكان يتحصل من الفدان الواحد ثلاثون إردبا من الحبوب كالقمح والشعير والذرة وغيرها، وكان بها تمر رطب، وأمر الخليفة العباسي هارون الرشيد أن تحمل إليه أنواع التمور من أسوان، من كل صنف تمرة واحدة، فجمعت له وحملت له في بغداد.
ويظهر كتاب "إرشاد الألبا في محاسن أوروبا"، الذي تم طبعه عام 1892م، أن أبناء توماس كوك مؤسس الشركة، قاموا بشراء الخطوط النهرية لنقل السائحين من القاهرة حتى الشلال الأقصى، كما قاموا بشراء خطوط البوستة "البريد" ونقل المسافرين من أسيوط إلى الشلال، حيث قاموا بوضع الكثير من الوابورات والذهبيات في نهر النيل، ومنها المذهبية التي تم ذكرها في الروايات الأدبية كراوية واحة الغروب لبهاء طاهر.
كما قام توماس كوك وشركته بدور سياسي وعسكري أثناء احتلال بريطانيا لمصر، حيث كانت الوابورات والذهبيات المتواجدة في نهر النيل بمصر، قد قامت بنقل 11 ألف عسكري إنجليزي و7 آلاف عسكري مصري، بالإضافة لنحو 130 ألف طونولاطة من لوازم الحرب، و65 ألف قطعة طولانوطة فحم حجري، ونقلهم من مصر عبر أسوان إلى السودان لقمع الثورة المهدية في عام 1884م بعد الاحتلال الإنجليزي لمصر بعامين وفشل الثورة العرابية.
وكشف المؤرخ الأثري فرنسيس أمين لــ"بوابة الأهرام " عن صور نادرة للفندق التاريخي، مؤكداً أن الحكومة المصرية طلبت من توماس كوك أثناء بناء فندق أولد كاتراكت أن لايرتفع الفندق عن صخور نهر النيل، كما طلبت أن يتم عمل قرية للسكان في المكان الذي بني فيه الفندق، الذي كان محط أنظار العالم، وذلك بسبب الشروع في بناء خزان أسوان القديم، وتم افتاح الفندق رسميا في عهد الخديو عباس حلمي الثاني عام 1902م.
وأوضح أمين أن الفندق زاره الكثيرون من العظماء، من الرؤساء والأثريين والأدباء، منهم الروائية الشهيرة أجاثا كريستي، التي كتبت في الفندق روايتها موت فوق النيل، ويضم الفندق حتى الآن جناحا كبيرا يعرف باسم جناح "أجاثا كريستي" الروائية الشهيرة.
"أيام أولد كاتراكت" أقدم فنادق إفريقيا والوطن العربي "أيام أولد كاتراكت" أقدم فنادق إفريقيا والوطن العربي