أعلنت وزارة الآثار وصول إحدى عربات الترام لحديقة قصر البارون إمبان بحي مصر الجديدة، وهي من أقدم عربات الترام التى كانت وسيلة الانتقال الرئيسية داخل حي مصر الجديدة خلال القرن العشرين، الذي أصبح على مر العصور أحد المعالم الرئيسية للحي.
موضوعات مقترحة
البارون أمبان "سبتمبر 1852-22 يوليو 1929م" هو المهندس ورجل الأعمال وعاشق مصر، الذي تم وصفه بملك الترام؛ حيث توسعت شركته في إنشاء خطوط الترام في العديد من العواصم الأوروبية وغيرها منها أوروبا وروسيا والصين والقاهرة، كما قامت شركته بإنشاء العديد من شركات الكهرباء لإمداد الطاقة اللازمة.
تنشر "بوابة الأهرام" صورة نادرة من مشاهد وفاته في القاهرة، كما تنشر قصصًا نادرة من قصص الترام التي شهدتها القاهرة، ومنها الاستعانة بالمخترع المصري الخواجة هاشم، للسيطرة على التيار الكهربائي في نهايات القرن التاسع عشر؛ حيث يؤكد المؤرخون أن مصر هي أول دولة عربية، وأول دولة في قارة إفريقيا تستخدم الترامواي في تنقلات المواطنين بدلًا من عربات الحنطور، التي كانت تجرها البغال والأحصنة؛ حيث تم تسيير الترامواي في الإسكندرية في عام 1897م ، وقامت الشركة البلجيكية التي رسا عليها تنفيذ الترامواي بتسيير المركبة في القاهرة بعمل 8 خطوط للترامواي تتجمع كلها في ميدان العتبة.
الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، قال: إن العربة التي تم نقلها لقصر البارون إمبان هي إحدى عربات الترام الحمراء التى كانت وسيلة الانتقال الرئيسية داخل حى مصر الجديدة، وقد أنشأه البارون إمبان (ملك الترام في العالم) لهذا الغرض بينما كان الترام الأبيض للانتقال من المدينة الجديدة إلى القاهرة.
مجلة "اللطائف المصورة" التي نشرت صورة بارزة للبارون
إمبان مؤسس شركة هليوبوليس في عددها الصادر عام 1922م، قالت في خبر رحيله: "نعت أنباء بروكسل يوم 22 يوليو الجاري عظيمًا من العظماء العصاميين وماليًا من كبار الماليين هو البارون أدوارد إمبان الذي كانت له أدواره في المال والأعمال في القطر المصري وأياد بيضاء يضمن له الخلود في تاريخ نهضة مصر العمرانية، وكان رحمه الله مهندسًا نابغًا اشتغل في أول عهده بمشروعات السكك الحديدية ثم الترامواي الكهربائي، وقد جاء مصر عام 1906م فأسس شركة ضاحية هوليويولس والكهرباء واشتري بالاشتراك مع باغوص باشا نوبار تلك الصحاري الجرداء من الحكومة بثمن بخس، وحولها في بضع عشر سنة إلي مدينة عظيمة وحدائق ومتنزهات، ولقد كان لموته أثر في الحزن الذي عم المصريين، وقد أقيمت له جنازة في الكاتدرائية اللاتينية في هيولوبولس رحمه الله، وألهم نجله الصبر والسلوان.
تم وضع قوانين لركوب الترامواي في مصر بعد تسييره في شوارع القاهرة فقد تم منع السكران أو من به عاهة تشمئز منها النفوس أو من يحدث ضوضاء في ركوبه، كما وضع قانون يجرم تسلق العواميد المعدة للحركة الكهربائية، أو تعليق شيء عليها أو إقامة إشارات كاذبة، وبعد تأسيس الترامواي المصري بعامين وبالتحديد في عام 1898م، انشغل الرأي العام بحوادث المركبة الكهربائية، خاصة بعد أن أدى الترامواي المصري لوقوع ضحايا من الأطفال والعجائز والمزارعين أيضًا، مما جعل الصحف في القاهرة تنشر السجال الدائر بين مؤيد ورافض لفكرة تسيير الترامواي في القاهرة.
جريدة فصل الخطاب بعد أن أسست الشركة البلجكية التروماي في القاهرة نهايات القرن التاسع عشر، أكدت أنه لابد عن تخفيف حدة الكهرباء لتقليل سرعة الترامواي؛ لذا يقتضي الاستعانة بالمخترع الخواجة هاشم، الذي أكد أنه اخترع ماكينة لتخفيف حدة سرعة الترامواي وطالبت الصحف برعاية المخترع، وأن تقوم الشركة بإعطائه أموالاً لتخفيف السرعة.
وأكدت الصحف أن الأهالي الذين يزاحمون الحيوانات علي المشي في الطرق والمشي في الأرصفة سبب رئيس في كثرة الحوادث أكثر من عمال مصلحة الترامواي الذين يلقون هجومًا أنهم غلاظ القلوب، مؤكدة ماذا يستفيد السائق المسكين من دهس طفل مسكين؟
في محاضرة نادرة بعنوان شبكة ترام القاهرة ونشرت عام 1934 بعد وفاة المهندس البارون إمبان بمدة 5 سنوات "قال محمد سعيد جمجوم مدير مصلحة المجاري في القاهرة آنذاك" إن حالة شبكة ترام القاهرة في عام 1929م بدأت في التطور حيث كانت شبكة ترام القاهرة تغذي بالتيار الكهربائي من محطة توليد ساحل الغلال، مؤكدًا أنه في أوائل عام 1931م تآكلت مواسير شركة المياه مما دفع الشركة برفع دعوي قضائية على شركة الترام؛ مما دعا لحكومة إلي اتفاق بين الشركتين للتطوير المستمر.
وطالب جمجوم بمد خطوط ترام جديدة في الأحياء الجديدة في القاهرة؛ حيث إنها تشهد امتدادًا عمرانيًا كبيرًا، وإنشاء محطات توليد الكهرباء، مضيفًا أن الكابلات الجديدة أصبحت قديمة ويرجع إنشاؤها إلى عام 1894م؛ حيث ستتكلف الشركة تكاليف إنشاء المحطات الفرعية بالإضافة إلي تغيير كابلات الضغط العالي للكهرباء.
يذكر أن وزارة الآثار قد أعلنت أن عربة الترام قد استقرت بالمكان الذى تم إعداده لاستقبالها بعد أن تسلمها قطاع الآثار الإسلامية من الإدارة المركزية للترام هيئة النقل العام بالتعاون مع محافظة القاهرة ليظل قصر البارون إمبان مرتبطًا بالترام، الذى توقف عن العمل وليكون جزءًا من وسائل العرض بقصر البارون للأجيال التى لم تعاصر النشاط الأولى للمدينة.
البارون إمبان ٫ البارون أمبان