قال الكاتب جار النبي الحلو إن الفترة الناصرية والتجارب التي مر بها في مرحلتي الطفولة والصبا هي من شكلت وعيه وساهمت في نجاح كتاباته، مؤكدا أن تطرقه للأدب العالمي في سن صغير خاصة أدبيات بول سارتر وجيفارا ساهمت بشكل كبير في تشكيل مخيلته ومفرداته.
موضوعات مقترحة
ويصف الحلو نشأته قائلاً: "نشأت في بيت على نهر خلاء، خلفه قطر سكة حديد. وجدت النهر والشجر وطيور لا أعرف اسماءها، استمع لصفارة القطار، هذا ملخص المشهد الذى عشت طفولتى وصباى فيه، أما داخل البيت فكان والدى يمتلك الطبعات القديمة من ألف ليله وليله، عنتر ابن شداد، الأميرة ذات الهمة، وغيرها من الكتب العظيمة، وخلف البيت مدينة المحلة بمحلاتها ودور السينما الخاصة بها، ومن بعد تدربت مع المنسي قنديل على الكتابة بكافة أشكالها، وبلقائي بشلة المحلة تعلمت الكثير سواء من المنسي قنديل و جابر عصفور ومحمد فريد أبوسعدة وسعيد الكفراوي."
وعن أعماله أكد صاحب العجوزان أنه يكتب عما عاشه فيقول: "لقد كتبت عن عالمي وما يخصني، وذلك بعدما قمت بتمزيق أكثر من 80 قصة قصيرة لم أشعر أنها تمثلني، واستلهمت من طفولتي وسيرى مع والدتي في القرية والدواب التي كنت نركبها، ففي رواية "حلُم على النهر" كتبت عن بيتنا، وعندما كتبت العجوزان كتبتها عن نفسى، فأنا العجوز الذى عجز مثل مدينة المحلة، تلك المدينة التي تتآكل وتتحول إلى مدينة استهلاكية".
جاء ذلك خلال الندوة التي أقيمت بورشة الزيتون، أمس الإثنين، للاحتفال بمسيرة جار النبي الحلو الأدبية بحضور عدد من المبدعين منهم القاص سعيد الكفراوي، محمد عبد الحافظ ناصف، هالة البدري، محمد المنسي قنديل، فاطمة الصعيدي، أسامة حداد، أسامة جاد، محمد رفيع، ووسام جار النبي الحلو، وأدار النقاش الدكتور محمد إبراهيم طه.
وفى تقديمه للاحتفالية قال الدكتور محمد إبراهيم طه إن صاحب "العجوزان" هو أحد فرسان المحلة في مجال الأدب، فتح أبواب القصة والرواية وأدب الطفال لكثير من الكُتاب اللاحقين، اللذين ساروا على نهجه.
وذكر الشاعر شعبان يوسف خلال الندوة مؤتمر أدباء الأقاليم بالزقازيق في ديسمبر 1969، الذي يرى أن كان أحد الأسباب التي برز بعدها عدد من أدباء المحلة في المشهد الأدبي وتركوا بصمة مهمه فيه. كما أثروا الحياة الثقافية أكثر ما قدمه أجيال كاملة، وأضاف أن أول مجموعة قرأها لجار النبي كانت بعنوان "هذا يوم طيب في الحياة"، حيث رأى فيها أثر يحي الطاهر عبد الله، وأنه استطاع ان يأخذ ركن خاص به في المشهد القصصي، هو كاتب قصة من الطراز الأول وجاءت الرواية مكملة لها.
وأعربت الروائية هالة البدرى عن تقديرها لشغف الكاتب بالمكان، خاصة رمزية النهر في كتاباته فهو دائماً موطن الحكايات والشاهد عليها، كذلك المسحة النبيلة التي تحكم سلوكه الإنساني والتي انعكست بدورها على كتاباته، مشيرة إلى تفرد الشخصيات في أعماله القصصية وصدقها.
وفي السياق ذاته أشارت الناقدة د.فاطمة الصعيدي إلى مفردات صاحب "القبيح والوردة" تحث على الحياة لما بها مرونة وانسيابية ورمزية.
ويرى القاص سعيد الكفراوى أن الحديث عن جار النبي هو حديث عن جماعة المحلة التي تقترب من 55 عاماً ومازالت تربطها محبة الأدب والوفاء لما آمنوا به حيث التمسك بعزلة الأقاليم وخلق عوالم تخص كل أديب على حدا، ويؤكد أن وعي الحلو بالأشياء هو وعى الفطرة، فعالمه به أطفال وعجائز ونهر وهوامش وحكايات، استطاع من خلاله أن يكتب كتابةً لا تنُسى ويحول هذا العالم الواقعى إلى فن قريب من الشعر".
جانب من الندوة جانب من الندوة