Close ad

محمد علاء: المخرجون بيضايقوا مني لأني بسأل "كتير".. وصعب أقدم شخصية "مو صلاح"|حوار

10-7-2019 | 01:42
محمد علاء المخرجون بيضايقوا مني لأني بسأل كتير وصعب أقدم شخصية مو صلاح|حوار محمد علاء خلال لقائه ببوابة الأهرام
حوار - سارة نعمة الله

يختار أدواره بتأنٍ شديد، فهو واحد من الممثلين القلائل الذين يبحثون عن قيمة الدور وليس مساحته، فما يشغل تفكيره دائمًا مدى تفاعل شخصيته مع الخط الرئيسي للأحداث بالعمل الفني؛ لذلك يظل ما يختاره من أدوار دائمًا يرتبط بالعمق والوعي الكبير في عدم الوقوع في اختيار شخصيات نمطية ومستهلكة، وتبقى أدواره مفاجئة لجمهوره دائمًا؛ لأنها ترتبط بحالته التجسيدية التي تنبع من عقله الباطن ودواخله اللامحدودة في رسم مسار وحركة شخصياته التي يلعبها.

موضوعات مقترحة

محمد علاء الذي بدأ رحلته قبل ١٤ عامًا لا تستطيع أن تقول عنه وجه جديد كما يحسبه البعض؛ لسببين مهمين، أولًا: أن طريقة أدائه واندماجه في تقمص شخصياته يجعل اسمه يقترن في مصاف النجوم الكبار، وثانيًا: لأن تجربته الفنية التي تمتد لهذا العمر لا يمكن تجاهلها حتى وإن تأخرت فرصة الشهرة التي كان السبب الرئيسي له فيها نجاحه في تقديم شخصية "علي" في مسلسل "سابع جار" الذي انتقل معه لمرحلة جديدة في حياته تابعها نجاحات داخل وخارج القاهرة بحسب ما أكده في حواره مع "بوابة الأهرام" والذي طالما أكد خلاله مرارًا وتكرارًا أنه "مش شبعان تمثيل".

يتحدث محمد علاء في حواره عن كيفية اختيار شخصياته وعمله عليها والذي يضعه في مأزق مع بعض المخرجين، مؤكدًا أن دراسته للمسرح منحته الكثير من الجرأة لأنه لعب فيها كل الأدوار ورغم ذلك يشير لتحفظه حاليًا عن العمل في هذا القطاع، متمنيًا أن تأتيه الفرص الحقيقية للعمل بالسينما والتي لربما إذا حققت تعافيها يكتفي بها وينحي عمله بالتلفزيون؛ لأنه يراه يستهلك طاقة الممثل، كما يتحدث عن تمنيه تقديم حياة لاعب كروي لكنه يؤكد أيضًا عدم استطاعته تقديم سيرة ذاتية عن "مو صلاح"، وتفاصيل أخرى في السطور المقبلة...

سألته في البداية لماذا تراجع في المشاركة عن ثلاثة أعمال دفعة واحدة مؤخرًا بالرغم من أنه في حاجة لتعويض ما فاته من سنوات الغياب عن العمل؟، فقال: بالفعل اعتذرت عن هذه الأعمال حتى أن أحدها كان من المقرر تقديمه مع مجموعة من أصدقائي بالوسط ،إلا أنني تراجعت عنه وباختصار طالما أن الشخصية بعيدة عن دوري في الخط الرئيسي للأحداث، فالموضوع محسوم بالرفض لدي، فلا يهمنى حجم الدور وهذا يسبب لي اعتذارات عن أعمال كثيرة.

ويستكمل علاء قائلاً: "في العام الماضي مثلًا كنت موقعًا على مسلسل آخر مع "اختفاء" لكني تراجعت وأعدت العربون واكتفيت فقط بـ "اختفاء" خصوصًا أن شهر رمضان لا يمنحك أحد الورق كاملًا ويقال دائمًا " أول ما المعالجة تطلع هبعتهولك"، والحقيقة أنا لا أسير بمنطق دماغ البعض الذين يقولون "الولد ده عامل شغل حلو في السوق هاته"، لذلك فأنا حريص جدًا في اختياراتي ومن الطبيعي أن تكون اعتذاراتي كثيرة.

هذا المنطق قد يضعك في أزمة مع شركات الإنتاج ؟

أنا لا أخشى المشاكل مع شركات الإنتاج لأن ربنا الذي يرزقنا جميعًا، فالمهم أني أسير في مسار سليم.

أشعر أنك دائمًا تفتش عن الشخصيات العميقة وغير المستهلكة، فهل تقصد ذلك في اختياراتك؟

هذا حقيقي جدًا، فأغلب الأدوار التي قدمتها لا يوجد لها شخصيات مشابهة تم تقديمها لكي أنهل منها، وعلى الرغم من ميزة ذلك، إلا أنه يضعني في ضغط نفسي وجسدي كبير لأَنِّي من كتر ما بركز في الشخصيات أرهق كثيرًا لأَنِّي أريد أن أقدم مشاعر صادقة في نهاية الأمر، وأتذكر أن أكثر شخصية أحدثت معي هذا "زياد" في مسلسل "أنا شهيرة أنا الخائن" والذي كنت أقدم من خلاله شخصية دكتور تعاني والدته من مرض الصرع، وكثيرًا كنت أرهق المخرج أحمد مدحت معي بالأسئلة، لأن طبيعة الشخصية مختلفة وكان هناك مشهد لسقوط والدتي في بداية الحلقات ولأني لا أريد أن أقدم مشهدا مستهلكا خصوصًا وأني طبيب وبالنسبة لي مرض أمي أمر معتاد، جسدت المشهد من فكرة خوفي عليها بأن تكون أصيبت بجروح دامية في رأسها كنتيجة لاصطدامها بأي أثاث في المنزل لذلك أنا أفكر دائمًا بشكل مختلف في أدواري.

تقول أنك تتساءل كثيرًا مع المخرجين عن طبيعة شخصيتك بالعمل ألا يضعك في مشاكل معهم؟

بالفعل هذا يحدث، فكثير من المخرجين يتضايقون مني نتيجة لأسألتي الكثيرة لأَنِّي أهتم بالتفاصيل، فلابد أن أفهم طبيعة أدواري والألوان التي ترتديها الشخصية مثلًا وطبيعة تصرفها في مشاهد ومواقف معينة.

لكن لماذا يبقى دور "علي" في "سابع جار" هو الأكثر شهرة في أعمالك بالرغم من أنك قمت بدور البطولة مثلًا أمام نيللي كريم في مسلسل "اختفاء" العام الماضي؟

أولًا شخصية "علي" أنا أشتغلت عليها كتير، ورسمت ملامحها من صديق قريب لي هو شخصية "جوزائية" هادئة الطباع لديه حالة معينة في طريقة حديثه وسيره، هذا بخلاف الورق الجيد المكتوب للعمل، كل ذلك يضاف إليه الشهرة التي نالها العمل عربيًا، لأنه كان دائمًا يتصدر تريند "تويتر" وهو الموقع الأكثر تفاعلًا عربيًا لذلك عندما أنزل مثلًا مطار بيروت يحدثني الجمهور هناك عن "علي" وأنا أعتز بهذا العمل كثيرًا لأنه لم يكن سببًا في شهرتي فقط بين الجمهور ولكنه حقق لي شهرة أخرى شديدة الأهمية وهي بأن أكون معروفًا في الوسط الفني بين المخرجين الذين لفت النظر إليهم.

لكن من دور البطولة في "اختفاء" لـ "ضيف" في "زي الشمس" هذا العام، ألم تشعر أن هذا تراجع؟

بالعكس، في" زي الشمس" كنت أقوم بدور الطبيب "المنوم الإيحائي" وإن لم يكن مرتبطا بالخط الرئيسي للأحداث مع ريهام عبد الغفور ودينا الشربيني فلم أكن لأقبل به بالرغم من أن مخرجة العمل الأولى كاملة أبو ذكري قبل تغييرها إذا طلبت مني أي شىء فلن أتأخر، ولكن كما قلت "ليس المهم حجم الدور، والحقيقة لأَنِّي "مش شبعان تمثيل" قررت المشاركة في عملين آخرين بجانب "زي الشمس" وهما "الحرملك" و"قمر هادي" لأَنِّي مستحيل أن اكتفى بالأول فقط.

تعتقد أن مسلسلات الإثارة أصبحت هي الأكثر جذبًا لدى الجمهور في الفترة الأخيرة لذلك قدمت "زي الشمس" بعد "اختفاء"؟ وهل هذه الأنواع تشبع رغبتك التمثيلية؟

بالتأكيد الجمهور أصبح يميل لهذه النوعية من الأعمال، لكن دعيني أقل لكي أني لم أشبع تمثيلا، مثلًا فى تجربة "نادر الرفاعي" في "اختفاء" لأنه شخصية جذابة كثيرًا، وتعلمت من خلالها الرقص وطوال الوقت كنت أتحدث مع المؤلف بأني أريد أن أمثل أكثر وأكثر ولم أشبع من هذه الشخصية.

ذكرت أنك في كل دور تريد أن تتعلم الجديد فكيف كان التحضير لشخصية طبيب التنويم الإيحائي في "زي الشمس"؟

قرأت كثيرًا قبل دوري في "زي الشمس" لأَن شخصية طبيب التنويم الإيحائي تطلب التحكم في العقل الباطن، وكيف نخرج الحقيقة من الشخص لأنه ليس طبيبًا نفسيًا في النهاية، لذلك كان لابد أن أفعل ذلك مع "فريدة" و"نور" بالأحداث، مما تطلب أن أكون مدركًا جيدًا لطبيعة هذه الشخصية، كما أنني شاهدت حلقات خاصة بالمجرمين الذين يستخدمون معهم نفس الطريقة لمعرفة عما إذا كان مريضًا أم لا، وهو ما أفادني كثيرًا كما أنه أفادني في التعامل مع "فريدة " تحديدًا خاصة فيما يتعلق بالثبات الانفعالي.

هل حقق لك مسلسل "الحرملك" الشهرة عربيًا أيضًا هذا العام بصورة أكبر، وماذا عن وجود جزء ثانٍ وثالث منه؟

المسلسل جاءني فجأة، ووافقت عليه لعدة أسباب، ويضحك قائلًا: أولًا لأَني مش "بشبع تمثيل" كما ذكرت، كما أنني أريد به مخاطبة المجتمعات العربية، وهو ما تحقق بالفعل، فالمسلسل كان  رقم ١ في لبنان وسوريا والسعودية، بخلاف ذلك فقد كان بداخلي رغبة في العمل مع عدد من النجوم المشاركين مثل سولافة معمار، وجمال سليمان، الذي عملت معه للمرة الأولى.

أما عن وجود جزء ثانٍ من العمل فهذا حقيقي، لأننا تعاقدنا من البداية على جزئين، ومن المقرر البدء في تصويره خلال الفترة المقبلة، لكن لا علم لى  بوجود جزء ثالث حتى الآن.

14 عامًا من العمل وشهرة متأخرة وفرص ضائعة ..كيف تُقيم تجربتك الفنية؟

الموضوع فيه نسبة حظ، يعني في ناس بتقدم أعمالا مهمة في رمضان ولا يشاهدها أحد، لذلك أنا أخشى العمل في هذا الموسم بشكل كبير، وأنا شخصيًا اتعرفت خارج هذا السيزون في "سابع جار"، وقبل عام ٢٠١٢ كنت بعمل مسلسلات ومحدش حاسس بيها واكتشفت فيما بعد أني عمري ما هيكون ليا وجود، فأي عمل من غير ما يكون ليا تواجد في الخط الرئيسي للأحداث، لذلك أصبحت أكثر وعياوخبرة في الاختيارات، وحقيقي أنا لم أكن محظوظا كثيرًا وعلى الرغم من أنني قدمت مثلًا قبل مسلسل "لأعلى سعر" ١١ عملا دراميا آخر، لكن لم يتذكرني أحد باستثناء فيلم " واحد صفر" الذي حققت من خلاله أصداء جيدة مع الجمهور، نظرًا لأَنِّي كنت معلم مع الناس شوية، طبعًا لأن الفيلم ودوري كان مهما فيه.

لكن ما الذي يجذبك في الاختيارات، القضية الأساسية للعمل أم الشخصية؟

طبعًا الدور الحلو هو الأهم بالنسبة لي لأن القضية طبيعي هتبقى موجودة، لأن المؤلف لن يأتي بأحداثه من فراغ، مثل مسلسل "سابع جار" الدور كان مهما والنَّاس بتستناه تاني يوم والحقيقة هي دي الميزة في الدراما التلفزيونية.

أفهم من ذلك أنك خاصمت السينما والمسرح باعتبار أن التلفزيون يحقق الجماهيرية الأكبر؟

طبعًا لا، بالنسبة للسينما تحديدًا فإذا عادت بقوتها كما كانت في الماضي فلن أعمل بالتلفزيون ثانية، لأنه بصراحة طاقٌة مهدرة أكثر لأنها بتستهلك الفنان مثلًا في ١٢٠٠ مشهد ويكون السؤال "الفنان ده هيعمل إيه في السينما جديد ؟" أما المسرح حاليًا فيستحيل العمل به فكيف يمكنني العمل بمبلغ عشرة آلاف جنيه في ثلاثة شهور مثلًا، هذه الصناعة ماتت وأتساءل أين المسرح الذي كنت أذهب إليه من حلوان للهرم في مسرحيات الزعيم أو الزمالك في مسرحيات هنيدي، وحتى العروض الخاصة التي يعتقد البعض أنها تدفع حاليًا فلابد أن يأتي العرض بنجاحه وإيراداته أولًا حتى تحصلي في النهاية على حقوقك، وطبعًا أتمنى العمل والعودة للمسرح الذي منحني الكثير من الجراءة، ودعيني آقول لك أن "لو حد شافني على المسرح هيقول دا كان مفروض يطلع من عشر سنين".


في الماضي، كنت تحترف في عدد من الأندية الرياضية كرة القدم مثل الشرقية للدخان، والمقاولون، واتحاد الشرطة، فماذا لو عرض عليك تقديم قصة حياة بطل كروي؟

نفسي جدًا أقدم فيلم عن لعبة كرة القدم لأنها كانت جزءا من حياتي قبل اعتزالي نظرًا لإصابتي بقدمي، وبالتأكيد سيكون من الصعب أن أقدم سيرة ذاتية عن محمد صلاح مثلًا لأنه لازم يكون حد يشبهه، لكن ممكن أعمل "فيلم" عن حياة لاعب كرة، ويضحك:" والله هيتفاجئوا".


ما الذي تخطط له في خريطتك الفنية خلال الفترة المقبلة، وهل تعتقد أن الرجال مازالوا محظوظين في السينما عن الفنانات؟

نفسي أشتغل سينما كتير الفترة القادمة، وكان نفسي اشتغل في فيلم "الممر" خصوصًا مع المخرج شريف عرفة، أما مسألة الحظ لدى الفنانين الرجال في السينما، لا أعتقد ذلك، لأنه يعود إلى أننا لسنا نمتلك الجرأة الكافية لتقديم أفلام من بطولة نسائية كما فعلت مثلًا المخرجة هالة خليل في نوارة، وأحلى الأوقات بعكس الدراما التلفزيونية فلدينا نجمات كثيرة بطلات.

بعد خبرة ١٤ عامًا من العمل، ما الذي تغير في شخصية محمد علاء الفنية؟

المسئولية "شعرت أني مسئول، وتعودت على عدم العجلة والتهور في الاختيارات، كما أني أصبحت أكثر تدقيقًا، ولا أخشى شيئًا، وإذا كان لدي شك أن هذا الدور لن يضيف لي فلن أقدمه".
 


 	محمد علاء خلال لقاءه ببوابة الأهرام محمد علاء خلال لقاءه ببوابة الأهرام

 	محمد علاء خلال لقاءه ببوابة الأهرام محمد علاء خلال لقاءه ببوابة الأهرام

 	محمد علاء خلال لقاءه ببوابة الأهرام محمد علاء خلال لقاءه ببوابة الأهرام
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة