شهد مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، ندوة تكريم باسم المخرجة الكبيرة الراحلة عطيات الأبنودي.
موضوعات مقترحة
أدار الندوة الناقدان "فايزة هنداوي وحسين عبداللطيف"، باستضافة كل من "أسماء يحيى الطاهر" الابنة بالاختيار لعطيات الأبنودي، و"أحمد السعيد" ابن شقيق الراحلة.
في بداية الندوة تحدثت فايزة هنداوي، وقالت:عطيات الأبنودي لن ترحل عنا، ولكن باقية بيننا بأعمالها فهي من الرائدات في السينما التسجيلية، والتي لن تنجرف وراء الفيلم الروائي، وأهمية عطيات هي ترك بصمة هامة جدا في السينما التسجيلية، حيث تطلق على أعمالها سينما البسطاء.. فقد كانت الأفلام التسجيلية لهذا الجيل وهي في مقدمتهم يطلق عليه تيار السينما الغاضبة.. وانحازت عطيات خلال ما قدمته من أعمال للبسطاء بشكل فني، فقد قدمت ٢٥ فيلما بنفس الأفكار والمبادئ إلى جانب ذلك كانت كاتبه ولها أعمال كتابية على الرغم من قلتها، إلا أنها تعد من أهم الكتب التي تحدثث عن السينما.
ثم تحدث السيناريست حسين عبداللطيف، صاحب كتاب "عطيات الأبنودي سفيرة الغلابة"، وذكر في بداية حديثه، "لم يشأ الحظ أن ألتقي بها بسبب حالتها الصحية أثناء عملي بالكتاب، ولكني كنت متابعا جيدا لأعمالها"، وفي حديث لي مع الناقد عصام زكريا دار النقاش عن عطيات الأبنودي وقام بتوفير مادة أرشيفية مهمة لي، والمدة الزمنية قبل المهرجان حكمتنا في حجم الكتاب، لأن تاريخ المخرجة الكبيرة وكان يحتاج لأكثر من ٥٠٠ صفحة، وقسمنا الكتاب لعدة فصول وكان من بينها جزء مهم يشير لأعمالها الفولكلورية مثل فيلم "سندوتش".
وبعد ذلك تحدثت الكاتبة "أسماء يحيى" ابنة عطيات الأبنودي وقالت أشكر المهرجان على إهداء الدورة لاسم الراحلة، وهو بمثابة الإعلان أن تبقى عطيات باقية بيننا.
وأضافت: علاقتي بوالدتي عطيات تمت بالاختيار المشترك كان عمرى ٥ سنوات، فعندما جاءت إلينا لتجمع أوراق "يحيى الطاهر عبدالله" والدي، ولم تكن رأتني منذ أن كنت رضيعة، وعندما رأتني سألت عني وعلمت أني ابنة يحيى الطاهر، طلبت أن تقوم بتربيتي.. وظلت تتعامل معي على إني ابنتها ورفضت أن يطلق في أي مكان أنها تكفلني، ولكن دائما كانت تقول هذه ابنتي.. ولم تكن والدتي لديها أشياء مسلمة في حياتها، ولكن كانت تتعامل مع حياتها دائما بالاختيار سواء في العمل أو الحياة الشخصية، فقد أعطت الجميع درسا أن كل إنسان يستطيع صنع حياته التي يحبها.
وعقب ذلك تحدثت "أحمد السعيد" ابن شقيق الراحلة، وتقدم في البداية بالشكر إلى إدارة المهرجان، لأنها منحته أول فرصة للحديث عن عمته، فقال:" فقد كنت أستقي منها معلومات عن الحياة، قامت هي باختياري من وسط كل عائلتنا".
وأضاف: لم تكن تهتم بالتقاليد ومن يقول ماذا ولكن كانت تفعل دائما ما تريد كانت تخرج من حياتها الأشخاص الذين لن ترغب فيهم ولم تكن شخصية مجاملة، كنت أتعلم منها كيف أعيش حياتي، كانت تقول إنها تحلم بمشروع كاميرا ديجيتال لكل مواطن لتصوير يوم من أيامه ويعديد مشاهدته مرة أخرى، استطاعت أن تجمع شخصيات بينها كأصدقاء مختلفين تماما في كل شيء.
وبعد ذلك تحدث "محمود عبدالسميع"، تعرفت على عطيات سنة ٦٨ مع أول فيلم قام بالتعليق به عبدالرحمن الأبنودي ودخلت منزله وتعرفت عليها.
وعقب ذلك قدمت فكرة فيلم حصان الطين لأحمد الحضري، وقام هو وقتها بتصوير الفيلم سافرت معهم قرية تصوير الفيلم وعدنا إلى القاهرة ولم تكن ترى عطيات ما تم تصويره هو الذي كان يدور في ذهنها، فقررت تصوير الفيلم للمرة الثانية سنة ٧٠، وقام بتصويره لها وقتها صلاح صادق.. فقمنا بتصوير الفيلم للمرة الثانية وبعد تحميض الفيلم وجدنا خطأ وأصبح الماتريال غير صالح وقمنا بالتصوير للمرة الثالثة قمت بتصويره وقتها مع وضع لقطة واحدة لأحمد الحضري، وتم وضع اسمي واسم الحضري على الفيلم، وكان ذلك بناء على طلبي.. بعدها عملت في التصوير معها بالعديد من الأفلام واستمتعت في الحقيقة جدا بالعمل معها، وأستطيع أن أقول إنها مازالت بيننا بأفلامها وأعمالها وأشكر المهرجان على إحياء ذكراها من خلال هذا التكريم.
وتحدث "هاشم النحاس" قائلا: لن أستطع القول عنها إلا أنها سيدة عظيمة وهي صفة من الصعب أن ينالها إنسان في ذهني، فكل مرة أشاهد أعمال عطيات يزداد حبي لها ولأعمالها فهي تعد أشجع مخرجة في تاريخ السينما التسجيلية وقفت أمام السلطة بمفردها ولن تتنازل يوما عن أفكارها فيما تقدمه، ونقلت عطيات الفيلم التسجيلي نقلة فعلية واستطاعت تغيير تيار السينما التسجيلية والتعبير عن أفكارها من خلال مناقشة مشاكل الإنسان المهمش والدفاع عن حقوقه المهدورة.
وتحدث بعد ذلك "سعيد شيمي"، قائلا: "أقول سر لأول مرة يدل وهو يدل على إصرار عطيات حين كان لديها فكرة فيلم وقدمتها للجنة كنت أترأسها بجمعية الفيلم ووافقت الجمعية على الفكرة وبعد التصوير وجدت عطيات عيوب بالتصوير وعلمت أن الجمعية لن تقوم يتصوير الفيلم مرة أخرى لها بسبب التكاليف جاءت لي وطلبت مني أن تبيع ذهبها لتصوير الفيلم مرة أخرى وهذا الكلام أذكره حاليا لأنه يعبر عن مدى إصرار الأبنودي لنجاح عملها وظهوره بالشكل الذي يليق بقيمة فنها منذ بداياتها.
وتحدث "علي الغازولي"، أن عطيات الأبنودي قامة كبيرة جدا في مجال الفيلم التسجيلي ونستطيع من خلال مشاهدة أعمالها أن نشم رائحة القرية وأهلها.
وبعد ذلك تحدث الدكتور خالد عبدالجليل، وأعلن أنه سوف يتم إنتاج فيلم من ميزانية المركز القومي للسينما الجديدة لعطيات الأبنودي ويخرجه علي الغزولي سوف نسجل به كل الشهادات الجميلة الخاصة بها من خلال القامات السينمائية.
وتحدثت "ماجدة موريس"، وقالت: "نريد إطلاق اسم عطيات الأبنودي على مكان في وزارة الثقافة، ونود أن نشاهد أفلامها".
تحدث الدكتور خالد عبدالجليل أولا وفيما يخص أفلامها، بأنه سوف نرممها وعرضها في احتفالية خاصة بها في شهر ٨ بتونس، إما فيما يخص الشق الخاص بوضع اسمها على مكان بوزارة الثقافة فسوف أعرض ذلك لأن عطيات وجودها شرف لنا جميعا وهي رائدة كبيرة.
وتحدث "يسري نصر الله"، أن عطيات لها لغة سينمائية فهي شاعرة قبل أن تكون مخرجة سينمائية وبالمناسبة، فإن هناك جماليات معينة لأفلام عطيات، وأنها تعد من المخرجين الذين حفروا في الصخر ونعتبرهم تاريخ لنا.
وقال كمال رمزي: نحن لا نحتفي بذكرى عطيات فقط لكن نحتفي بوجودها فهي موجودة دائما.. فأول تعرف لنا وهي ممثلة قبل أن تصبح مخرجة وأثناء عرض إحدى مسرحياتها كان زوجها الأبنودي تم سجنه وتحدت الجميع، وأعلنت أنها غيرت اسمها لعطيات الأبنودي، لتعلن تضامنها مع زوجها، فكانت الأخت الحانية التي تقف بجانب الأسرة.. فهي كانت كالنخلة تعطي وهي شامخة وتحنو على الجميع.. فالسيدة المصرية في أبهى صورها هي عطيات الأبنودي، محمد الشلوفة التونسي فكان عندنا أربع مخرجين قريبين منا في تونس هم عطيات الأبنودي توفيق صالح ويوسف شاهين صلاح أبو سيف يشاركوننا أيام قرطاج.. فوجود هؤلاء شرف لنا ونحن مدينين لهذه السيدة بقيمة الإبداع الذي أيقظته لدينا.
وتحدث فاروق إبراهيم: عطيات الأبنودي كانت متمردة شرسة وكانت تلمس مشكلات المجتمع المصري، وظهر ذلك في أعمالها.
وقال خالد منتصر: أذكر بداية تعرفي على عطيات.. فكنت صغيرا وأتمنى في بداية حياتي أن أقابل عطيات الأبنودي ويحيي الطاهر عبدالله القصاص الكبير لكنني فجعت عندما علمت بوفاته قبل أن أقابله.. وكانت تصنع فيلما عن أمل دنقل قبل أن يرحل وتمنيت الحديث إليها، وأثناء عرض الفيلم في أحد القاعات حضر صلاح جاهين وعندما شاهده أحد الشباب الموجود قال مش "ده السبب في هزيمتنا" فخرج صلاح جاهين يبكي من القاعة فأوقفت عطيات الفيلم ووبخت الشاب ودافعت عن صلاح جاهين رغم اختلافها معه.
واختتمت الندوة بتسليم ابنتها درع التكريم الخاص بالمخرجة عطيات الأبنودي وسلمها الدرع الدكتور خالد عبدالجليل، والناقد عصام زكريا.