Close ad

"الشباب العربي والتطرف الديني" في مجلة "ذوات".. بمشاركة باحثين مصريين

4-12-2018 | 12:37
الشباب العربي والتطرف الديني في مجلة ذوات بمشاركة باحثين مصريينمجلة "ذوات"

صدر حديثا العدد 51 من مجلة "ذوات" الثقافية العربية الإلكترونية الشهرية، عن مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"، برئاسة تحرير الكاتبة المغربية سعيدة شريف.

موضوعات مقترحة

تشير رئيسة التحرير إلى أن العديد من الدراسات والتقارير التي أنجزت في السنوات الأخيرة حول التطرف، تُجمع أن الشباب هم الفئة الأكثر عرضة للاستمالة من طرف المجموعات المتشددة والمتطرفة في معظم الدول الإسلامية وغالبية الدول الغربية التي تحتضن جاليات مسلمة، خاصة أولئك الذين هم في المراحل الأخيرة للمراهقة، لأن في تلك المرحلة العمرية يتسم الشباب بالهشاشة النفسية والفكرية.

وعلى الرغم من غياب أرقام أو إحصائيات دقيقة حول حجم هذه الظاهرة عالميا أو حتى عربيا، وصعوبة تقديم رصد علمي دقيق لهذه الظاهرة، سواء قطريا أو عالميا، لأسباب تعود أساسا إلى ندرة الدراسات الميدانية في الدول العربية والإسلامية، واستعصاء عملية رصد الشباب المتبني لهذا الفكر المتشدد، فإن الفكر الديني المتطرف بشهادة الكل يعرف رواجا في صفوف شباب الدول الإسلامية أكثر من بقية الدول، ومن المرجح أن انتشار هذا الفكر يتم على شكل "بؤر عائلية" أو "بؤر اجتماعية" تتطابق جغرافيا مع الأحياء الشعبية الفقيرة في المدن الإسلامية، وضواحي المدن التي تعيش فيها الجاليات المسلمة في العواصم الغربية، حيث يتفاقم الإقصاء والفوارق الاجتماعية، وتطرح مسألة الهوية نفسها بقوة.

إن عملية تحول الشباب العربي المسلم نحو التطرف العنيف، واتساع قاعدة المنخرطين فيه، تعود حسب الدكتور مصطفى الرزرازي، الخبير المغربي في قضايا التطرف والإرهاب، إلى مجموعة من العوامل والشروط البنيوية؛ الأول منها يرتبط بظاهرة النمو الحضري للفضاء العمومي بشكل متسارع ومتوحش، دون أن ترافقه عملية التنشئة السياسية الهادفة إلى نقل الناس إلى حالة المواطنة المدنية، والثاني يعود لتدمير ثقافة السوق والمنافسة لثقافة التفاوض مع الواقع والتضامن مع المحيط، بينما يرتبط الثالث، بعجز المؤسسات التربوية والتنموية في الاستثمار في المستقبل، هذا إضافة إلى عامل دفع وعوامل جذب مؤثرة وفاعلة في توسيع دائرة التعاطي مع تنامي ظاهرة التطرف الديني داخل المجتمعات العربية الإسلامية.
ولإلقاء مزيد من الضوء على هذا الموضوع الحساس، الذي يشكل تحديا حقيقيا للدول والحكومات العربية اليوم، تخصص مجلة "ذوات" ملف عددها (51) لموضوع "الشباب العربي والتطرف الديني"، وتطرح بدورها العديد من الأسئلة والإشكالات المحيطة بهذا الموضوع، وتقدم له مقاربات من مختلف الجوانب: النفسية، والاجتماعية، والتربوية والدينية، والفكرية.

يتضمن ملف العدد، الذي قام بإعداده الباحث المغربي المتخصص في علم الاجتماع محمد قنفودي، ورقة تقديمية تحمل عنوان "الشباب العربي وبواعث التحول نحو الراديكالية"، مجموعة من المساهمات البحثية لكتّاب وباحثين من تخصصات ومشارب فكرية متنوعة، المساهمة الأولى بعنوان "مؤسّسات المجتمع العربي وصناعة الأفراد: الأسرة والمدرسة أدوات في إنتاج العنف"، للباحث التونسي محمد سويلمي المتخصص في الفكر والحضارة الاسلاميين، والثانية للأستاذ والباحث التونسي محسن الزرقي، وهو أستاذ أول مميّز وباحث في الحضارة والفكر الإسلامي، تحت عنوان: "إشكالية الشباب العربي وتجديد الخطاب الديني لمحاربة التطرف"، والمساهمة الثالثة للدكتور والباحث المصري عادل عبد الصادق، والذي يشغل خبيرا بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بوحدة دراسات الإعلام والرأي العام، وهي تحت عنوان: "الإعلام وظاهرة التطرف الديني لدى الشباب: بين المسئولية والمواجهة"، ثم المساهمة الرابعة للباحث المغربي نورالدين بنمالك، الذي يعد أطروحة للدكتوراه في الموضوع نفسه، بعنوان "التطرف وخطاب الكراهية في أوساط الشباب: جذور الأزمة وصيغ التجاوز".

أما حوار الملف، فهو مع الباحث المغربي مصطفى الرزرازي، وهو خبير في قضايا التطرف والإرهاب، وباحث في الشئون الاستراتيجية وتدبير الأزمات، الذي فكك مفهوم التطرف والإرهاب، وفصل الحديث في العديد من بواعثه وأشكال تطوره، راصدا الواقع الحالي للشباب العربي وللمجتمعات العربية التي مازالت لا تستثمر في المستقبل.

وبالإضافة إلى الملف، يتضمن العدد مجلة "ذوات" أبوابا أخرى، منها باب "رأي ذوات"، ويضم ثلاثة مقالات: "مكافحة الكراهية وإهانة الرّموز... قوانين تواجه العنف أم تشعله في مصر؟ و"التلفاز والديمقراطيَّة بين الرّبيع العربي والإسلام السياسي" للباحث المغربي عزالدين بوركة، و"الإفقار والشباب.. البحث عن حواضن بيئوية جديدة" للكاتب والباحث المصري عاصم طلعت؛ ويشتمل باب "ثقافة وفنون" على مقالين: الأول للكاتبة السورية ميسون شقير بعنوان ""هنا الوردة" بين متانة السرد وهشاشة الأحلام المجهضة"، والثاني للكاتب المصري طارق فراج بعنوان "الأدب المكتوب يتوسَّد ذراع أبيه: استدعاء التراث الشفاهي في الأدب العربي".

ويقدم باب "حوار ذوات" حوارا مع الكاتب والناقد العراقي رسول محمد رسول، المتخصص في الفلسفة. الحوار من إنجاز الباحث المغربي إبراهيم مجيديلة. أما "بورتريه ذوات" لهذا العدد، فهو عن الفكر والكاتب والمترجم والناقد السوري الراحل جورج طرابشي، تحت عنوان "جورج طرابيشي.. نصف قرن من نضال العقلانية". البورتريه من إنجاز الكاتب والباحث الأردني نادر رزق.

وفي باب "سؤال ذوات"، يستقرئ الكاتب والإعلامي التونسي عيسى جابلي آراء مجموعة من الباحثين حول سؤال: "الحرّية في الوطن العربي...أي مستقبل؟!"، وفي "باب تربية وتعليم" يتناول الباحث والأكاديمي التونسي رضا الأبيض موضوع "العربية لغة أجنبيةً...الصعوباتُ وسبلُ تذليلِها"، فيما تقدم الكاتبة والأكاديمية المصرية قراءة في كتاب "الشّرق الأدنى القديم وحضارته" لمحمد خليفة حسن، وذلك في باب كتب، والذي يتضمن أيضاً تقديماً لبعض الإصدارات الجديدة لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"، إضافة إلى لغة الأرقام، التي تسلط الضوء على ارتفاع معدّلات الجوع في العالم؛ والتي بلغت 821 مليون شخص، حسب تقرير حديث لمنظمة الأغذية والزراعة، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة.


مجلة ذواتمجلة ذوات
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة