"إرمِ نظارتيكَ ما أنتَ أعمى / إنما نحن جوقةُ العميانِ / أيها الأزهريُّ يا سارقَ النارِ / ويا كاسراً حدودَ الثواني / عُدْ إلينا فإن عصرَك عصرٌ/ ذهبيُّ ونحن عصرٌ ثاني / سقطَ الفكرُ في النفاق السياسي / وصار الأديبُ كالبهلوانِ / عُدْ إلينا يا سيدي عُدْ إلينا / وانتشلْنا من قبضةِ الطوفانِ".. نزار قباني ناعيًا طه حسين. هي ليلة تشبه صباح اليوم الأحد، اشتدت عليه وطأة المرض، ففارقت روحه الحياة عن عمر يناهز الـ84 عامًا، قضى خلالها الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي رحلة البحث تبصّر فيها بغير بصر وحارب الظلام بالتنوير، إذ يقول عنه الدكتور زكي نجيب محمود: "لقد كانت عصر طه حسين.. غايتنا فى دنيا الفكر والثقافة هى أن نجمع مجدنا الموروث إلى النتاج الإنسانى الحديث، ولقد تجسدت فى شخص طه حسين هذه الغاية المأمولة.. كان لنا طه حسين بشخصه عصر تنوير، وكان لنا كذلك عصرًا إنسانيًا يعلى من شأن الإنسان، فلقد آمن بالتقدم وتفاءل بمصير الإنسان، كان لنا أبا العلاء وكان لنا فولتير فى آن معًا، دعا إلى حرية الفكر بادئاً من طلاقة التعبير ومنتهياً إلى كرامة الإنسان. وتنشر "بوابة الأهرام" صورًا نادرة لطه حسين، من أرشيف "الأهرام" ولمقتنياته الخاصة بفيلته والتي حولتها وزارة الثقافة المصرية إلى متحف لتخليد ذكراه عميد الأدب العربي.