Close ad

في وليمة فنية على المسرح الكبير بالصين .. 130 دقيقة تجسد حكايات طريق الحرير القديم | صور

7-10-2018 | 18:06
في وليمة فنية على المسرح الكبير بالصين   دقيقة تجسد حكايات طريق الحرير القديم | صورحكايات طريق الحرير القديم على مسرح شينجيانج الكبير
شينجيانج - الصين - محمود سعد دياب

إذا أردت أن تعرف تاريخ طريق الحرير القديم، الممتد من الصين إلى أوروبا ومصر ومنطقة الشرق الأوسط، مرورًا بمنطقة وسط آسيا.. فعليك أن تتوجه إلى مسرح شينجيانج الكبير، في مدينة شيان عاصمة مقاطعة تشانغجي بولاية شينجيانج ذاتية الحكم، شمال غرب الصين، فهناك تجد عروضًا مسرحية يومية تجسد مسيرة الطريق قديمًا منذ مئات السنين، والصعاب التي يمر بها المسافرون، والثقافات المختلفة التي تختلط وتمتزج ببعضها البعض.

موضوعات مقترحة

في المسرح الكبير، تابعت "بوابة الأهرام"، عروضًا جسدت طريق الحرير القديم، تلك القناة الاقتصادية والثقافية التي تربط بين الشرق والغرب، والتي تعيد الصين إحياءه مرة أخرى، من خلال مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بيينج، عام 2013، وتشارك فيها 60 دولة في قارات العالم القديم آسيا وإفريقيا وأوروبا، وركزت على مقاطعة شينجيانج الويغورية ذاتية الحكم شمال غربي البلاد، التي تقع على موقع بارز وفريد في الطريق القديم، وستكون في مكانة لا تقل أهمية في الطريق الجديد.

130 دقيقة و360 فنانًا
عروض الرقص والغناء الاستعراضي، على خشبة مسرح شينجيانج الكبير، تقام كل يوم على مدار 130 دقيقة، وتتميز بطابع محلي يشكل وليمة ثقافية وفنية يستخدم فيها كل وسائل التكنولوجيا الحديثة، ويشارك فيها 360 فنانًا محليًا من القوميات المختلفة التي تعيش في شينجيانج مثل الويغور والهان والكازاخ والأوزبك والخوي، وآخرون أجانب من باقي مدن الصين، بالإضافة إلى روسيا وجورجيا وأوكرانيا وغيرها.

ويجمع العرض بين الأداء الفني والأزياء التقليدية والرقص واستعراضات الحيوانات، إضافة إلى الواقع الافتراضي والبانوراما التي تظهر ثقافات الأعراق المتناغمة في شينجيانج للزوار الصينيين والأجانب، وتستلهم الأساطير والحكايات الشعبية لتلك القوميات، كما تشمل العروض أيضًا الألعاب البهلوانية والسيرك وفنون الووشو والرقص على الجليد، حيث تسهم التكنولوجيا الحديثة والاندماج بين المؤثرات الصوتية والبصرية في تهيئة بيئة شبه حقيقية على المسرح لطريق الحرير القديم.

يستعرض الفنانون خلال العروض، كيف كانت تتم عملية نقل البضائع عبر الجمال والخيول والبغال في الصحاري والوديان، والطرق الثلجية والجبلية، وأنواع الملابس التي كان يرتديها مرتادي الطريق من مختلف البلدان، والصعاب التي كانوا يواجهونها في الطريق من العواصف والأعاصير والظروف المناخية المختلفة، فضلا عما تحويه الرواحل من الطعام والشراب، والحكايات الأسطورية وثقافة كل بلد يمر بها الطريق، والحضارات المختلفة الصينية والمنغولية والهندية والعربية، وحضارات بلدان وسط آسيا، مستخدمين العقبان والصقور الحقيقية التي كانت تحلق في صالة العرض والمعروفة عن المنغول والكازاخ.

حجر السعادة وطول العمر
كما تكشف العروض، عن ثقافة قومية الخوي، التي تمثل الأغلبية في مقاطعة تشانغجي بولاية شينجيانج، خصوصًا أسطورة حجر الجادا الذي يجعل من ترتديه من الفتيات على صدرها، تحظي بالعمر الطويل والسعادة غير النهائية والثراء، ما يمكنها من تحقيق كل أحلامها، وتضيف الأسطورة أن قومية الخوي تقيم احتفال سنوي، يقوم خلالها الأمير باختيار شريكة حياته، ممن يزين صدرها حجر الجادا، والتي تنتهي مهمتها مع احتفالية العام التالي، ويتم اختيار فتاة جديدة، في شكل مشابه لشخصية شهريار عند العرب، التي أبرزتها قصص ألف ليلة وليلة.

مزج رومانسي بين الماضي والحاضر
وفي جزء أخر من العروض، يقوم الفنانون بالمزج بين الماضي والحاضر، في عروض موسيقية تتضمن ألة الدرامز الحديثة مع الدفوف والعود، ويقدمها قومية الويغور المسلمة، وتتحدث عن لوعة الفراق عن الحبيب.

السرقة والنهب
وتبرز العروض التي قدمتها القومية المنغولية أعمال السرقة والسلب والنهب، التي كان يقوم بها قطاع الطرق والقراصنة، على القوافل التي تسير عبر الطريق، وكيف كانت القبائل تقوم بحماية نفسها، من خلال رجال أشداء، يحملون سيوف قاطعة، ورماح ونبال تفشل مهمة المعتدين، بعد معركة حامية الوطيس استخدمت فيها رماح وسيوف وخيول حقيقية، وتنتهي بأن يقوم اللصوص بحرق خيام المترحلون، ويهربون من المكان، لكي تقوم فتاة بمحاولة إعادة إحياء حبيبها وهو مضرج في دمائه، ويعاني من سكرات الموت، لكي يظهر الإله بوذا ويأمر بأن يموت الشاب وسط دموع حبيبته ومرافقيه.

بوذا حامي القوافل
ويبرز دور بوذا مرة أخرى، في عرض آخر، حيث يتمكن من حماية قوافل التجارة، من خلال روحه المتجسدة في شخصية فارس شجاع يعتلي صهوة حصان أبيض قوي، ويكون في مقدمة القافلة، وعرض آخر أبرز كيف كان يعيش أهل قومية المنغول، وحكايات الحب والزواج بينهم.

قصة حب الأمير
ويعرض فنانون من قومية الويغور، كيف كانوا يعيشون في الماضي السحيق، على جانبي طريق الحرير، وطريقة صيد الحيوانات على جبال تياتشان بالقوس والسهم، ويستعرضون أسطورة حب الأمير وكيف اختار شريكة حياته ووقع في حبها، خلال رحلة صيد قام بها، حيث وجدها تجلس بين الأشجار تقوم بعزف مقطوعة موسيقية على آلة موسيقية تراثية، على طريقة المقامات الويغورية الإثناعشر.

حيث نجحت الفتاة الفقيرة، في أن تصل إلى قلب الأمير من خلال العزف الموسيقي، الذي عبرت من خلال لغة الموسيقى فيه بدون حديث، عن حبها الشديد له منذ نعومة أظافرها، وأنها تتمنى أن ينتبه إليها ويعرف أنها تحبه، وان أشجار الغابة شاهدة على حبها، وهنا يرق قلب الأمير، ويقرر الارتباط بها وينتقلان لإقامة حفل الزفاف في القصر الملكي، لكي تعيش الفتاة حياة مرفهة وتودع حياة الفقر وينعمان بالحب والسلام، وفي حفل الزفاف، امتلأت ساحة الاحتفال بالراقصين على الجليد، وقام الأمير والأميرة نفسهما بمشاركتهما ذلك.

كرم ضيافة مرتادي الطريق
وتبرز العروض أيضًا، كيف كان يقوم أهل شينجيانج، بتقديم الفواكه والأطعمة المحلية والعصائر، للقوافل التي تصل إلى مدن الولاية، كنوع من كرم الضيافة، وكيف أن ذلك الكرم كان وسيلة لكي يأمنوا شر اللصوص وقطاع الطرق، الذين كانوا يأتون متخفين في شكل قوافل تجارية، حتى لا يعملوا السلب والنهب في المدينة، فضلا عن أمر أخر مهم وهو كيف كانت يحدث تزاوج بين أهل المدينة والقادمين إليها من مرتادي طريق الحرير القديم.

جدير بالذكر أنه قد تأسست فرقة المسرح الحديث لمسرح شينجيانج الفني في عام 1956، وفي الخمسينات من القرن الماضي، أنتجت الفرقة أول مسرحية في منطقة شينجيانج، إسمها "نتابع الزعيم ماو تسي تونغ" ويعد هذا العمل أول مسرحية تتطرق لموضوع الأقليات القومية، وبفضل المثابرة والجهود المستمرة للفرقة خلال السنوات الماضية، امتدت جذور هذا المسرح بين الجماهير في مقاطعة شينجيانج الويغورية الذاتية الحكم.

وحظى المسرح الحديث بإقبال واسع، وأصبح من الصعب الحصول على تذكرة حضور العروض، رغم أن في القرن الماضي، واجه هذا النوع من الفن بعض الصعوبات بسبب اللغة، لكن قامت اللجنة الحزبية لمنطقة شينجيانج، بدفع تعليم اللغتين منذ أكثر من عشر سنوات، فعندما يكون العرض في مدينة أورومتشي، لا يأتي المشاهدون من قومية الويغور والكازاخ فحسب، بل يأتي مشاهدون من قومية الهان أيضا، من بينهم الطلاب والموظفون.

ولا تركز الفرقة على إبداع الأعمال الأصلية فحسب، بل تجسد جوهر الثقافات المختلفة في المقاطعات الأخرى في البلاد والدول الأجنبية وتعرض بعض الأعمال الصينية والأجنبية الجيدة على خشبة المسرح، فضلا عن ذلك، تهتم الفرقة بالتبادل الفني مع فرق المسرح الحديث في المناطق الأخرى، وتقوم بتطوير نفسها من جهتين، الأولى هي إنتاج الأعمال الأصلية التي تتعلق بالحياة في منطقة شينجيانج بشكل وثيق، أما الثانية فهي إدخال بعض الأعمال الجيدة التي لها تأثير في السوق، أو تتعلق بالحياة في المدن في البلاد، ويقومون ببعض التعديلات لهذه الأعمال لتصبح أقرب من الحياة في منطقتهم، ما جعلها تلقى ترحيبا حارا بين المشاهدين.


حكايات طريق الحرير القديم على مسرح شينجيانج الكبيرحكايات طريق الحرير القديم على مسرح شينجيانج الكبير

حكايات طريق الحرير القديم على مسرح شينجيانج الكبيرحكايات طريق الحرير القديم على مسرح شينجيانج الكبير

حكايات طريق الحرير القديم على مسرح شينجيانج الكبيرحكايات طريق الحرير القديم على مسرح شينجيانج الكبير

حكايات طريق الحرير القديم على مسرح شينجيانج الكبيرحكايات طريق الحرير القديم على مسرح شينجيانج الكبير

حكايات طريق الحرير القديم على مسرح شينجيانج الكبيرحكايات طريق الحرير القديم على مسرح شينجيانج الكبير

حكايات طريق الحرير القديم على مسرح شينجيانج الكبيرحكايات طريق الحرير القديم على مسرح شينجيانج الكبير

حكايات طريق الحرير القديم على مسرح شينجيانج الكبيرحكايات طريق الحرير القديم على مسرح شينجيانج الكبير
كلمات البحث
اقرأ ايضا: