Close ad

ننشرها بخط يده.. لماذا فشل الجميع في تنفيذ وصية الكاتب السوري الراحل "حنا مينه"؟

21-8-2018 | 16:28
ننشرها بخط يده لماذا فشل الجميع في تنفيذ وصية الكاتب السوري الراحل حنا مينه؟ حنا مينه
مصطفى طاهر

صفحة خالدة في تاريخ الأدب السوري طويت اليوم، مع رحيل الكاتب السوري الكبير حنا مينه شيخ الروائيين السوريين، اليوم الثلاثاء، عن عمر ناهز 94 عامًا.

موضوعات مقترحة

"بوابة الاهرام" تنشر صورة زنكوغرافية من وصيته التي قام بكتابتها بخط يده، ونشرها في الصحافة السورية قبل رحيله بعشر سنوات في عام 2008م، بناء على طلبه، إلا أن البند الأساسي فيها فشل الجميع في الالتزام به أو تنفيذه، وهو عدم نشر خبر وفاته في أي وسيلة إعلامية، مطبوعة أو مرئية، حيث تصدر خبر رحيل حنا مينه النشرة الرئيسية لوكالة الأنباء الرسمية السورية، كما تناقلته كبريات الصحف العربية والدولية خلال الساعات الماضية.

ولم يكن أمر تنفيذ الوصية سهلًا على الجماعة الثقافية والإعلامية العربية، فالراحل الكبير قدم رصيدًا كبيرًا من الأعمال الأدبية، تعد من أهم ما قدمه الأدب والرواية السورية، كما نقلت كتاباته للقارئ العربي عالمًا كاملًا لحياة البحارة في مدينة اللاذقية، وصراعاتهم على متن المراكب والتعايش مع أخطار البحر، وهو صاحب تلك الحالة المتفردة في المنتج الأدبي السوري، كما قدم أيضًا نموذجًا رائعًا للمثقف العربي، في الوقوف في وجه الإستعمار الفرنسي، منذ سنوات عمره الأولى.

وأضاف "مينه" في وصيته، أنه سخر أدبه وكتاباته لنصرة الفقراء والبؤساء والمعذبين في الأرض. كما طلب "حنا مينه" في وصيته ألا يقام له أي حفل تأبين، وهو الأمر الذي لم يتضح بعد حتى الآن: هل ستستطيع الجماعة الثقافة السورية الالتزام به، أم لا؟

كما أوصى الكاتب السوري في وصيته بأن يُحمَل على أكتاف أربعة أشخاص مأجورين من دائرة دفن الموتى، في جنازة بسيطة، وألا يقام له سرادق عزاء، وألا يبكيه أحد، أو يبدي عليه مظاهر حزن في الحديث أو المسلك أوالملبس.

وتميزت روايات "حنا مينه" التي رسخت لاسمه كواحد من أبرز الروائيين السوريين بالواقعية، ورغم البداية الأدبية المتواضعة، في كتابة العرائض الحكومية، ثم في كتابة المقالات والأخبار الصغيرة في الصحافة السورية واللبنانية، إلا أن قلم حنا مينه قام بتطوير نفسه سريعًا ليصل إلى كتابة المقالات الكبيرة، ومن بعدها القصص القصيرة.

وكانت بداياته الأدبية مع إرسال القصص الأولى إلى الصحف السورية في دمشق، وفي عام 1947م بعد أن استقر في العاصمة السورية دمشق، عمل في جريدة الإنشاء الدمشقية حتى أصبح رئيسًا لتحريرها، ومن بعدها بدأت حياته الأدبية تأخذ النصيب الأكبر من عالمه وقام بكتابة مسرحية دونكيشوتية، ولكنها فقدت من مكتبه، فجعله ذلك يبتعد عن الكتابة للمسرح، وانطلق في عالم الروايات والقصص الكثيرة، التي زادت على 30 رواية،غير القصص القصيرة.

كانت أولى رواياته الطويلة "المصابيح الزرق" في عام 1954م، وقد تحول الكثير من روايات حنا مينه إلى أفلام سينمائية سورية ومسلسلات تليفزيونية، وساهم الكاتب السوري في تأسيس اتحاد الكتاب العرب، وفي مؤتمر الإعداد للاتحاد العربي، الذي عقد في مصيف بلودان في سوريا عام 1956م.

وأنجب حنا مينه خمسة أبناء، بينهم ولدان، هما سليم، الذي توفي في الخمسينيات، في ظروف النضال والحرمان والشقاء التي عاشها والده، والآخر سعد، أصغر أولاده، وهو ممثل سوري شهير، شارك في بطولة المسلسل التليفزيوني "نهاية رجل شجاع" المأخوذة عن رواية والده، كما شارك في العديد من المسلسلات السورية، ولديه ثلاث بنات: سلوى، التي تعمل طبيبة، وسوسن، التي أنهت دراسة الأدب الفرنسي، وأمل المهندسة المدنية.


..

..

..
كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة