تبرأ أهلها منها .. وأفقدها عمر الشريف السمع.. محطات مثيرة في مشوار الأرستقراطية سناء جميل

هي نفيسة في "بداية ونهاية".. والمعلمة فضة المعداوي في "الرايا البيضا".. والزوجة المغلوب على أمرها حفيظة في "الزوجة الثانية".. والمرأة الصعيدية في "خالتي صفية والدير".. والأرستقراطية في "سواق الهانم".. وسمية أول شهيدة في الاسلام في فيلم "الرسالة".. هي الفنانة الراحلة سناء جميل التي نتحتفي اليوم بذكرى ميلادها الـ 88.

في سن التاسعة أودعتها أسرتها في مدرسة "الميرد دييه" الداخلية، لتنقطع علاقتها بأسرتها منذ ذلك الوقت، وحتى رحيلها ولم تعرف سبب اختفاء أمها وأبيها وأختها التوأم، فهل ماتت أسرتها أم قتلوا لا أحد يملك الإجابة على هذا التساؤل.

تخرجت سناء جميل– ثريا يوسف عطا الله"، من المدرسة والتحقت بمعهد التمثيل، إلا أن هذا القرار لم يجد صدى جيدا لدى خالتها وأخيها الكبير، بل أدى ذلك القرار إلى طردها من المنزل، بعد أن صفعها أخوها على وجهها، وكان الفن سببًا في القطيعة التي وقعت بينها وبين عائلتها في المنيا.

أكملت سناء جميل دراستها حتى تخرجت من معهد التمثيل عام 1953، وساعدها المخرج زكي طليمات أن تجد عملا يعينها على أمور الحياة.

بسبب فاتن حمامة

عملت في الفرقة القومية واشتهرت بأدائها الجيد باللغة الفصحى واللغة الفرنسية، و كانت بدايتها الحقيقية في السينما عندما رفضت الفنانة فاتن حمامة دور نفيسة في فيلم "بداية ونهاية" فرشحها المخرج صلاح أبوسيف للدور، وكان بدايتها الفعلية، حيث حققت شهرة كبيرة في هذا الفيلم الذي أُنتج في 1960، ولولا رفض فاتن حمامة لهذا الدور ما ظهرت القديرة سناء جميل.

على الرغم من الشهرة التي نالتها بسبب"نفيسة" إلا أنها فقدت السمع في أحد أذنيها خاصة بعد أن اندمج الفنان عمر الشريف – أخوها الضابط – في الفيلم وصفعها بقوة.

الحب الكبير

وفي بدايات مشوارها الفني التقت سناء جميل، الكاتب الصحفي لويس جريس، ونشأت بينهما قصة حب وعشق كبيرين، وكان لويس يعتقد أن سناء مسلمة بسبب طريقة كلامها "والنبي يا لويس – والله العظيم" – تم الزواج بينهما، ولم تنجب أبناءً، وذلك بناء على اتفاق بينهما لأنها كانت تخشى على أبنائها من قسوة الحياة و ظلم البشر و قالت لماذا أنجب أبناءً وأتسبب في معاناتهم وعذابهم فى تلك الحياة القاسية، خاصة بعد أن عانت كثيرا من الظلم والمعاناة و تبرأ الأهل منها لأنها اختارت الفن مهنة لها.

أحمد زكي ومحمود مرسي

خلال مشوارها الفني تمنت الراحلة سناء جميل مشاركة الفنانين أحمد زكي ومحمود مرسي أعمالا فنية وفور علم أحمد زكي بذلك أرسل لها سيناريو "سواق الهانم" وعمل أيضا معا في "اضحك علشان الصورة تطلع حلوة"، أما الفنان محمود مرسي فلم يمهلهما القدر أن يعملا معا.

أشهر أعمالها

قدمت الفنانة سناء جميل خلال مشوارها الفني "1950 – 1988"، 165 عملا فنيا متنوعا ما بين المسرح والسينما والتليفزيون، ومن أشهر أفلامها: "عندما يأتي المساء" و"بلال مؤذن الرسول" و"فجر يوم جديد" و"المستحيل" و"الزوجة الثانية"، و"البعض يعيش مرتين"، و"الشوارع الخلفية" و"حكمتك يا رب"، و"توحيدة"، و"الشك يا حبيبي"، و"المجهول"، و"سواق الهانم"، و"السيد كاف"، و"اضحك الصورة تطلع حلوة" كما قدمت شخصية "سمية" أول شهيدة في الإسلام في فيلم "الرسالة" للمخرج مصطفى العقاد، ومن أعمالها المسرحية، "ماكبث" و"الحجاج بن يوسف"، و"زواج الحلاق"، و"ابن جلا" و"الدخان"، و"سقوط فرعون"، و"قاتل الزوجات" و"رجل الأقدار".

حصلت على العديد من الجوائز، منها وسام العلوم والفنون عام 1967، كما تم تكريمها في مهرجان الأفلام الروائية في 1998، ورحلت في عام 2002.

نهاية حزينة

في آخر أيامها أصيبت سناء جميل بسرطان الرئة وظلت بالمستشفى ثلاثة أشهر كاملة حتى فاضت روحها إلى بارئها، ولم يتم دفنها فور موتها، حيث قرر لويس جريس أن ينشر نعيها بجميع الصحف وبجميع اللغات، لعل يظهر أحد من أقاربها أو أهلها وانتظر أربعة أيام، ولم يظهر أحد فاضطر إلى دفنها.