Close ad

أحمد مدحت: اختيار روسيا لتصوير "اختفاء" لا علاقة له بكأس العالم..ونهاية "أنا شهيرة" الصادمة كانت ضرورة| حوار

25-4-2018 | 23:54
أحمد مدحت اختيار روسيا لتصوير اختفاء لا علاقة له بكأس العالمونهاية أنا شهيرة الصادمة كانت ضرورة| حوارالمخرج أحمد مدحت
حوار - سارة نعمة الله

الحرفية في العمل بما يحقق عالمية المنتج لا تطلب تقمص روح مختلفة عن شخصيتك الحقيقية، كذلك تتلخص تجربة المخرج أحمد مدحت منذ بداية رحلته الفنية التي بدأت منذ سنوات طويلة قدم خلالها العديد من الأعمال التي تحمل روحًا وإيقاعًا مختلفًا مثل أفلام العالمي والتوربيني وغيرها من الأعمال التلفزيونية التي وضع بصمته بها، خصوصًا في العام الحالي الذي يعد صاحب النصيب الأهم في التميز العددي والفني حيث قدم مسلسلات "بين عالمين" والجزء الأول من "أنا شهيرة" بالإضافة لمسلسل "اختفاء" الذي يشارك به في رمضان المقبل.

موضوعات مقترحة

ربما يبحث مدحت عن مسارات مختلفة عن زملائه الآخرين فرغم حرصه على تقديم تكنيك مختلف في أسلوبه الفني الذي يحاكي به موضوعه الفني إلا أنه يبقى محافظًا على شرقيته كمخرج تربى وتأثر بثقافته المصرية، ولأن مدحت يخوض تحديًا جديدًا من عمل إلى آخر بخطوات متبحرة في عقل المشاهد واهتمامته يقدم تجربة درامية مختلفة في مسلسله الجديد "اختفاء" الذي يلعب بطولته الفنانة نيللي كريم وبسمة وهشام سليم ومحمد ممدوح ومحمد علاء بصفتهم الخمسة أبطال الرئيسيين بالعمل حسبما يؤكد مخرجه في حواره مع "بوابة الأهرام" ساردًا فيه بعضًا من ملامح العمل كما في السطور التالية..

- لماذا كان اختيار روسيا في أحداث "اختفاء" وهل هناك ربط بفكرة إقامة كأس العالم هناك؟

بطلة القصة نيللي كريم تجسد شخصية دكتورة تدرس الآداب الروسي، والهدف من تواجدها بروسيا أنها تذهب هناك بعد أن تعرف باختفاء زوجها بما يتماشى مع طبيعة الأحداث وما تمثله من برودة بمشاعرها وهذا هو الربط في الفكرة، ويضحك قائلًا: الحقيقة موضوع روسيا جاء مبكرًا لأن فكرة العمل بدأت معانا قبل مسلسل "بين عالمين"، وبالتالي فنحن لم يخطر ببالنا أن مصر ستذهب لكأس العالم، مما جعلنا نفكر في الذهاب هناك باعتبار أن الأمر موضة مثلًا ونحن نقوم باستغلاله.

- ماهي رحلة الأبطال في "اختفاء"؟

اختفاء فكرة  شقيقي السيناريست أيمن مدحت وسبق وقدمنا معًا مسلسلين هما "ظرف أسود" و"بين عالمين" وقد بدأت فكرته منذ فترة إلا أننا أجلنا تنفيذه لحين الانتهاء من "بين عالمين" بعدها تلقيت اتصالاً من المنتج جمال العدل بشأن تعاون مشترك وكان لدينا فكرة "اختفاء" عرضناها على بطلته نيللي كريم التي أعجبت بها، خصوصًا أنها ستظهر من خلاله بشكل جديد وبدأنا فعليًّا تنفيذ المشروع بعد ذلك.

وأحداث العمل تسير بالتوازي بين مرحلتين زمنيتين إحداهما في العام الحالي وأخرى في نهاية حقبة الستينيات، يوجد بينهما العديد من الأحداث المشتركة حيث يسرد واقعة اختفاء زوج نيللي في ظروف غامضة وهي نفس الواقعة التي تحدث من قبل في مرحلة نهاية الستينيات حيث يسير الحدثان معًا بشكل متوازٍ، وتجسد نيللي حقبتين مختلفتين، إحداهما أستاذة جامعة في الحاضر وأخرى في عهد سابق.

- الفترة الأخيرة شهدت تميزًا كبيرًا لك بعد نجاح مسلسلي "بين عالمين" و"أنا شهيرة" فما الذي يضيفه لك "اختفاء"؟

\
لا أعرف الحكم على الأشياء إلا بعد رؤيتها فحتى الآن لم أشاهد أعمالي بسبب ضغوط الشغل فأنا لم آخذ  إجازة طوال العام الحالي إلا ثلاثة أيام فقط، وأتمنى أن ينال المسلسل إعجاب الجمهور لكني أرى أن طريقة السرد في "اختفاء" مختلفة والتيمة التي يتحدث عنها جديدة تجمع بين الغموض والرومانسية وأعتقد أن ذلك مختلف عن السائد، خصوصًا أن بها فترات زمنية متفاوتة.

- الفترة الأخيرة شهدت تعاونًا مع شقيقك السيناريست أيمن مدحت فكيف تقيم تجربته ككاتب صعد بقوة في فترة قصيرة؟

بدأت العمل مع أيمن في مسلسل "ظرف أسود" وكان فكرتي بالأساس وحينها كان يعمل لدى إحدى شركات الاتصالات وبعد قراءتي للمعالجة التي كتبتها للعمل قال لي إنه قرأها وكتب لها ثلاث حلقات، والحقيقة أنني أعجبت بها كثيرًا ولم أعدل فيها كلمة واحدة وبدأنا نبحث عن منتج معًا ثم استغنى هو عن مهنته بعد كتابته للحلقة العاشرة، وفي مسلسل "بين عالمين" كان بالفعل أصبح سيناريستًا والأمر اختلف كثيرًا، أما في مسلسل "اختفاء" فكان بالأساس مشروع يشبه الرواية وأعجبت بها حين قرأتها وبدأنا نشتغل عليها معًا.

والحقيقة أن أيمن له استايل خاص به لأنه يستطيع المزج بين التشويق والدراما الاجتماعية وقليلون من يستطيعون القيام بذلك، وبعيدًا عن بدايته سواء كانت متقدمة أو متأخرة، فقد حقق قفزات سريعة ولها بصمة ناجحة.

- إلى أي مدى تحدث اختلافات بينكما في الرأي ، وكيف تدار هذه العلاقة في العمل؟

الميزة الوحيدة التي تجعل طبيعة العمل بيننا أسهل أننا نسكن على مقربة من بعضنا، ويضحك قائلًا.. للأسف طول الوقت بنختلف من أجل خروج منتج أفضل فقط، وأختلافنا في الآراء يكون بالنسبة لدوافع الشخصيات ومثلا قد أشعر أنها تحتاج لتعديل آخر لأنه يراها كتابيًا لكن أنا أراها بصريًا.

- كيف ترى التجارب التي تقدم الأكشن فقط وتتغلب على الجانب الاجتماعي بالدراما؟

أرفض التشويق الذي يقدم من أجل التشويق ولابدأن يكون هناك عمق في المسألة ويدخل في تحليل الشخصيات مع وجود دوافع معينة تؤدي لذلك وإلا فقد العمل كثيرًا من قوامه.

- كيف تحافظ على روح المخرج الشرقي بداخلك الممزوج بتكنيك الغرب؟

لا أفكر في التكنيك في البداية فما يهمني هو الصراع الدرامي بين الشخصيات فأنا أفكر بمنطق المشاهد هل يتقبل ذلك أم لا ثم أفكر في التكنيك في النهاية من أجل تقديم طريقة سرد مختلفة فقط، وهناك بعض المخرجين يفكرون في هذا الأمر في البداية وهذا خاطئ لأن الأسلوب يتغير كل عام وما ينقذ الموقف أن يكون هناك دوافع وتسلسل بالأحداث تخدم لذلك، وأنا دائم المشاهدة للمخرجين الجدد داخل وخارج مصر وأحب مشاهدة الجديد في العالم كله، وفي النهاية أنا لا أقلد أحدًا لأن ما يحركني هو الشخصيات كما ذكرت.

- هل هناك تكنيك معين سيتم استخدامه في "اختفاء"؟

"التكنيك هنا سيظهر في أغلبه في المونتاج، وفي النهاية لديّ حقبتان زمنيتان، بالتأكيد أريد أن أوصل فكرة بينهما وكل منهما يمنح إحساسًا معينًا يختلف عن الآخر، وقد نرى أن الزمنين أسلوبهما في الإخراج مش هيكون زي بعض لا في المزيكا أو الإخراج أو الألوان لكي نشعر بالاختلاف" كما أنه للمرة الأولى سنقدم مرحلتين زمنيتين في توقيت واحد بالتوازي في عرض الأحداث وبشكل تصاعدي.

- لكن قد يفهم البعض من ذلك أن العمل يسير بطريقة الفلاش باك؟

المسلسل أحداثه تقدم بمونتاج متوازٍ، وموضوع الفلاش باك من وجهة نظري أصبح استخدامه يتم بشكل خاطئ ومبتذل في بعض الأحيان من حيث إننا نحكي به معلومة لم تقال من قبل لكن بالأساس هو خط مبني داخل الأحداث يعرف من خلاله المشاهد معلومات أكثر، ودائمًا أقول "أحلى فلاش باك أتعمل بتاع ألف ليلة وليلة".


- أغلب أعمالك تدور في بطولات ذكورية وللمرة الأولى في "اختفاء" تقدم بطلتين نيللي كريم وبسمة فكيف يدار العمل؟

بالفعل هذه المرة الأولى لي في تقديم عمل من بطولة نسائية بعد مسلسل "أنا شهيرة" وأتذكر أنني قدمت فيلمًا قصيرًا، في البدايات لعبت بطولته الراحلة زيزي البدراوي بعنوان "زهرة الإسكندر" وهو العمل السينمائي الوحيد الذي قدمته من بطولته نسائية بعدها دخلت في البطولات الجماعية كما في التوربيني والعالمي ثم بطولات ذكوريّة، والحقيقة هي تجربة جديدة والتعامل مع النساء أسهل بكثير من الرجالة ونيللي وبسمة شخصيات مريحة في العمل.

- لماذا كان اختيار بسمة في دور الزوجة الثانية بعد غياب لها عن الشاشة؟

هي ممثلة شاطرة جدًا ولها إطلالة مختلفة ولابد أن يتم استغلال طاقتها التمثيلية الكبيرة والتي تطورت كثيرًا بأكبر قدر ممكن وسبق وعملنا معًا في الماضي ونحن آصدقاء بالأساس، وعندما طرح اسمها وافقت جهة الإنتاج على الفور ورحبت بالأمر.

- نيللي كريم حققت نجومية وحرفية عالية بالأداء في السنوات الأخيرة فكيف تقيم عملك معها؟

أي حد بيشتغل مع نيللي كريم بيتبسط ورغم أنها المرة الأولى في العمل معها إلا أنها شخصية مريحة وتعطي بهجة في اللوكيشن وغير موترة على الإطلاق بالإضافة لكونها مطيعة ولديها شغف كبيرة بالعمل، وأعتقد أن "اختفاء" سيكون نقلة جديدة لها في تجاربها الدرامية.

- هناك مجموعة من الأبطال في "اختفاء" مثل هشام سليم وتايسون ومحمد علاء تكرر التعاون معهم فلماذا كان هذا الاختيار؟

كل شخصية كان هناك دوافع لاختيارها، فاختياري هشام سليم بعد تجربتنا معًا في "بين عالمين" كان له بناء هن في أحداث العمل يتلخص في أننا نريد أن نقدم فارقًا في العمر بينه وبين زوجته نيللي كريم لأنه مناسب للحدوتة أكثر، بالإضافة إلى أنه يجسد شخصية كاتب، مما يمنح ثقل في تجربته.

وبالنسبة لمحمد ممدوح "تايسون" فأصبحت حريصًا على تجاربه بعد عملنا معًا في "ظرف أسود" وهو هنا يقدم دور الزوج في المرحلة الزمنية القديمة ويظهر بشخصية مختلفة ستكون مفاجأة كبيرة للجمهور، أما محمد علاء فهو حقًّا موهوب ورد الفعل حلو جدًا خصوصًا بعد "أنا شهيرة" وعندما طرحت اسمه الجميع وافق عليه، وهو يقدم هنا دورًا مختلفًا فهو رسّام سبق وقام برسم صورة لنيللي في الزمن الماضي ويحدث تشابه بينها وبين صورتها في الوقت الحاضر، وعندما يتم البحث عنه نجده اختفى لأن كل حياته غامضة.

-هل هناك وجود لضيوف شرف معينين، وماذا عن الوجوه الجديدة؟

عادة في أي عمل أحاول تقديم وجوه جديدة تقدم إضافة للعمل أما بالنسبة لضيوف الشرف فسيكون من بينهم الفنان سناء شافع وإنعام سالوسة وعمر عبد العزيز ورانيا منصور.

- تكلفة تصوير عمل في روسيا تحتاج لميزانية ضخمة فكيف كان العمل مع شركة العدل جروب في ظل أوضاع السوق التي لا تزال مرتبكة بسبب الظروف الاقتصادية؟

المنتج جمال العدل رجل محترف لآقصى درجة ولا يدخل أي شخص في تفاصيل مشاكل وله كل التقدير على ما قدمه لنا في العمل لأن ما يريده في النهاية أن يخرج عمل مناسب ومميز.

- مسلسل "اختفاء" سيعرض حصري على شاشة "دي أم سي" هل أنت سعيد بهذا الأمر؟

من سنوات ذكرت لكل الناس أن التطور الطبيعي سيذهب بنا لفكرة العرض الحصري، وأنا لا أرى غرابة في الأمر وأنا شخصيًا أفضل العرض على أكثر من قناة لكن أنا متقبِّل أيضًا موضوع الحصري لأنه سيخلق منافسة بين القنوات وفي النهاية القرار ليس بيدي وحدي.

- هل كنت متوقع حجم النجاح الذي حققته في "بين عالمين"؟

"هذا العمل أنا أحبه كثيرًا لأنه عدى عليا في وقت كنت مؤمن فيه إيمان شديد أن طريقة سرده صعبة جدًا، وكل الأسئلة التي سأل عنها الجمهور لم يتوقعوا انهم سيجدون إجابات لها في آخر حلقتين ورغم أن كل المحيطين لم يتوقعوا هذا النجاح خصوصًا أنه طرح في توقيت لم يحدث له دعاية لكنه مع ذلك حقق جماهيرية ومشاهدة كبيرة".

- كيف ترى المنافسة الدرامية هذا العام خصوصًا مع تراجع نسبة الإنتاج؟

بالتأكيد أن الإنتاج هذا العام قليل مقارنة بالعام الماضي خصوصًا أن هناك موسمًا جديدًا فتح بقوة وأعتقد أن مسلسل "بين عالمين" فتح المجال بقوة لهذا الأمر، بالإضافة إلى أن القوة الشرائية للإعلانات لن تستوعب طاقة أكبر من الدراما وهذا أمر طبيعي وهذا العام أيضًا، بالتأكيد أن الدراما الرمضانية ستتأثر بسوق الإعلانات لأن هناك مباريات كأس العالم والتي ستأخذ الكثير من هيبة الأمر ورغم قلة الأعمال هذا العام إلا أني أعتقد أن الجودة ستكون أفضل بكثير.

- تحويل الأعمال الروائية إلى مسلسل تليفزيوني أمر شديد الصعوبة، إلى أي مدى أرهقك "أنا شهيرة"؟

أصعب شىء في "أنا شهيرة" كان في كيفية تقديم شىء مختلف بعد "بين عالمين" والميزة هنا أني كنت متشبعًا بحالة النجاح، والحقيقة أن الفرق بن الرواية والسيناريو كبير فالرواية لها مليون مؤلف يراها بشكل مختلف عن الآخر، كما أن حالة القارئ من شخص لآخر تحكم ذلك بعكس السيناريو العادي، وكنت أريد أن أخرج الإحساس المصري النابع من مصر الجديدة من واقع القارئ  ذاته، والحمدلله لم أتوقع أن يحقق العمل هذا النجاح بشكل فاق توقعاتي، خصوصًا أنه جاء بعد بين عالمين.


- أراك في "أنا شهيرة" تقمصت روح الرواية ممثلة في حالة الديكورات والإضاءة فهل كنت حريصًا على ذلك؟

كل شىء في "أنا شهيرة" كان مقصودًا بالفعل كما ذكرت، فلابد أن نوجد نسقًا معينًا لدى المشاهد لكي يتأثر به، وفي بعض الأحيان مثلًا نحاول استخدام أشياء معينة كالألوان للدلالة على روح الشخصيات والرواية فمثلاً مصر الجديدة وأسماء شوارعها المذكورة في الرواية تحمل طابع سكانها، وهنا كان التحدي أن أحافظ على هذا الإيقاع ليشعر المشاهد بهذه الروح، لذلك اخترت الألوان التي لها علاقة بالبني والأخضر فالتكوين ليس فقط في حركة كاميرا لكنه يتعلق بالصمت والأحجام والنور وغيرها، فهذا جزء من التكنيك وهو ما جعل الجمهور يستغرب قليلًا من العمل لأنهم تعودوا مني على شكل معين مثل الصياد ولم يتوقعوا مني الدخول في هذا العالم النفسي.

- ألم تقلقك هذه النهاية الصادمة بالجزء الأول بخيانة "شهيرة" لزوجها خصوصًا مع حالة الجدل التي حدثت؟

كنت أشعر بقلق بالتأكيد، لكن النهاية الصادمة في العمل والرواية تدين الفعل ذاته وربما لو لم تكن هذه النهاية موجودة كان العمل سيصبح "فلات" ممل ولا صدى له، وانا سعيد بردود الأفعال جدًا عليه.

-هل أصبح المشاهد المصري أكثر تعلقًا بالأعمال الدرامية المأخوذة من روايات؟

الثقافة المصرية أتغيرت والجمهور اختلف كثيرًا خصوصًا مع تزايد طرح الروايات، مما جعل المنتجين يتحمسون لمثل هذه التجارب خصوصًا أنهم باتوا يسوقون لها من قبل أن يبدأوا في العمل ما دامت حققت صدى جماهيريًا، هذا بالاضافة أن العمل الروائي تتضح دوافع شخصياته كثيرًا مهما تعبنا في التنفيذ بكل شىء بعكس السيناريو الذي نخلقه من البداية والأمر ليس استسهالاً بقدر ما هو استغلال للنجاح.

- ما بين "بين عالمين" و"أنا شهيرة" و"اختفاء" فترة قصيرة بالعمل، فأيها أكثر الأعمال التي أرهقتك في التنفيذ؟.

ربما يكون "اختفاء" الأكثر مجهودًا أو لأنني مازالت لم أنته منه فأحكم بذلك لكنه بالفعل عمل صعب جدًا ويحتاج لدقة في الألفاظ والحوارات والديكورات لأن الجزء التاريخي يفرض أشياء معينة خصوصًا أننا لم عناصر الفترة الستينية.

- كيف كان للوالد الفنان القدير مدحت مرسي دور في حب العمل بالفن وكيف كان إقناعه بالعودة للعمل معك بعد ابتعاد؟

تعلمت من والدي الثقافة منذ الطفولة فقد كان لدين مكتبة ضخمة بالمنزل نشأت عليها وكنت أذهب معه لمسرح الدولة باللغة العربية وتربيت على فكرة الالتحام المباشر بالممثل وكنت أشاهد أفلام سينما كثيرة وهذا ساهم بنسبة أو بأخرى في تعلقي بالفن وحبي للعمل به كما أن والدي كان مستمعًا جيدًا للراديو وهو ما انطبع علي حيث إن المسرح والراديو ثقافة مختلفة وليس كل الناس معتادة عليهم بعكس أي وسيلة أخرى فدائمًا كان والدي يبحث عن طرق مختلفة في القراءة عن أي وسيلة أخرى.

والحقيقة أن والدي لم يعمل معي إلا في مسلسل "ظرف أسود" بعد إقناع كبير مني أنا وشقيقي وتردد منه وكان تجربة جديدة عليه بعد فترة غياب غير مقصودة فقد مر بظروف صحية عقب وفاة والدتي لأنه كان على قصة حب شديدة بها مما جعله زاهدًا لفترة، وبالمناسبة هو ليس معانًا في "اختفاء" كما يفهم البعض.


- للوالد الفنان مدحت مرسي رصيد ضخم من الأعمال التاريخية والدينية فهل يمكنك تنفيذ مثل هذه المشروعات مستقبلًا؟

أنا منفتح على كل التجارب وما يحكمني ماذا أريد قوله وطريقة سرد الحدوتة ذاتها فمثلاً كل أعمالي مختلفة عن الأخرى وليس كلها إثارة كما يعتقد البعض، وأتمنى أن أقدم عملاً تاريخيًا متطورًا وجديدًا فهناك حقب جديدة أتمنى العمل عليها مثل فترة من فترات الفاطميين، ولدي مشروعات تاريخية كثيرة بالفعل مازالت في مرحلة الدراسة.

- إلى أي مدى ترى تطورًا في حركة المخرجين بالدراما التليفزيونية بالسنوات الأخيرة؟

لست في موقع تقييم لأنني جزء من زملائي ولكن بشكل عام حركة المخرجين تسير بشكل جيد جدًا والتقنية زادت والصورة تحسنت ونحن بحاجة فقط لجلسات أكبر على السيناريوهات والموضوعات ذاتها.

- بالرغم من البدايات الأولى لك بالسينما إلا أن الدراما التليفزيونية أصبحت صاحبة الاهتمام الأكبر لك؟

يبقى حب السينما بداخل كل مخرج، فدائمًا هناك حالة خاصة بينه وبينها واشتاق لها كثيرًا ولدي مشروع مختلف مع شقيقي في مرحلة الدراسة أتمنى أن أنفذه خلال الصيف.

- هل تتفق مع الآراء التي توكد أن هناك تراجعًا سينمائيًّا حدث بالسينما المصرية؟

تراجع السينما حدث بالفعل بعد الثورة بسبب الخوف لدى أصحاب رءوس الأموال بشكل عام وفي نفس الوقت ازداد سعر تذكرة السينما مع ارتفاع أسعار الأشياء وأصبح هناك نوع من الخوف، وفي هذا التوقيت زادت برامج التوك شو والإقبال الجماهيري عليها وبالتالي يرى المشاهد أشياء صادمة وغير متوقعة، فمثلاً هل يذهب المشاهد لمشاهدة فيلم عن وزير فاسد فالوقت الذي يقدم له التلفزيون ما هو أقوى من ذلك ومجانًا، وبالتالي بحث صناع السينما عن منطقة أخرى تتمثل في الذهاب للمهرجانات.

وفي نفس الوقت زادت الأفلام التجارية بشكل أكبر إلى أن يحدث تقنين للعلاقة بين المشاهد ودور العرض والسينما بشكل عام ثم يحدث فرز وتبدأ تجارب جديدة، وبالعودة لحدث الثورة أيضًا في سوريا وما حققته هذه الدولة من نجاحات بالدراما التليفزيونية على مستوى المنطقة العربية والخليج دفع صناع الدراما المصرية للبحث عن السر وراء هذا النجاح بنظيرتها السورية وبدأوا يتوجهون لمخرجي السينما والذين نقلوا تقنياتهم لها وبالتالي أصبحت الدراما تأخذ من وهج السينما لكن بعيد عن ذلك فإن هناك كثيرًا من التجارب الجيدة التي لابد من الإثناء عليها لزملائي مثل أفلام اشتباك، وهيبتا ونوارة، بالإضافة لفيلم"يوم الدين" الذي كان لنا شرف بالمشاركة في مسابقته الدولية في دورته المقبلة.


..

..
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: