Close ad

مكتبة الاسكندرية تصدر ترجمة لكتاب "اليهود العرب في إسرائيل" للدكتور عمر كامل

3-4-2018 | 17:09
مكتبة الاسكندرية تصدر ترجمة لكتاب اليهود العرب في إسرائيل للدكتور عمر كامل مكتبة الاسكندرية
مصطفى طاهر

صدر حديثًا عن مكتبة الاسكندرية كتاب "اليهود العرب في إسرائيل .. رؤية معرفية"، وهو من تأليف الدكتور عمر كامل أستاذ العلوم السياسية بجامعة لابزيج الألمانية، وترجمة الدكتورة شيرين القباني الباحثة الأكاديمية بمكتبة الإسكندرية، وذلك تزامنًا مع الاستعداد لانطلاق معرض الاسكندرية للكتاب، الذي تنظمه المكتبة سنويًا.

موضوعات مقترحة

صرح بذلك الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الاسكندرية وقال، إن هذا الكتاب قد بُني على رسالة للدكتوراه من معهد العلاقات الدولية التابع لقسم العلوم السياسية التابع لكلية العلوم الاجتماعية والفلسفية.

ويهدف إلى تناول أمرين متداخلين، الأمر الأول هو معالجة إشكالية هجرة اليهود العرب كحملة لثقافة عربية إسلامية في مجتمع غلب على مؤسسيه الهوية اليهودية الأوروبية. وفي هذه الإطار يستعرض الكتاب علاقة يهود الشرق الإسلامي مع يهود أوروبا المسيحية، ويأخذ بالبحث والتحليل كيفية جلبهم إلى إسرائيل من مصر والعراق وسوريا واليمن والمغرب على سبيل المثال، ومن ثم ينطلق الكتاب في دراسة سياسة استيعاب يهود البلاد العربية في مجتمع وإن كان يفاخر بيهوديته، إلا أنها يهودية ذات صبغة أوروبية، المنشأ والثقافة.

وأضاف : "أما الأمر الثاني الذي يهدف إليه هذا الكتاب؛ وهو أن دراسة تاريخ وثقافة أي مجتمع بشري، قد تنطلق من دراسة شخصية لها باع في هذا التاريخ، أو حدث له من التأثير في هذا المجتمع.أما في حالة اليهود العربالذين كانوا بمثابة فريقًا مهمشًا من المجتمع الإسرائيلي، فلم يكن الهدف هو دراسة ظاهرة تهميش يهود بلدان العربية في إسرائيل، بل من أجل قراءة وفهم المركزية الإسرائيلية ممثلة في الهيمنة الصهيونية على اختلاف أوجه الحياة في الداخل الإسرائيلي، السياسي والديني والثقافي منها. وعليه فكما يرنو هذا الكتاب لرواية قصة يهود الشرق في إسرائيل، يقدم أيضًا رحلة استكشافية من البحث والتنقيب في ثنايا المجتمع السياسي والديني في الداخل الإسرائيلي".

ومن جهته، أشار الدكتور خالد عزب مدير قطاع المشروعات المركزية بالمكتبة إلى أن هذا الكتاب يفتح أمامنا المعالجة النظرية للمجتمع الإسرائيلي وتركيبة اليهود العرب في بنية هذا المجتمع من خلال استعراض الأفكار النظرية للمثقف الإيطالي أنطونيو جرامشي (1891-1937)، حول كيفية بناء وتشييد طبقة معينة لنظام هيمني يسعى للسيطرة على كيان الدولة والمجتمع. وكذلك يسعى المؤلف إلىدراسة العلاقة التاريخية بين يهود الشرق الإسلامي، أو كما أطلق عليهم "يهود الإسلام" في مواجهة اليهود الإشكناز، أو كما أطلق عليهم "يهود أوروبا المسيحية" ولم يأتِ استخدام هذه المصطلحات من باب الإعجاب بها أو كونها أسماء رنانة، قد تشد القارئة والقارئ، إنما لتعبر عن واقع تاريخي، انعكس في نشأة أسلوب حياة ديني يهودي تأثر ثقافيًّا ودينيًّا بأوروبا المسيحية، يعُرف بالمنهج الإشكنازي، ونمط حياة يهودي آخر، نشأ وترعرع في أحضان الثقافة العربية الإسلامية، وأخذ من عاداتها وتقاليدها كثير؛ بحيث يمكن لنا أن نقول إننا وعبر تاريخ اليهود من الشتات يمكننا أن نقول إن هناك يهوديتين، يهودية إسلامية، ويهودية أوروبومسيحية.

وأوضح عزب أنه قد تلا هذا الاستعراض التاريخي استعراضًا لأهم المصطلحات والأطر النظرية التي اتبعها الباحث، ولعل لأهما كان مصطلح الصهيونية التي نادى بها الصحفي النمساوي تيودور هرتزل (1860- 1904). وبعد وفاة هرتزل غادرحاملو لواء الأيديولوجية الصهيونية الساحة الأوروبية على شكل موجات هجرة متتالية؛ واستقرهؤلاء اليهود كمستعمرين جدد في فلسطين، حتى يؤسسواهناك بلدًا أوروبيًّا، بلدًا كان يمثل بالنسبةلأوروبا جزءًا من الجدارالأوروبي الحضاري ضد ثقافة الشرق المتخلفة، بلدًا يجب أنيشكل حاجزًا حضاريًّا ضد البربرية العربية.

وقالت الدكتورة شيرين القباني الباحثة الأكاديمية بمكتبة الاسكندرية ومترجمة الكتاب الحديث، إن المؤلف يستعرض أيضًا الهيمنة الإشكنازية في إسرائيل انطلاقًا من المنهجية الجرامشية في كيفية بناء وتوطيد هيمنة فريق مجتمعي على آخر، وذلك من خلال ثلاثة محاور؛ الأول يلقي الضوء على الأب الروحي والمؤسس الحقيقي للهيمنة الإشكنازية للصهيونية ذات الصبغة الاشتراكية على مقدرات المجتمع الإسرائيلي، دافيد بنجوريون، وكيف تمحورت قوتها حول حزب ماباي، الذي ظل يحكم إسرائيل لأكثر من ثلاثة عقود متواصلة.

وأضافت : "أما المحور الثاني فيتناول مفهوم الدولة الإسرائيلية التي تكونت بعد عام 1948 وعلاقتها المتداخلة بحزب ماباي،وكذلك تحليل وإيضاح الدور المحوري الذي لعبه المثقف الإسرائيلي في بناء الهيمنة الإشكنازية وتحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين".

وتابعت : "ويتركزالمحور الثالث حول طبيعة المجموعة المهيمنة، من هي، وكيف تكونت، ومن شارك فيها، أو بالأحرى كان له حق المشاركة فيها، والفرق التي عارضت الهيمنة الإشكنازية، من هي، ولِمَ عارضت الهيمنة، وكيف كانت صور معارضتها للهيمنة الإشكنازية. ثم أبرز المؤلف نهاية الهيمنة الإشكنازية الصهيونية ذات التوجه اليساري الاشتراكي، وصعود نجم مناحيم بيجن بمساعدة اليهود الشرقيين. وأخيرًا يستعرض الكتاب حزب شاس الديني ودور الحاخام عوفاديا يوسف، ذلك الزعيم الكاريزماتيو الأب الروحي الفعلي للحزب".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة