Close ad

"الأنساب" للحمداني.. كتاب يكشف أسرار قبائل العرب بمصر في العصرين الأيوبي والمملوكي

10-2-2018 | 16:08
الأنساب للحمداني كتاب يكشف أسرار قبائل العرب بمصر في العصرين الأيوبي والمملوكيلوحة للمستشرقين في العصر المملوكي
أحمد عادل

أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن سلسة التراث الحضاري، كتاب "الأنساب" للمؤرخ الحمداني المهمندار، الذي حققه وجمع مادته التاريخية،الدكتور أسامة السعدوني جميل، وقدم له الدكتور يسري أحمد زيدان، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية، والوكيل السابق لكلية دار العلوم، جامعة القاهرة.

موضوعات مقترحة

وقد ألف الكتاب المورخ يوسف بن سيف الدولة أبو المعالي بن زماخ بن بركة بن ثمامة بن أبي المعالي سيف الدولة بن حمدان التغلبي بدر الدين أبو المحاسن، وهو من ذرية سيف الدولة بن حمدان، مؤسس الدولة الحمدانية في حلب إبان القرن الرابع الهجري، وممدوح شيخ شعراء العربية أبو الطيب المتنبي.

ولد الحمداني عام 602 هـ، وتقلد وظيفة "المهمندار"، وهي وظيفة من شأن صاحبها معرفة واستقبال العرب الواصلين إلى الأبواب السلطانية، لذلك كان يطلقون على تلك الوظيفة اسم "مهمندار العرب" .

وقد ظل الحمداني متقلدًا لهذه الوظيفة لثلاثة من سلاطين الأيوبيين هم: الملك الكامل محمد بن العاددل بن أبى بكر بن أيوب، والسلطان الصالح نجم الدين أيوب، والسلطان المعظم توران شاه، وحين سقطت دولة الأيوبيين، استمر في أداء مهنته لخمسة من سلاطين المماليك البحرية، هم: السلطانة شجر الدر، والمعز أيبك، والمنصور علي بن أيبك، والمظفر سيف الدين قطز، والظاهر ركن الدين بيبرس، إلى أن توفي الحمدانى عام 700هـ.

وكان الحمداني، إلى جانب كونه مؤرخًا، نسابة لقبائل العرب في مصر الأيوبية والمملوكية، كانت له مشاركات علمية في العديد من المجالات الأدبية، فقد ذكر المؤرخ ابن حجر العسقلاني أنه كان مهتمًا بالتاريخ ونظم الشعر، فإلى جانب كتابه في الأنساب، كانت له مصنفات أخرى في علوم البلاغة مثل كتابه في البديع، الذي سماه "الآيات البينات"، وكتاب "إزالة الالتباس في الفرق بين الاشتقاق والجناس".

 وكتاب "الأنساب للحمداني" كان مصدرًا لغالب من جاء بعده وكَتَبَ عن القبائل العربية وأنسابها، حتى إن المؤرخ شهاب الدين بن فضل الله العمري، صاحب "مسالك الأبصار فى ممالك الأمصار"، كان يقول: "اعتمدت في أكثر ذلك على ما ذكره الأمير الثقة الحمداني المهمندار"، وقدَّمه القلقشندي على العلامة ولي الدين بن خلدون في هذا الفن فقال: "هو أعرف بذلك وأعتد، فإنه كان مهمندارًا ومن شأنه معرفة العرب الواصلين إلى الأبواب السلطانية" .

وقد كان الحمداني إيجابيًا في نقده للأحداث من حوله، أمينًا في النقل عن غيره من المؤرخين، وضم كتابه معلومات أسَّسَ بها لمن جاء بعده مثل رصده لتاريخ إمرة القبائل، والتحديد الدقيق لأماكنها في أقاليم مصر، وإشاراته الاقتصادية والاجتماعية.

ويقول محقق الكتاب، الدكتور أسامة السعدوني: "قدمت لهذا العمل بشرح عملي في جمع نص الكتاب، وبعض المصطلحات المستخدمة في ذلك، ثم أفردت حديثًا عن المصادر الناقلة عن الحَمْداني من كتابه (الأنساب)، ولما وجدت أن مؤلف الكتاب ليس من مشاهير المؤرخين رغم اعتماد المشاهير على مادة كتابه، أردت إلقاء بعض الضوء على ملامح الكتابة التاريخية عنده، والتي كانت كاشفة للعديد من الأسرار والجوانب الحضارية للقبائل العربية بمصر في العصرين الأيوبي والمملوكي".

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة