Close ad

درية شرف الدين: الإعلام صانع التطرف والفتن.. ومواقع التواصل الاجتماعى لها تأثيرها المماثل

4-2-2018 | 02:03
درية شرف الدين الإعلام صانع التطرف والفتن ومواقع التواصل الاجتماعى لها تأثيرها المماثلدرية شرف الدين
منة الله الأبيض

على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، أقيمت أمس، السبت، ندوة تحت عنوان "دور الإعلام فى التصدى للفتن"، بقاعة ضيف الشرف "لطيفة الزيات"، وأدار الندوة أحمد سميح، الذي أكد على دور برامج الرأى فى مواجهة الفتن والتطرف ودعم ثقافة الرأى.

موضوعات مقترحة

في كلمتها، قالت الدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام الأسبق، إن الإعلام لا يواجه الإرهاب فقط، لكنه أيضًا يصنع الإرهاب، فهو صانع ومواجه له فى نفس الوقت، موضحة، أنه من الممكن أن يتسبب بفتنة طائفية، كما يحدث فى مصر بين المسيحيين والمسلمين، وبين الشيعة والسنة فى البحرين، فهناك أشكال مختلفة للفتنة الطائفية، من الممكن أن تدمر بلدًا يصنعها هذا الإعلام.

وأضافت "شرف الدين"، أنه من الممكن أن يكون هناك فتنة مجتمعية يصنعها هذا الإعلام أيضًا، أو يقوم بفتنة نوعية، تتمثل فى فكرة التحرش والإساءة للمرأة، عندما يتحدث عنها بشكل يسيء لها ككائن له احترامه ومكانته فى المجتمع، موضحة، أن الإعلام لم يعد كما كان فى السابق الإذاعة والتليفزيون والصحافة فقط، ولكن أصبحت هناك وسائل التواصل الاجتماعى، والتى تندرج حاليًا تحت "إعلام المواطن"، أكثر منها إعلام الدولة، أو الإعلام الخاص، ولها تأثيرها المماثل، وأيضًا الكتاب والسينما يندرجا تحت بند الإعلام.

وتابعت: "الإعلام الخاص والممول من أموال فرد أو شركة، هو ما يسيء إلى إعلام الدولة، لأنه قد تكون له أهداف، ربما تكون سياسية، أو تدميرية، أو مادية، مؤكدة، أن المواطن قديمًا كان يستقبل إعلام وإذاعة وتليفزيون الدولة فقط، والآن هو عرُضة لكل هذه الأنواع من المواد الإعلامية، والتى تتسبب فى إشعال الفتن".

وأضافت "على الدولة أن تتنبه أولًا إلى أنها لا تفقد إعلامها، فلابد أن يكون لها إعلام ناطق باسمها، مستطردة: عندما أذكر تنظيم داعش الإرهابى، فلابد من ذكر كلمة إرهابى فى التعريف كى يبقى فى ذهن المشاهد أو المستمع أنه ليس تنظيمًا عظيمًا".

فيما قال الإعلامى الجزائرى الدكتور محمد بغداد، "نحن مازالت ثقافتنا العربية الآن ونحن فى زمن التحول المعرفى، لم تتخلص بعد من تلك العنكبوتية، تلك السلطة المسيطرة على الفكر، فأين نضع مصطلح الفتنة والتحولات الصراعية داخل المجتمع الآن كانت ذات رؤى اقتصادية وعلاقات اجتماعية ظهرت فى عناوين كبرى هى الطائفية".

وأضاف، أننا نتحدث عن وسائل الإعلام القديمة الكلاسيكية، أم عما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعى، وجميعنا يتابع يوميًا أن أكبر القنوات الفضائية والجرائد والإذاعات الآن، تخصص فقرات ونشرات وجزءًا من برامجها اليومية إلى ما تتفضل به وسائط التواصل الاجتماعى، موضحًا، أن الوسائل أصبحت تابعة للوسائط، فنحن الآن نعانى من الفضاء الموجود فى البنيان المادى إلى الفضاء الافتراضى، أما الشئ الأخطر من هذا، هو أى رسالة تصنع وأى مستهلك يتعاطى مع هذا الموضوع.

وأكد، أنه لا يوجد شيء اليوم يسمى مستهلك الإعلام، فنحن الآن أمام متفرج هو من يصنع الحدث، ويتحكم فى سياقه، ويدير الرسالة، موضحًا، أن معرض الكتاب هو محطة إستراتيجية مهمة لصناعة مستقبل عربى، ونحن أمام صناعة مشهد تاريخى فى الوطن العربى، فالأزهر هو نتاج هذا الخط والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية فى محور الشرق الأوسط، والهيمنة والسلطة الآن لم تكن فقط فى الدولة، فالقطاع الخاص هو السبب فى انتقالنا إلى البرجوازية والرأسمالية الجديدة، التى تتجاوز التخوين وعدم الانتماء للوطن.

وقال الإعلامى محمد عبده بدوى، إن ثقافة الحوار غائبة فى المشهد الإعلامى، وهذا ينعكس على المضمون الذى تقدمه البرامج، فهى لها محددات، وللأسف الشديد فالإعلام أداة للصراع، ويوقظ الفتن، موضحًا، أن المشكلة تكمن فى الخلفية المعرفية لهؤلاء الضيوف، كما أننا لم نعتد أن نقبل الرأى الآخر، أيضًا العنف اللفظى لدى الضيوف يتحول إلى عنف مادى أحيانًا، وهو تجاوز المسافة بينه وبين الطرف الآخر.

وأضاف، أننا لدينا هوس بفكرة "التريند"، أو الفرقعة الإعلامية، وهذا الأمر منتشر حاليًا فى مقاطع اليوتيوب، موضحًا، أننا ننساق وراء هذه الأشياء لكى نحصل على نسبة مشاهدة عالية، وهذا الشيء يرجع إلى القائم بالعملية التثقيفية، سواء وسائل الإعلام التقليدية كالإذاعة والتليفزيون، ووسائل الميديا البديلة التى لا تدرك معنى ثقافة الحوار، أو اختيار العنوان، مشيرًا، إلى أنه لابد من وجود عقل ثقافى يحرك الإعلام، فقديما كان يقال، إن الثقافة تحاول أن تصلح ما تفسده السياسة، وأن الحوار الثقافى هو البوابة الأساسية للتفاهم ما بين الشعوب.

كلمات البحث
اقرأ ايضا: