• مسئولية مخيفة كوني مثلا أعلى لبعض الفنانات العربيات
موضوعات مقترحة
• لن أشارك في رمضان المقبل لأني لم أجد العمل الذي يتفوق على «حلاوة الدنيا»
• «أمينة» في حلاوة الدنيا كانت من أصعب الشخصيات التي جسدتها
• شخصيتي في «حلاوة الدنيا» خليط من مواقف عديدة مررت بها في حياتي
• السينما التونسية تمر بفترة جيدة على المستوى الفني والإنجازات
بعد أعوام من النجاح الكبير على مستوى السينما والتليفزيون، والعديد من الجوائز والتكريمات في مصر وخارجها، كرمت «بوابة الأهرام» النجمة العربية هند صبري وأهدتها درعًا تذكارية عن مسيرتها الفنية المليئة بالمشاركات المميزة مع الكبار في صناعة الفن السابع والشاشة الصغيرة.
في البداية، لماذا اخترت أن يكون موضوع رسالة ماجستير الحقوق الذي حصلت عليه هو «الملكية الفكرية»؟
قبل التحاقي بكلية الحقوق بجامعة العلوم القانونية والسياسية في تونس، كنت قد بدأت مسيرتي في الفن وقدمت «صمت القصور»، وكان الأمر بالنسبة لي هواية فقط وليس دراسة، وعندما قررت عمل رسالة الماجستير الخاصة بي، اقترحت علي المشرفة على رسالتي – وهي أستاذة قانون فاضلة وشهيرة في تونس الآن – أن يكون موضوع الرسالة فيما يخص هوايتي وهو أن أعمل على قوانين الملكية الفكرية، وبالفعل كانت رسالتي عن «الفرق بين القانون الأوروبي ونظيره الأمريكي فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية»، والفرق بين القانون الأوروبي والتونسي بالتبعية، وأحمد لله أنها نالت رضا المشرفين عليها، لأنني كنت سعيدة جدا وقت العمل على هذه الرسالة، لأنني شعرت بأنها قريبة مما أشتغل عليه وهو التمثيل.
وفي سياق متصل، تحمست في الفترة الماضية للمحتوى الديجيتال، حيث أشارك في شركة «طيارة» التي تعمل على إنتاج محتوى إلكتروني، سواء كانت إعلانات أو برامج وكذلك الدراما، ولكن كلها موجهة لعالم الديجيتال وجمهوره.
الممثلة المغربية نادية كوندا اعتبرتك مثلها الأعلى، تعليقك؟
هذا الكلام هو مسئولية كبيرة، وأحيانا يكون مخيفًا، ويسعدني كثيرًا أن أكون مثالاً جيدًا لهن، ويجب علي أن أنبه كل فنانة تسعى للعمل في مصر إلى الأمور ليست بسيطة، ويجب عليك أن تفرض نوع من الاحترام والذي سيستمر معاك للنهاية، كما أن الأمر لا يتوقف على الموهبة فقط، ولكن يوجد ذكاء اجتماعي واحترام للذات وقوة داخلية وصلابة، وأشياء أخرى مطلوبة في الفنانة بخلاف موهبتها، وأكم من مواهب كبيرة ليست في العالم العربي فقط، ولكن في العالم كله وضلوا الطريق، ونتأسف على أحوالهم وضياع موهبتهم، لأن حياتهم الخاصة غير متزنة، أو في الغرب مثلا يتجهوا للمخدرات، ويتآكل شغفهم وحبهم للفن بسبب ظروفهم الشخصية، لأن هذه مهنة ليس شبيهة بمهن أخرى، لأن الفنان عموما يكون طوال الوقت تحت الأضواء، وعليه ألا ينساق للغرور، والتعاملات مع الناس تكون بلباقة وشياكة، كل ذلك من الصعب أن يوجد في كل الفنانات أو الفنانين بنفس المقدار، وأنا نفسي في بعض الأحيان يتم سؤالي: ماذا فعلت لتشتغلي في أفلام مهمة وتكوني محبوبة من أغلب الناس وكل ذلك من دون مشاكل؟ ولكن لا توجد وصفة معينة لفعل ذلك، ولا يمكنني أن أقول لأي فنانة كوني مثلي في كل شيء، فهي إنسانة مختلفة ولها شخصيتها المستقلة، فليس لدي نصائح عديدة، وأشعر في بعض الأحيان بأني مقصرة، لأني غير قادرة على إجابة هذا السؤال.
ما الشيء الذي تخافين منه عندما يأتيك أي سيناريو؟
سؤال وجيه، لأن الإجابة تختلف كل سنتين أو ثلاثة، لأنه في البداية كان مطلوبا مني إثبات قدرتي على تقديم أدوار عديدة، وكنت أسعى لتقديم الجوانب المختلفة في شخصيتي، وظللت لفترة أبحث عن عمل كوميدي حتى وجدت «عايزة أتجوز»، حيث كنت أرغب لتقديم الجانب الكوميدي في شخصيتي، وبعد ذلك اخترت تقديم شخصيات لا تظهر كثيرًا في السينما، ووقتها قدمت فيلم «لعبة الحب» وهو فيلم رومانسي كوميدي عن بنت متحررة وأيضًا نفس الدور تقريبا قدمته في فيلم «ملك وكتابة» وهي البنت المتحررة على عكس التي كانت تظهر وقتها في الأفلام التي كانت ترفع شعار «السينما النظيفة»، وكنت أرى ذلك ظلما لفئة معينة من البنات كنت أشاهدهن في الشارع ولا أجدهن على الشاشة، وبعد ذلك بحثت عن أفلام كبيرة مثل «الجزيرة 1 و2»، بالإضافة إلى فيلم «أسماء»، والذي أعتقد أنه لن توافق عليه أي ممثلة عربية على تقديمه، وهدفي من تقديمه وقتها هو الاشتراك في عمل جريء وتقديم سينما مختلفة، ولو تكلمنا عن الفترة الآنية لن أستطيع الإجابة، لأنه بالفعل سؤال صعب، ولكن ما أستطيع أن أقوله هو أن ما أبحث عنه غير موجود.
كيف تعايشت مع شخصية «أمينة» في «حلاوة الدنيا» وكيف استطعت الخروج منها بعد ذلك؟
الخروج من شخصية «أمينة الشماع» كان هو الأصعب، لأن الشيء المؤسف الآن هو انتشار هذا المرض في المجتمع، ولا يوجد شخص تقريبا إلا وقد قابل في حياته سواء أصدقاؤه أو أهله أو زملاؤه مريضا بهذا المرض، وأصبح الأمر مألوفا أن تسمع أن فلان مريض، وأنا مثل الجميع عشت هذه التجربة، وأكثر شخصية ساعدتني على تجسيد هذا الدور هي صديقة لي، وللأسف لم تستطع التغلب على المرض وتوفاها الله، لكن الأغلبية يستطيعون التغلب عليه وتستمر حياتهم، وكان سيناريو «حلاوة الدنيا» قد جاءني بعد وفاة صديقتي بشهرين تقريبا، وشعرت بصوت بداخلي يطالبني بعمل هذا المسلسل، لأنه مهم لناس كُثر، وفي بعض الأحيان يضعنا الله ربنا في تجارب نفهم بعد ذلك لماذا وضعنا فيها، وتجربتي مع صديقتي «سيلفيا» شعرت بنتيجتها فيما بعد، لأنني اقتربت جدًا من الموضوع والتحاليل والدكاترة، وخطوة حلقها لشعرها وكل الأشياء المؤلمة التي مرت بها مررت بها معها، وبعد ذلك علمت لماذا مررت بكل هذا، وهو أن يكون لدي القدرة على تجسيد «أمينة الشماع» وأن تصل لملايين من الناس، منهم من هو في حالة مرض، أو من يعيش مع مريض، وهذا المسلسل استفادوا منه في التعايش معه، وأعطاهم الأمل في العلاج والحياة، وجاءتني العديد من الرسائل التي تقول لي: «بعد مشاهدتنا للمسلسل زادت رغبتنا في العلاج والحياة، لأننا شعرنا بأننا لسنا وحدنا»، «حلاوة الدنيا» أثر في حياة ناس وغير فيها، حتي لو كان واحدا او اثنين، وهذه بالنسبة لي أنبل وأرقى نوع من الأعمال الفنية، لأن هذا النوع هو ما يحرك للأمام ولا يكتفي بالتسلية فقط، و«أمينة» كانت عبارة عن خليط من الناس منهم «سيلفيا» ومنهم ناس يعيشون الآن ومنهم أقارب لي، والحمد لله تجاوزوا المرض. وفي الحقيقة خروجي من الشخصية كان صعبا، حيث ظللت طوال ما بعد رمضان والصيف كله متأثرة بها، وهي أكثر شخصية جسدتها وجدت صعوبة في الخروج منها.
هل ستعيدين تجربة المشاركة في الأفلام القصيرة، خصوصًا بعد فيلمك الأخير «الببغاء»؟
هذا الفيلم لم يكن التجربة الأولى لي في الأفلام القصيرة، حيث كان أول أفلامي في تونس هو «ليلة في شهر يونيو» وبعد ذلك «نهار وليل» مع باسم سمرة من إخراج إسلام عزازي، وبعدها كان فيلم «صباح الفل» مع شريف البنداري، وهذه التجارب أعتز بها كثيرا، حيث كانت تأتي في وقت أعمل فيه مع نجوم كبار مثل عادل إمام ونور الشريف في «عمارة يعقوبيان» وكنت أعتبرها من باب التجريب مع شباب يطمح لتقديم سينما مختلفة وهو في بداية حياته العملية، وفيلم «الببغاء» كنت أهدف من خلاله العمل مع مخرجين عرب بخلاف التونسيين والمصريين، إذ أن المخرج أردني، كما أن الفكرة جميلة وهدفها كبير حيث تدور وقت التغريبة الفلسطينية في عام 48 واحتلال أسرة تونسية يهودية لبيت إحدى الأسر الفلسطينية التي تركت خلفها «بغبغان» لا يتحدث سوى العربية ليفكرهم دائما أنهم محتلون.
ما رأيك في حركة الإنتاج السينمائي التونسي العام الماضي؟
لأول مرة منذ عام 2011 لا يمكننا القول إن الإنتاج السينمائي التونسي قليل، حيث تم إنتاج ما يقارب من 60 فيلما ما بين طويل وقصير، وتأكدت من هذا الرقم باتصالي بالمسئولين هناك، وأن يكون الإنتاج غزيرا بهذا الشكل وفي نفس الوقت لديك أعمال قيمة تذهب للمهرجانات المختلفة وتحصد الجوائز، فهذا يرجع إلى طريقة الإنتاج في تونس، حيث أن الممول هو وزارة الثقافة من خلال لجنة تضم سينمائيين ومثقفين بالمشاركة مع القطاع الخاص، وتركيز اللجنة التي أشرت إليها هو العمل على ضمان أن تكون الأفلام المقدمة تتمتع بقدر كبير من الجودة ومشاريع ذات قيمة وليس تجارية في الأساس وتعطي قيمة مضافة للسينما التونسية، والدليل هو حصدها للجوائز مثل «نحبك هادي» و«على كف عفريت» لكوثر بن هنية.
لماذا يفتقد الإنتاج العربي للسينما الاستعراضية؟
اعتقد أن الإجابة تكمن في الشق الاقتصادي، حيث أن هذه الأفلام مكلفة جدا وتحتاج لديكورات كبيرة وفرق استعراضية.
هل الترابط والحميمية الموجودان في الوسط الفني حاليًا يشبهان ما كانا عليه في الماضي؟
الحياة مختلفة والدنيا تغيرت عن ما سبق، حيث أن عدد الفنانين في فترات سابقة كان قليلاً، وكانوا جميعا من خلفية اجتماعية واحدة تقريبا، وحصلوا على نفس القدر من التعليم، وأذواقهم قريبة، وأعتقد أنه بالرغم من ذلك كانت توجد بعض الخلافات تحت السطح، ولكننا دائما ما نترحم على الأزمان الماضية ونقول «زمن الفن الجميل»، وأنا متأكدة من وجود ترابط وصداقة حقيقية بين العديد من النجوم في الوقت الحالي، بالرغم من وجود «السوشيال ميديا»، والدليل علاقة الصداقة القوية بيني وبين منة شلبي، والتي كانت في فترة من الفترات بيني وبينها منافسة شرسة، ولكن الصداقة في النهاية تغلبت على المنافسة، وهناك العديد من القصص في الوسط مثل قصتي مع منة.
هل من الممكن أن تعيدي تجربة الاشتراك في أعمال كارتونية بالأداء الصوتي؟
مشاركتي بالأداء الصوتي كانت ممتعة في المرتين السابقتين، حيث جسدت شخصية السيدة هاجر في مسلسل قصص الأنبياء في القرآن، والمرة الثانية كانت من خلال مشاركتي في فيلم «هليوبوليس» مع أحمد عبدالله السيد في المكالمة الصوتية الأخيرة في العمل، وأعتقد أن المميزين في الأداء الصوتي بالوسط معروفين ومنهم محمد هنيدي وكذلك كانت حنان ترك، وخالد صالح، رحمة الله عليه كان متميزا أيضا في ذلك، والكل يقول أن صوتي مميز وبه «بحة» لذا لا أعرف إن كنت سأصبح مميزة في ذلك أم لا.
ما حقيقة مشاركتك في فيلم «خط النار» مع أحمد السقا؟
أحمد السقا صديق وأخ وأتمنى العمل معه مرة رابعة بعد أفلام «إبراهيم الأبيض» و«الجزيرة 1 و2»، ولكن هذا الفيلم لم يعرض علي من الأساس، وفوجئت باستمرار الأخبار التي تتناول مشاركتي به.
ما الجديد لديك الفترة المقبلة؟
لن أشارك في رمضان المقبل، وهذا القرار كان صعبا علي اتخاذه، خصوصا بعد نجاح «حلاوة الدنيا»، ولكن أعتقد أنه قرار يناسبني كثيرا، أولا عائليا، لأن بناتي ما زالوا صغارا ويحتاجون لوجودي بجوارهم، وأنا دايما أحاول التوفيق بين عملي وحياتي الأسرية، لأن المسلسلات تأخذ وقتا طويلا من التنفيذ، والسبب الآخر هو عمليًا، حيث أم أجد العمل القوي الذي يتفوق على «حلاوة الدنيا» حتى الآن، أما بالنسبة للسينما فأنا أستعد لتقديم فيلمين في تونس ومصر، ولكن سأعلن عن تفاصيلهما لاحقًا.
وصول هند صبري لبوابة الأهرام
هند صبري: وفاة صديقتي وراء اختياري لمسلسل "حلاوة الدنيا"
هند صبري تحكي تجربتها كمنتجة
https://www.youtube.com/watch?v=PO8yRO4FMvQ
. . . . . . . .