Close ad

لو كانت ماتزال معشوقتي (قصة قصيرة)

10-1-2018 | 14:40
لو كانت ماتزال معشوقتي قصة قصيرة الكاتبة شيرين غالب
قصة قصيرة لـ: شيرين غالب

كنت أنظرها - على غير عادتها- صامتة متجهمة، ارتأيت ألا أتدخل فيما لا يعنيني، ولكن كيف؟ كيف لا تعنيني وهي أنا؟

موضوعات مقترحة

وقفت أمامها أستجدي نظرة تبوح بما بها كما كانت تفعل، ولكن على ما يبدو أنها قد عودت عينيها ألا تبوح، فكلمة ثقة قد انتهت بيننا، فهي لم تعد تحملها كما لم أعد أنا أتمسك بها.

وكأن الأيام قد اكتفت بما بيننا ورسمت أقدارنا بما يتنافى مع دورانها، حملت حقيبتي وأنا أتهادى بخطوتي، ولكن كعادة المرأة عندما يمس الأمر كرامتها فهي لا تتوانى عن وأد قلبها، نظرت لها من خلف نظارتي وألقيت بتحية عابرة، فلم تلتفت تجاهي مطلقًا بل عادت برأسها وأسلمت جسدها، لو كانت ما تزال حبيبتي لكنت أخبرها أن لا تستلقي فجسدها يجعل الكثير يثار بها.

لو كانت ماتزال معشوقتي لكنت أفهمتها أنه مهما كانت قوة المشكلة التي تعانيها لا يجب أن توثر بها، لو كانت ماتزال امرأتي لكنت أخبرتها أن كتفي يستطيع تحمل ألمها وأن صدري قادر على محو دمعاتها ولكنها لم تعد.. بل لم أعد أنا.

غادرت وفي قلبي ألف سؤال وسؤال لها، كم كان قلبي يأخذني لسؤالها: أهناك آخر جذب قلبها أم أن هناك ارتشاحًا مايزال يؤلم من جراء صمتنا؟

فحملت تساؤلاتي وذهبت لها، ربما زارتها الرحمة ولمست قلبها ولكن العجيب أنني تذكرت، فقد كنت أنا من غادرها فكيف يكون الجاني محاميًا لها.

تركت خيبتي ولملمت حقيبتي وتمتمت خارجًا وقد كنت متأكدًا من أن صوت منى لن يخرج: عندما ترغبين في محادثتي، فقلبي سيسمعك، فسمعت دقات قلبها تعلن رفضها، حمدت الله أن صوتي لم يصل لها، استمررت بعملي، بل أكاد اقسم أنني لم أر قدمي تتوقفان عن التحرك لحظة، ولكن، فجأة وجدت نفسي جالسًا في الكرسي ذاته، كيف ذلك؟!

فقد تحركت؟ متى عدت لها؟ علني... قد ندمت، فهمست ببراعة: يقال إن وقت الأزمات تظهر الصداقات، فهلا تعتبرينني صديقًا وتفضي لي بما بك، هلا تنسي ما مر بنا من أزمات وتتذكري ذكرياتنا.

وفي لحظة سمعت همسًا يصدر ففرحت، فقد شعر بي قلبها، فعدت أبتسم في وجهها، فلمحت زمجرة تخرج منها، وصوت من خلفها يصيح: ألم أقل لك من قبل أن تبتعد عنها وقت حساب ميزانياتها.

نظرت لعقلة الإصبع التي تتحدث وصحت: وما شأني وشأن حساباتها؟ فردت ذات العقلة: يا إلهي! أعلي كل يوم أن أذكرك أنك قد مسحت دمعاتها وتسببت في إنجاب بناتها؟ وها أنا ذا كل يوم أخبرك أنه لا مجال للتراجع الآن، فقد تزوجت بها.

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة