لغتنا العربية، نبض قلوبنا، ورمز عزتنا ومجدنا، كرمها الله من فوق سبع سموات بأن جعلها لغة القرآن الكريم الذي يُتعبد بتلاوته، أي تكريم وتعظيم أكبر من هذا من قبل رب العالمين، وهي أيضًا لغة أهل الجنة.
موضوعات مقترحة
تعاني لغتنا غربة واغترابًا وإهمالاً وإقصاءً وتخريبًا، برغم وجود المعاهد العلمية والكليات والمجامع اللغوية بطول الوطن العربي شرقا وغربا، هذا التخريب الممنهج من قبل أعداء الأمة يتم منذ زمن بعيد.
مما يدعو للأسف والأسى، أن العربية ليس لها مكانتها مثل اللغات الأخرى في وطنها، فقد صارت نهبًا في الداخل والخارج، وأشد ما يؤلمها أبناؤها الذين هجروها وانسلخوا عن هويتهم.
فكل الأمم صغرت أم كبرت، تعتد وتفتخر بلغتها، ونحن نفتخر باللغات الأخرى في حديثنا ونعدها دليلا على الرقي والتحضر.
ولغتنا صامدة أبد الدهر برغم ما مر عليها من احتلال غيّر في كثير من دول العالم لغة الدول المحتلة، لكنها على خلاف ذلك أثرت في لغة المحتل.
وتعنى دول العالم بدراسة العربية؛ إما لمعرفة أحوالنا وهدمنا؛ أو رغبة في التعرف على تعاليم الإسلام الدين الخاتم.
ولشد ما يحزنني، أن أرى شبابنا لا يجيدون لغتهم قراءة وكتابة، وأحيانا تعبيرًا، إما عن جهل وكسل وتراخ أو استلاب في لغة الغرب لغة الحضارة كما يزعمون، ظنًا منهم أن الحديث بلغة الغرب دليل على التحضر والرقي.
هناك ظواهر تدل على تفشي الخلل في استعمال اللغة، حيث يستخدم شبابنا في حديثهم كلمات وتعبيرات أجنبية، ووصل بهم الحال إلى كتابة الكلمات العربية بحروف أجنبية "فرانكوآراب".
هذا مؤشر خطير وبداية الطريق لمحو الهوية بالقضاء على وسيلة التفاهم وأداة التواصل، ثم تتوالى الأساليب وتتنوع، حتى تصل إلى المحو الكامل.
ترى، ما السبيل لتنمية روح الانتماء؟ السبيل يتمثل في إعلاء قيمة العربية بين أهلها وتقديمها على غيرها في شتى المجالات.
على أرباب اللغة العربية وحماتها، أن يكونوا دعاة لها، محافظين عليها، مدافعين عنها، مرابطين على ثغورها بأن ينشروها بسهولة ويسر ويعدلوا مسار الخطأ بالحكمة والفطنة والموعظة الحسنة، وأن يحاربوا التخريب والتغريب، وأن يخاطبوا الناس بأيسر الألفاظ لاغريبها ومعضلها، فهم رسل اللغة ودعاتها المخلصون.