Close ad

الإرهاب ضعف والحرف قوة

30-10-2017 | 08:44
الإرهاب ضعف والحرف قوةالقراءة
حسام عبد القادر

"إن الإرهاب ضعف.. والحرف قوة" غنى هذه الكلمات الرائعة والمعبرة الفنان الإماراتي حسين الجسمي خلال حفل مهرجان "تحدي القراءة العربي" الذي أقيم في دبي مؤخرا، بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

موضوعات مقترحة

كم كانت هذه الكلمات مؤثرة في وقت يعاني العالم كله من جرائم الإرهاب، وكم نحن في أشد الحاجة للتشجيع على القراءة والثقافة، وهذه المبادرة التي خرجت من دبي للعام الثاني على التوالي وتشارك فيها معظم الدول العربية هي مبادرة في وقتها لأن الحل هو الثقافة وأن نشجع الأطفال والشباب على القراءة ونحفزهم عليها بالجوائز سواء العينية أو المادية، لا يجب أن نطلق شعارات فقط ونكتب مقالات فقط، بل يجب أن يكون هناك حافز قوي لأننا نواجه عدوا قويا أيضا.

سعدت بالفعل وأنا أرى الشباب العربي يقف على خشبة المسرح يجيب على أسئلة لجنة التحكيم بكل ثبات وقوة متسلحا بالمعرفة، وسعدت بالشباب الذي ملأ قاعة أوبرا دبي عن آخرها جاء من كل البلاد العربية من أجل القراءة.

حقا إنها مبادرة تسجل في التاريخ، وسوف تؤتي ثمارها على مدار السنوات القادمة، ويجب أن ندعم هذه المبادرة بكل ما نستطيع لكي تستمر، ولكي يشارك عدد أكبر من أطفالنا وشبابنا بها.

قدم مهرجان "تحدي القراءة العربي" جوائز تصل إلى ثلاثة ملايين دولار، حيث حصلت الطالبة الفلسطينية عفاف رائد الفائزة بلقب "بطل تحدي القراءة العربي"على جائزة مالية مقدارها 150 ألف دولار، وجاء الطالب الأزهري المصري شريف سيد في المركز الثاني.

وحصلت مدرسة الإيمان الخاصة للبنات من البحرين على لقب المدرسة المتميّزة في التحدي بجائزة مقدارها مليون دولار، ليتم استخدامها في برامج تطوير وتمكين المدرسة من مواصلة رسالتها في تكريس ثقافة القراءة، في المدرسة وفي المجتمع المحلي، كما تم تكريم أوائل الطلبة في دولهم.

وسعدت عندما وجدت مدرسة مصرية هي مدرسة حسن أبو بكر الرسمية للغات ضمن المدارس التي وصلت للنهائيات في المسابقة، وعندما تم تكريم الطالب المصري الكفيف عبد الله عمار علي السيد من الاسماعيلية من مدرسة النور بالإسماعيلية، والذي استطاع إحراز المركز الأول على مستوى مصر.

وفوجئت عندما اطلعت على الاحصائيات للمشاركات العربية في المهرجان حيث شارك في الدورة الثانية أكثر من سبعة ملايين و400 ألف طالب وطالبة من 25 دولة عربية وأجنبية، و75 ألف مشرف ومشرفة، كما شاركت 41 ألف مدرسة للفوز بجائزة المدرسة الأكثر تميزاً في نشر ثقافة القراءة بين الطلاب والمجتمع المحلي.

هؤلاء الملايين هم من عليهم المسئولية لمواجهة الإرهاب، ولتصحيح المفاهيم المغلوطة، هؤلاء من سيحملون الأمانة في السنوات القادمة، وسيرفعون شعار "الثقافة والمعرفة هي الحل" بشرط أن نرعاهم وأن نستكمل تنشئتهم الثقافية، لا أن نتركهم مكتفين بمشاركتهم في مهرجان "تحدي القراءة العربي"، فلابد من الاستمرار والتواصل مع هؤلاء حتى لا يضيعوا وسط تحديات أخرى غير تحديات القراءة.

سعدت بالصدفة التي جعلتني أحضر مهرجان "تحدي القراءة بدبي" والذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في سبتمبر عام 2015، وهو أكبر مشروع إقليمي عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي، وصولاً لإبراز جيل جديد متفوق في مجال الاطلاع والقراءة وشغف المعرفة.
ويهدف المشروع إلى تشجيع القراءة بشكل مستدام ومنتظم، عبر نظام متكامل من المتابعة للطلبة طيلة العام الأكاديمي، هذا بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الحوافز المالية والتشجيعية للمدارس والطلبة والمشرفين المشاركين من جميع أنحاء العالم العربي.

وتتمحور رسالة المشروع حول إحداث نهضة في القراءة عبر وصول مشروع "تحدي القراءة العربي" إلى جميع الطلبة في مدارس الوطن العربي، وفي مرحلة لاحقة أبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية، ومتعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها.

كما يهدف المشروع أيضا إلى تنمية الوعي العام بواقع القراءة العربي، وضرورة الارتقاء به للوصول إلى موقع متقدم عالمياً، إلى جانب نشر قيم التسامح والاعتدال وقبول الآخر نتيجة للثراء العقلي الذي تحققه القراءة. إضافة إلى تكوين جيل من المتميزين والمبدعين القادرين على الابتكار في جميع المجالات والعمل على تطوير مناهج تعليم اللغة العربية في الوطن العربي، بالإفادة من نتائج تقويم البيانات المتوافرة في مشروع" تحدي القراءة العربي"، وتقديم أنموذج متكامل قائم على أسس علمية لتشجيع مشروعات ذات طابع مماثل في الوطن العربي، وأخيراً تنشيط حركة التأليف والترجمة والطباعة والنشر، بما يثري المكتبة العربية.

إن النماذج الجيدة والمبشرة يجب أن نبرزها ونقدمها لكي تكون قدوة للغير أن يسير على نفس الدرب، ونأمل في رؤية نماذج عربية أخرى لتشجيع القراءة والحث عليها.

اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة