Close ad

قبل أن تنتهي الباقة

22-8-2017 | 10:14
قبل أن تنتهي الباقةصورة تعبيرية
مفرح سرحان

لماذا يتطاير الشحن مبكرًا ؟

موضوعات مقترحة
القابس ليس موصل جيد في كل الأحوال ..
في هذه الليلة تبدو الشحنات الإليكترونية هزيلة جدًا ..
الومضات أيضًا تتسارع ..
الشاشة الرقمية اختفت إحدى عينيها ..
كيف لهذا الجهاز الشاحب أن يقول أهلًا ؟
وكيف لرسائله الماسخة أن تضمد جرح إصبع أنهكه اللمس ..
رغم الساعات الطويلة والنكزات والإشعارات لازالت هناك فرصة ..
تلوح من أكوام التحذيرات لأن البطارية أضحت منخفضة ..
وأن ضعف الكاتب على وشك الموت ..
............................
ثلاث علامات حمراء تضيء ليل السهرة ..
التيار يعاود الوصول ..
الجهاز ينتفض بمزيد من الإشعارات ..
ثمة رسالة جديدة من مجهول ..
البحث في القاموس لم يفك طلاسمها ..
الكلمات مشوهة والرسومات سريالية ..
تغيير لغة الهاتف أيضًا لم يفك الشفرة ..
الاحتمال الوحيد صار مؤكدًا ..
رسالة من الليل ..
تلك الرسالة تبقى محفوظة بين مسائلها غير المقروءة ..
طلب جديد مبهم هو الآخر ..
بارد بلغة الجليد ..
باهت كالأيقونة المثبتة في أعلى الشاشة ..
نكزة واحدة فتحت ثقبًا في فراغ كئيب ..
فيض من الطلاسم وخيوط العنكبوت ..
.......................
سحابة مجرورة بقائمة من الأصوات ..
آهات مطولة ..
دربكات ..
عزف هادئ ..
مزامير ومسامير ..
ابتهالات وابتذالات ..
موجة من الغياب تقطعها نكزة جديدة ..
هبوط اضطراري في صندوق الرسائل ..
لمسة عشوائية مرتعشة
حروف الشاشة تتقاطع
سحابة جديدة تسقط التراب
مسحة على صندوق الوارد
وردة جافة ذابلة وبقايا دمعات
حروف جوفاء صدئة
فواصل كبيرة
التاريخ المدون يشير الى انتهاء صلاحية علبة البريد
... .. .. .. .. .
الإصبع الحائر يتجول في لوحة المفاتيح
يتعثر في شعرة بيضاء
يتعذر التحقق من الحروف
يعود الى التخبط في اللمسات
يسقط في الصندوق
تخنقه أتربة الرسائل وجفاف الوردات
يسد أنفه ليقرأ
إشعار جديد من الخارج يحذر
الباقة تلفظ نفسا أخيرا تحذره
لا تفتح صناديق البريد
لا تعد إلى الرسائل القديمة
لا تغرس اصبعك في الدمامل
لا تفتح صناديق الألم
يكفيك وجع النسيان
لا تستفز الصناديق
اتركها موقوتة
لا تزل صدأ الأقفال
فتنفجر الذكريات
.. .. ..
هو لم يبارح مقعده
ولا سجل حضورا في كشف الغياب
لم يهرب ولم يمت
هو فقط وجد طوقا للنجاة
أدرك أن الحضور عادة سيئة
فارتقى وأقلع عن الحياة

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: