قال الفنان التشكيلي الدكتور صلاح عناني إن أعمالة الفنية "ألهمت السينما المصرية خلال الربع قرن الماضية، إذ تم اقتباس بعض أفكار المشاهد السينمائية من لوحاتي، بداية من فيلم (الكيت كات)، و(ليه يا بنفسج)، وغيرها".
موضوعات مقترحة
وأضاف عناني في حديث لـ"بوابة الأهرام": "على الرغم من أن ما قدمته بأعمالي لم يكن اختراعًا جديدًا، فإننى استعرضت فكرة التنوع الطبقي في الرؤية بالحياة اليومية؛ حيث لم يفكر أحد من قبل في التعامل الفنانيين والمطربيين والمشاهد السينمائية كموضوع".
وتابع: "في البداية كانت هذه النماذج تُقدم ككاريكاتير بالصحف والمجلات، ومع الوقت اتجه كثيرون لتقديمها، حتى إن لدي لوحة جمعت فيها عددًا كبيرًا من الفنانين، في حين قام بعض التشكيليين بتفكيكها بمجموعة لوحات، لكني لست غاضبًا من ذلك السلوك. فهذا دوري كفنان رائد أو بيني يقدم فتوحات".
ويوضح: "هناك فرق بين الفنان الصغير والكبير، فالكبير يستطيع أن يفتح للأمة آفاقًا ويجعلها تعتز بمشاهدها الحياتية البسيطة. حيث إن الفقراء على المقاهي والصعاليك هم أبطال الحياة الحقيقية".
ويستكمل: "عندما نأتي للحياة الواقعية نجد أن من يحمي مصر هو الشعب بناسه البسطاء، الذين يديرون المرور والمصالح عامة، هم الأمن القومي لأنهم ينتبهون للصوص و(الأونطجية)، الأمة أساسًا تراقب نفسها طوال اليوم".
وحول وصفه بأنه يعيش في برج عاجي يقول: "نعم أعيش في برج عاجي حمايةً بمنسوب مرتفع للفنان للاحتفاظ بوجدان عام، وحتى لا أدخل مع الفنانين في منافسة أو ورطة اللهاث على بيع الأعمال الفنية".
ويستطرد: "مصر كانت كريمة معي رغم أنها أخذت جزءًا من حقي، ولكن علي أن أقر بأنها في البداية عندما كنت في العشرينيات اعترفت بي، وكنت ظاهرة في العالم العربي، كأول فنان شاب يبيع جميع لوحات معرضه عام 1984".
وأردف: "حاليًا أعطي نصف وقتي للتجريب حتى أطور من تجربتي الفنية وأشاهد كيف تطور بيكاسو، إذ قدم نقلات نوعية في عمر الثمانين والتسعين، فهذه نماذج تُحتذى، وأعد نفسى محظوظًا؛ فكلما تقدمت في العمر تحدث لي نقلات مهمة في النحت والتصوير، وهذا نتاج البرج العاجي الذي أرى أنه وظيفي وليس غرورًا على الآخرين".
ويختم حديثه قائلًا: أتابع الحركة التشكيلية ولكني لا أذهب للمعارض؛ لأن كثيرًا من التشكيليين مثل الجماعات الثقافية الصغيرة تحركهم مسائل صغيرة. لا يوجد من يناقش قضية فنية بشكل حقيقي".