تخوض دار سوثبي للمزادات، نزاعًا قضائيًا مع واحد من أبرز عملائها، بسبب تمثال ضفاف النيل للنحات المصري الشهير، محمود مختار، والذي بيع العام الماضي، بمبلغ 725 ألف جنيه استرليني (17 مليون جنيه مصري حاليًا و10 ملايين جنيه تقريبًا قبل تحرير سعر الصرف).
ويعود النزاع بحسب ما ذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية حول تاريخ صب التمثال، حيث أقام المشتري الإماراتي، الشيخ سلطان سعود القاسمي، مؤسس "بارجيل للفنون"، دعوى قضائية يطالب فيها دار المزادات بدفع تعويض قيمته 725 ألف جنيه استرليني القيمة الكاملة للتمثال، حيث إن تاريخ صب التمثال يخالف ما ذكرته سوثبي في الكتالوج الخاص به، وأن التاريخ الحقيقي للصب هو عام 1939 أي بعد موت الفنان.
ومعروف أن التماثيل التي تصب بعد موت الفنان تباع بقيمة أقل بكثير من التماثيل التي تم صبها في حياته، وتقدر قيمة التمثال إذا ما صح أنه صب بعد موت الفنان بمبلغ 70 ألف جنيه استرليني فقط.
موضوعات مقترحة
وتمثال ضفاف النيل، هو تمثال برونز، يبلغ طوله أربعة أقدام ويصور امرأة تحمل جرة ماء على رأسها، وذكر في الكتالوج الخاص به، والذي أعدته سوثبي قبل المزاد العام الفائت، أنه تم صبه في عشرينيات القرن الماضي، أي قبل فترة من وفاة الفنان في عام 1934، وذكر الكتالوج وتقرير منفصل آخر بحالة التمثال أن الصب تم في حياة الفنان.
تمثال ضفاف النيل لمحمود مختار وطبقًا لصحيفة الدعوي التي أقامها محامو سعود القاسمي، وهو أحد أبرز مقتني الأعمال الفنية الحديثة في الشرق الأوسط، فإنه قد اعتمد علي خبرة دار سوثبي في قرار شراء التمثال، وأنه طلب من سوثبي بعد عملية الشراء تأكيد تاريخ الصب مع المسبك الذي قام بها في باريس Susse Freres.
لكن التقرير الناتج عن ذلك يقول إن العلامة علي برونز التمثال تدل علي أنه تم صبه علي الأغلب في عام 1939، أي بعد خمسة أعوام من صب التمثال.
ولا يريد القاسمي فقط رد فارق المبلغ بين ما قيمة ما دفعه والقيمة التقديرية للتمثال حال تم صبه فعلاً بعد موت الفنان، ولكنه يطالب برد كامل المبلغ المدفوع، بالإضافة إلي النفقات، قائلاً إن سوثبي أهملت وخرقت العقد بينه وبينها، عبر ذكر معلومات مغلوطة عن التمثال في الكتالوج الخاص بها.
وتقول صحيفة التليجراف، إن ما هو على المحك في هذه القضية ليس فقط فارق المبلغ ولكن سمعة الدار وقدرتها على وصف المعروضات في مزاداتها، والتي تبرر دفع المشترين لتلك الأسعار العالية، وتحديد مسئولية المشتري في القيام ببحثه الخاص عن تاريخ المعروض.
وفي المقابل تدعي دار المزادات أنه في المراسلات اللاحقة مع المسبك فإنه يوجد غموض في تحديد تاريخ الصب الحقيقي.
وقالت سوثبي، إن المسبك أقر بأنه في غياب أي سجلات فإن أي تعليقات حول تاريخ الصب، هي بالضرورة تكهنات، وقالت سوثبي في رد عبر الإيميل للتليجراف إنها سوف تدفع بأن التمثال لم يكن عليه ختم برونزي، والذي أصبح مطلوبًا قانونًا من كل المسابك بعد عام 1935، ما يعني أن التمثال تم صبه قبل ذلك التاريخ أي في حياة مختار.
وأضافت الدار "نحن لا نريد أبدًا لأي من عملائنا ألا يكونوا راضين عن خدماتنا، ولكن في هذه الحالة فإننا ببساطة لم نتمكن من حل النزاع القائم بحسن نية، على الرغم من أننا بذلنا كل ما بوسعنا".
** تم تعديل الخبر بتاريخ 7 مايو 2017 لتصحيح أن كتالوج سوثبي ذكر أن تاريخ الصب كان في عشرينيات القرن الماضي وليس عام 1920 تحديدًا.