افتتح وزير الثقافة حلمي النمنم، مساء أمس، على المسرح القومي بالعتبة، فعاليات مبادرة "مصر المواجهة"، التي أطلقتها الوزارة مؤخرًا، بحضور وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي، و د. وسيم السيسي، والشيخ أسامة الأزهري، ممثلًا عن الأزهر الشريف، ونيافة الأنبا أرميا ممثلًا عن الكنيسة المصرية . المبادرة أطلقتها وزارة الثقافة ، في بداية العام الجديد ، من تنظيم قطاع شئون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال ، وجهاته التابعة له البيت الفنى للمسرح ، والبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، والمركز القومى للسينما، والمركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، ومكتبة القاهرة الكبرى، ومركز الهناجر للفنون، ومكتبة الحضارة الإسلامية ، وجاءت ردًّا على حادث الكنيسة البطرسية الغادر، الذي وقع في نهاية العام المنصرم، ولمواجهة التطرّف والإرهاب الذي تقاومه البلاد عامة، ويشارك في المبادرة أكثر من ٥٠٠ فنان ، وتستمر حتى ٢٠ يناير الجاري. قدم الحفل الفنان يوسف إسماعيل مدير المسرح القومي، وأوضح في البداية أن المبادرة دعوة لكل المبدعين، والمفكرين للتصدي للإرهاب، مشيرًا إلى أن الباب مفتوح للمشاركة فى كل المجالات سواء الشعر، أو المسرح، أو الموسيقى، أو الأدب، وغيرها. وفي كلمته الافتتاحية، قال وزير الثقافة إن حادث الكنيسة البطرسية الغادر الذي أوقع ضحايا أبرياء في نهاية ٢٠١٦، أكد أن مصر تواجه الآن إرهابًا دوليًّا، كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، وليس مجرد إرهاب داخلي كما شهدت على مدار عصورها المتعاقبة، مايستوجب شحذ الهمم، واستنهاض كل القدرات لمحاربة تلك الظاهرة الخطيرة، التي باتت تلف العالم بأسره، داعيًا لنشر ثقافة الحب بين أبنائنا، وغرس ثقافة الانتماء فيهم، من خلال الفن والثقافة، وهم القوى الناعمة للوطن، لأن مقاومة التطرّف والارهاب يبدأ من الجذور . وختم الوزير بأن مصر بثقافتها، وحضارتها وفنها قوية وقادرة على صد الإرهاب، بتضافر كل المؤسسات، والهيئات، وبوحدة الصف. وقال المخرج خالد جلال إن إطلاق المبادرة يأتي تأكيدًا لإعلان موقف المسرحيين المصريين، ورفضهم لكل أشكال الإرهاب والتطرف من خلال عروض مسرحية وحفلات غنائية بمشاركة أكثر من ٥٠٠ فنان، بالإضافة إلى فرق للإنشاد الديني والترانيم القبطية . فيما قال د. وسيم السيسى فى كلمته : "حين نعلم أولادنا تاريخ مصر على مدى العصور، وكيف ظل شعبها على مدى التاريخ شعبًا واحدًا فإن ذلك يزيد من انتمائه لبلده، فحين تنتمي مصر للمصريين فسينتمي المصريون عندها لمصر، فالانتماء يجب أن يكون من الطرفين" . ثم ألقى الأنبا أرميا، كلمة ، قال فيها: "إن مصر تتحمل مسئولية كبيرة فى مقاومة الإرهاب، لأنها موطن الحضارة والأرض التي لجأ إليها الأنبياء، موجهًا الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي الذى أوفى بوعده، وأعاد تجديد الكنيسة البطرسية بعد حادث التفجير الآثم، خلال 15 يومًا فقط، وبصورة أكثر جمالًا عما كانت، كما وجه الشكر للدكتورة غادة والي على سرعة تقديمها المساعدات لضحايا ومصابي الحادث. وقال الشيخ أسامة الأزهري إن هذه المبادرة ليست دعوة للحياة فقط، بل دعوة للإحياء أيضًا، وستكون مصر لها الريادة فى محاربة الإرهاب، وستنطلق من أرض مصر شعارات عالمية جديدة لتعارف الحضارات. واختتم الحفل بعرض فيلم "٤٩شهيدًا"، سيناريو وحوار ماهر زكي، وإخراج جوزيف نبيل، وأشعار رمزى بشارة، ومن إنتاج دير القديس أنبا مقار.