Close ad

بالصور..مثقفون في افتتاح مؤتمر"الترجمة مشروعًا للتنمية الثقافية":التخلف السياسي وليد التراجع المعرفي

23-11-2016 | 16:25
بالصورمثقفون في افتتاح مؤتمرالترجمة مشروعًا للتنمية الثقافيةالتخلف السياسي وليد التراجع المعرفيمؤتمر الترجمة مشروعًا للتنمية الثقافية
منة الله الأبيض
قالت الدكتورة أمل الصبان، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة إن الترجمة تُعد عنصرًا فاعلًا وأصيلًا في تطور العلوم والمعارف الإنسانية، كونها تتناسب بطريقة طردية مع حركة التقدم لأي مجتمع، فالترجمة لا تقتصر على العلوم الإنسانية من آداب وفنون وفلسفة وقانون، وإنما تشمل أيضًا مجالات العلوم البحتة النظرية والتطبيقية، باعتبار أن المعرفة شبكة حيوية تربط بين كل مجالات النشاط الإنساني على اختلافها.
موضوعات مقترحة


جاء ذلك خلال افتتاح الملتقى الدولي "الترجمة مشروعًا للتنمية الثقافية"، بالمجلس الأعلى للثقافة، ظهر اليوم الأربعاء، والتي تستمر فعالياته على مدار يومي 23 و 24 نوفمبر 2016؛ حيث تقام فعاليات اليوم الأول بالمجلس الأعلى للثقافة وفعاليات اليوم الثاني بمقر المركز القومي للترجمة، ويشارك في المؤتمر عدد كبير من الباحثين والمتخصصين من خارج مصر وداخلها.‬

ورأت "الصبان" في كلمتها أن العرب أدركوا في نهضتهم الحضارية الأولى أن الترجمة رافد حيوي لتنمية وتفعيل جهودهم في مجالات الطب والهندسة والرياضيات والفلك والصيدلة بل والنقد والبلاغة، لذلك لم يدخروا جهدًا في نقل التراث الإنساني الشرقي والغربي على السواء، ليصبح هذا التراث ناطقًا بلسان عربي، مما أتاح لجميع أفراد المجتمع العربي، على اختلاف فئاتهم واهتماماتهم، وجذورهم الثقافية، أن ينتجوا جميعًا في إطار ثقافة عربية موحدة تمتلك أسباب القوة والثراء، عندئذ أصبحت اللغة العربية قادرة على إنتاج الجديد في كل مجالات المعرفة.

وأشارت "الصبان" إلى أدور الترجمة التي حددها جان ووليل في مقالته حول تاريخ الترجمة، ومنها؛ الأدوار التكويني، والأسلوبي والأدبي والتأويلي، والقومي الذي يعزز ويعمق الإحساس بالهوية، فمجموع أعمال مترجمين في وقت ما يمكن أن يغذي الوعي بهوية شعب في فترة من تاريخ، ويعمل على إيقاظ الحماس القومي وإنماء الإحساس بالوطنية، وكذلك لها دورًا مسكنًا.

فيما قال الدكتور محمد حمدي إبراهيم، مقرر لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، أن الترجمة تُعد الأساس الذي تبنى عليه حضارة مزدهرة وثقافة عميقة فعالة،فقد شهدت الحضارة العربية الإسلامية حركة للترجمة قل أن يوجد لها نظير، ولقيت خلالها الترجمة والمترجمين صفوفًا شتى من ألوان التكريم والتقدير يطمح إليها المترجمون الآن، لكن هذا يتطلب تغيير التاريخ والأحوال، ومن الغريب أن يكون هذا ماضينا ونعجز عن مضاهاته في أيامنا الحاضرة، برغم التقدم الهائل الذي نحيا في ظله.

وفي عصرنا هذا، يوجد بلاد ضربت أروع الأمثلة في علو شأن الترجمة كمًا وكيفًا، ومنها فرنسا واليابان، حيث لا يصدر كتاب في أي مكان في العالم دون أن يترجم فورًا فيهما، بحيث يضمن الباحثون هناك أن يجدوا كل جديد في العلم.

وأعتبر مقرر لجنة الترجمة، أنه من التعسف أن نجعل الثقافة مسئولية عدد من الأجهزة، لأن الثقافة حركة مجتمع وإنتاج دولة بشعبها وأفرادها، ولن تنهض ثقافة ترتكز فقط على أجهزة الدولة ، فدور الدولة كما يراهه في الدعم والرعاية فقط.

وأعتبر الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة، أن الترجمة ظاهرة وثيقة الصلة بوجود الإنسان وبالتنوع البشري، وطالما ظل الإنسان محبًا للاستطلاع وشغوفًا بالمعرفة سيظل للترجمة دورها الحيوي، هكذا كانت الترجمة، وهكذا دومًا ستكون، بيد أن بتوجيه نظرة شاملة إلى العالم الذي نعيش فيه اليوم يمكننا بسهولة أن نتبين أن الترجمة تشهد منعطفًا تاريخيًا فريدًا فهي تزداد مع الأيام أهمية، ويضاف إلى مهامها مهام أخرى جديدة.

وبالنظر إلى تاريخ الفكر - كما يضيف "مغيث- نلاحظ أن الترجمة تمارس اليوم في خضم عالم مضطرب، متلاطم الأمواج والتيارات، فالعالم يشهد الآن موجات هجرة غير مسبوقة بسبب التفاوت الاقتصادي على مستوى الكوكب، أو بسبب والصراعات، وكما يشهد العالم أيضًا نموًا سريعًا في وسائل الاتصال بين أبناء الثقافات المختلفة، وتدفع العولمة إلى مزيد من حرية انتقال الأفراد والسلع والأموال والأفكار أو ما أصبح يُسمى بالحريات الأربع.

ترددت كثيرًا شكوى من أن العولمة سوف تطيح بالثقافات المحلية لصالح ثقافة رأسمالية كبرى مهيمنة، وأن الأمر سوف يؤدي إلى الإطاحة بالتنوع الثقافي للبشر، وبالتالي له أثار كارثية على المدى الطويل لأنه يعني نفاذ الرصيد الثقافي للبشر، مؤكدًا أن الترجمة سلاح فعال لتفادي هذا المصير، فهي من ناحية تسمح لأبناء كل ثقافة محلية بالاطلاع على ما يدور حولهم في العالم، وتجعلهم يدركون المسار الذي تسير فيه البشرية نحو مستقبلها، كما أن الترجمة من جانب آخر هي الوسيلة التي تتيح لهذه الثقافات المحلية أن تكتسب حضورًا عالميًا مؤثرًا وفعالًا في تقرير مصيرنا الإنساني المشترك.

وتدور محاور المؤتمر حول؛ دور الدولة والمجتمع المدني في رعاية الترجمة، وفكرة إنشاء مدارس للترجمة لرعاية شباب المترجمين، وزيادة عدد المؤسسات الراعية للترجمة، وآلية التنسيق بين البلاد العربية لمنع الازدواجية ووضع خطة إستراتيجية عربية إلى جانب الخطة القومية لكل بلد، وغيرها.

وأوضح الدكتور عبدالسلام المسدي، وزير الثقافة التونسي الأسبق، أن الترجمة هي جسر العبور نحو التنمية الثقافية، و في مطلع ألفيتنا هذه، انفجرت الأبراج واحتلت أفغانستان وديست الأرض العربية بأحذية الغزاة، وفي نفس السنة صدر تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية، فاجأتنا الصدمة العاتية، أن كل ما ترجمه العرب لا يساوي ما يترجم إلى اللغة الإسبانية في عام واحد، واكتشفت أمام الوضع العرب المعادلة الصعبة، بأن التخلف السياسي وليد التخلف المعرفي والتخلف المعرفي وليد ضياع الترجمة، وهكذا، معتبرًا أن هذا الملتقى لن يؤتي ثماره إلا إذا لم يتآزر عليه الذين ينتجون أفكار ويصنعون القرار.

‫كان أبرز حضور الافتتاح، الدكتور صلاح فضل، والدكتور قحطان الفرج الله، والمستشارة تهاني الجبالي، والدكتورة جينا باسطا والدكتور حسين حمودة والدكتور محمد عناني، والدكتورة مروة مختار، والدكتور نبيل المحيش، والكاتب الصحفي مصطفى عبدالله، والدكتور سليمان العطار، وغيرهم.‬

وتغيّب وزير الثقافة حلمي النمنم، كذلك تغيب الدكتور جابر عصفور الذي كان من المُقرر تكريمه في المؤتمر نظرًا لدوره الثقافي في تشييد المركز القومي للترجمة.



كلمات البحث
اقرأ ايضا: