واصل "الملتقى المتوسطي الدولي للشعر"، الذي يقام احتفاء باليوم العالمي للشعر، بين 18 و20 مارس، وتشارك فيه 7 دول عربية وأجنبية، من بينها مصر، فعالياته في مدينة "المضيق" المغربية، في أقصى شمال المغرب، حيث شهد اليوم الثاني للملتقى ندوة نقدية، وأمسية شعرية.
موضوعات مقترحة
جاءت الندوة النقدية حول تجربة الشاعر المغربي الكبير محمد السرغيني (86 عامًا)، الذي تحمل دورة الملتقى الثالثة اسمه، وشارك فيها النقاد: نجيب العوفي، بنعيسى بوحمالة، عبد اللطيف الوراري.
في كلمته، أشار الناقد بنعيسى بوحمالة إلى أسطورة محمد السرغيني الخاصة، كونه أحد الشعراء الرواد الذين صاغوا الحداثة وفق رؤية تعنيه ولا تعني غيره. وقال: السرغيني نسيج وحده في التعاطي مع الحياة والنظر إلى الأمور والتفاعل مع الثقافة والإبداع.
ورصد بنعيسى بوحمالة انفتاح التجربة الشعرية للسرغيني على الفنون الأخرى، وعلى رأسها الفن التشكيلي، مشيرًا إلى أن تتبع تجربته الشعرية وانحناءاتها والتماعاتها ليس بالأمر الهين.
من جهته، قدم الناقد نجيب العوفي شهادة بعنوان "السرغيني – المعالة الصعبة"، لمس فيها التاريخ الأدبي الحافل للشاعر محمد السرغيني عبر 6 عقود من الإبداع، وقال: هو مؤسس مشهد أدبي كامل، ورائد حداثي بامتياز، وأب للأجيال، وشاب متجدد في الآن ذاته.
وأشار نجيب العوفي إلى أن تجربة محمد السرغيني يصعب تصنيفها ضمن إطار أو وضعها في سياق، فضلاً عن أنه أسهم في أكثر من مجال غير الشعر، فله باع في السرد، والنقد، والترجمة، وقال نجيب العوفي: على أي حال، يمكننا تسمية مرحلتين كبريين لتأطير تجربة السرغيني الشعرية، هما: مرحلة الصنعة الشعرية، ومرحلة الصوفية بمعنى الكشف والإشراق والالتحام بقضايا الوجود.
وتحدث الشاعر والناقد عبد اللطيف الوراري قائلاً: إن الشاعر محمد السرغيني تمكن من فتح نوافذ على رياح الحداثة القادمة من المشرق، ومن الشمال، كما لاذ بالصوفية كرؤية وفكر عميق لا كاستنساخ وتسطيح وتقليد، فكانت رؤيته منفتحة على كل الأزمنة والاحتمالات والاتجاهات، وهنا مكمن تميزه وتفرده.
وأشار الوراري إلى تفاعل التجربة الشعرية للسرغيني مع المقولات الفلسفية، والخرائط، والأمكنة، والأزمنة، والفنون المتعددة، لتشكل زخمًا إبداعيًّا وفيرًا. وقال الوراري: تمكن السرغيني من المزج بين العقل والوجدان، بدون أن يرجح من قيمة العقل في قصيدته، لتبقى شفيفة لامسة للجوهر المتقد.
أما الأمسية الشعرية الثانية، فقد شارك فيها كل من: علية الإدريسي، عبد السلام دخان، وفاء الرحموني (من المغرب)، شريف الشافعي (مصر)، أنابيل بيلار (إسبانيا)، وقدمها المفضل أخماش.
يُذكر أن "الملتقى المتوسطي الدولي للشعر" ينظمه "اتحاد كتاب المغرب" بتعاون مع "جمعية العمل الثقافي"، وتشرف عليه الشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس، ويشارك فيه شعراء من مصر والمغرب والجزائر وتونس وإسبانيا وفرنسا.