قال الدكتور شريف جاد، رئيس جمعية خريجي الجامعات الروسية، إن الكاتبة الروسية "فاليريا كيربيتشنكو" كانت حريصة على التواصل مع الثقافة المصرية بشكل دائم.
موضوعات مقترحة
جاء ذلك خلال الندوة التي أقيمت مساء اليوم بقاعة ضيف الشرف بمعرض الكتاب لتكريم الكاتبة الراحلة فاليريا كيربيتشنكو، تحت عنوان "فاليريا كيربيتشنكو إبداع لا يرحل" بحضور الدكتور جابر عصفور الذي تحدث عن علاقته بالكاتبة.
وأشار جاد إلى أن الكاتبة كانت ترتبط بصداقة عدد كبير من الكتاب والمبدعين المصريين، من بينهم بهاء طاهر، أحمد الخميس، وجمال الغيطاني، الذى كان دائم الحرص على إرسال الأعداد الخاصة بمجلة الأدب لها.
وتابع: لكيربيتشنكو مكانة عند المثقفين المصريين. وعندما جاءت إلى مصر كان هناك احتفاء كبير بها من المجلس الأعلى للثقافة ودار الهلال.
ولفت إلى أن عنوان الندوة "فاليريا كيربيتشنكو إبداع لا يرحل" متوافق جدا معها، قائلا: لأن إبداعها وإسهاماتها ستبقى كما هي. لافتا إلى ما قدمته للثقافة العربية من خلال ترجمتها.
وقام الدكتور هيثم الحاج علي بتكريم فاليريا كيربيتشنكو بمنح أسرتها درع الهيئة.
ومن جانبه، هنأ الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس هيئة الكتاب بالمجهود الذي قدمه لإقامة المعرض هذا العام، على حد قوله. مؤكدا أن الأجيال الجديدة ستنهض بالثقافة عن الأجيال القديمة.
وتابع د.عصفور: جئت لكي أتحدث عن صديقة عرفتها في مطلع السبعينيات، حيث أنه في ذلك الوقت طلبت السفارة الروسية من وزارة الثقافة المصرية أن ترسل لها شابين لتدريس اللغة العربية، فاختارتني أنا وزميلي الدكتور أحمد مرسي.
وأشار عصفور إلى أن الاستشراق الروسي منذ بدايته يهدف لمعرفة الآخر. ورأى أنه مع تحولات مصر الحديثة وظهور عبد الناصر، بدأ هذا الاستشراق يتحول تدريجيا ويهتم بمصر المعاصرة، مضيف: ومن هذه العلامات كانت السيدة فاليريا.
واستطرد: كانت أول باحثة سوفيتية تلفت النظر لدراسة الأدب المصري المعاصر؛ إذ تحدثت عن عبد الرحيم قاسم، وجمال الغيطاني. وكانت تتوقف معي عند المصطلحات الصعبة، بخاصة العامية.
ويستأنف: أخبرتني برغبتها في ترجمة مقامات بديع الزمان الهمزاني للروسية، فأخبرتها بأن هذا الأمر صعب، فأوضحت بأنها تريد أن تترجمه بإيقاع يشبه اللغة العربية، وهو ما كان، حيث قدمت محاكاة صوتية للترجمة العربية، وهذا عمل لا يستطيع أن يقوم به إلا متمكن من اللغتين العربية والروسية.
ويواصل: عندما كنت أعمل بالمجلس الأعلى للثقافة كنت أدعوها في كل مؤتمر للتحدث عن مستجدات الرواية.
واختتم حديثة بالقول إن كيربيتشنكو ستظل علامة بارزة في تاريخ الاستعراب الروسي، مضيفا: فكل ما فعلته لم يكن بمنطق الاستغلال، ولكن محاولة للتعارف، وكأنه كان تحقيقا للآية الكريمة "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".
ويضيف: لا أذكر أية شخصية أخرى ماعدا ديستوفيسكى تركت أثرا في العلاقة بين الأدب المصري والروسي.
ويشير: أهم دراسة قدمتها كانت عن يوسف إدريس، وأتمنى ممن يجيدون اللغة الروسية ترجمة هذه الدراسة، لذا أطالب هيئة الكتاب بترجمة هذه الدراسة البديعة، فضلا عن ترجمة مقالاتها عن نجيب محفوظ.
وتابع: يجب أن يتم ذلك بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي، وهذا أفضل تكريم لها، وإظهار أننا كمثقفين نؤمن بالوفاء.، وأتمنى خلال عام قادم أن نرى ثمرة هذه الترجمة.
وقال السفير الروسي بالقاهرة سيرغي كيربيتشنكو، نجل الكاتبة الراحلة الحاضر كممثل عن أسرتها: جئت من أجل التعبير عن الشكر والامتتنان لإحياء ذكرى والدتي، التي ورثت الاستعراب عنها هي ووالدي.
وتابع: والدتي كانت تعيش بين عالمي موسكو والقاهرة. فقد زارت دولا عديدة، ولكنها لم تعترف إلا بموسكو والقاهرة؛ كونها تعيش بينهم روحيا.