Close ad

"نساء في فراش داعش" روايات حقيقية لأحداث دامية.. كاتب يكشف أسرار "جواري الخليفة البغدادي"

14-12-2014 | 18:14
نساء في فراش داعش روايات حقيقية لأحداث دامية كاتب يكشف أسرار جواري الخليفة البغدادينساء داعش
خالد عبد المحسن
أسرار وتفاصيل كثيرة تخص علاقة تنظيم "داعش" الإرهابي بـ"النساء"، يكشف عنها الكاتب عبد الرحيم قناوي، في صفحات مثيرة بعنوان "نساء في فراش داعش"، ترصد تحول المرأة من كائن رومانسي إلى قاتل إرهابي، وتصدر قريبًا في كتاب.
موضوعات مقترحة


يطرح المؤلف في كتابه، الذي سيصدر عن دار "رهف" للنشر، عددًا من التساؤلات حول تحول المرأة من كائن رومانسي إلى قاتل إرهابي بحثًا عن الجنس، مع وعدها بالجنة تحت غطاء الدين، وادعاء تطبيق الشريعة. وبدلًا من أن تكون ضحية لجرائم القتل والاغتصاب والزواج القسري، تصبح أداة لتوفير المتعة الجسدية لعناصر تنظيم داعش، وأداة للقتل يستخدمها أعضاء التنظيم للإيقاع بخصومهم.

يتناول الكتاب أشهر السيدات في التنظيم و"جرائمهن الوحشية"، سعيًا إلى إعادة "الخلافة الإسلامية". ويرى عبد الرحيم قناوي أن "النساء" لعبن دورًا في الحروب على مدار التاريخ، إن لم يكن عن طريق القتال الفعلي ففي مجالات حيوية مثل جمع المعلومات الاستخباراتية، والرعاية الطبية، وإعداد الطعام والدعم.

والأمر ينطبق على مجموعة "داعش"، يقول عبد الرحيم قناوي في كتابه قيد النشر، التي تعلن أنها تعمل لإقامة دولة يحكمها التفسير المتشدد للشريعة الإسلامية، على الرغم من القوانين الصارمة التي تحظر الاختلاط بين الجنسين والتي تجعل وجود النساء محدودًا على الخطوط الأمامية.

في بداية ظهورها، لم تشجع "داعش" انضمام النساء إلى صفوفها. وحثت النساء المتعاطفات معها على وسائل الإعلام الاجتماعية على دعم الجهاد بجمع التبرعات وتشجيع رجالهن للانضمام إلى القتال، وأضافوا أن المرأة لا مكان لها في الحرب. لكن مع اقتراب المجموعة أكثر من تحقيق هدفها، بدأت في تقديم الاستثناءات، حيث أطلقت دعوات لتجنيد الطبيبات والممرضات والمهندسات.


وبعنوان "كيف تجند داعش النساء من بقاع العالم؟"، يقول عبد الرحيم قناوي مجيبًا: ربما لم تكن حملة "داعش" لتجنيد النساء عبر وسائل الإعلام الاجتماعية على نفس الدرجة من التطور مثل حملتها لتجنيد الرجال المقاتلين، فقد كان الأهم أن "داعش" تريد للأسر أن تتكاثر.

لكن لا يجب أن تعتقد أية امرأة تفكر في الذهاب إلى سوريا والانضمام إلى "داعش" أن ذلك قد يمنحها فرصًا جديدة أو حقوقًا متساوية، فالجواب واضح على مدونة إحدى النساء المسماة بالخنساء على وسائل الإعلام الاجتماعية؛ حيث قالت: "إن الدور الرئيس للمهاجرة هنا هو دعم زوجها وجهاده لرفعة هذه الأمة، ثم تضع اقتباسًا مستقى من موقع سلفي على شبكة الإنترنت: خير النساء هي التي لا ترى الرجال، ولا يراها الرجال.

لذا، فربما كانت "داعش" تستخدم تكنولوجيا القرن الـ21، لكن عندما يتعلق الأمر بالمرأة، فإنها تتبنى فكرًا قديمًا جدًا. وعندما سيطرت "داعش" على مدينة الرقة السورية في عام 2013، قامت بتعيين قوة أمنية من الإناث لضمان امتثال النساء للقوانين الإسلامية في اللباس والسلوك، لكن بدلا من ذلك، تقوم "داعش" بتجنيد النساء في دعم الأدوار الحيوية عن طريق حملات فعّالة على وسائل الإعلام الاجتماعية التي تعدهن بأزواج مجاهدين أتقياء، ومنزل في دولة إسلامية حقيقية وفرصة لتكريس حياتهم لدينهم وإلههم.

ويستحيل تأكيد العدد الدقيق للنساء اللاواتي انضممن إلى الجماعات الجهادية في سوريا، لكنّ المحللين في المركز الدولي لدراسة التطرف في لندن، يقول قناوي، يقدّرون أن هناك نحو 30 امرأة أوروبية في العراق وسوريا، إما كمرافقات لأزواجهن أو أنهن ذهبن بنيّة الزواج من أحد أعضاء "داعش" وجماعات متشددة أخرى.

هذا الرقم قد يكون أقلّ من 10 في المائة من عدد الرجال الغربيين الذين يشاركون في القتال في سوريا والعراق، لكن الخوف هو أن عدد النساء المجندات قد ينمو بسرعة أكبر. فقد شكلت النساء 45% من الحالات التي رصدها خطّ ساخن أُنشئ مؤخرًا في فرنسا لرصد علامات التطرف الجهادي، ووفقًا لوزارة الداخلية هناك، كانت عدة حالات لنساء لم يتجاوزن سن الـ16، اعتقلن في المطارات الفرنسية للاشتباه بمحاولتهن السفر إلى سوريا للانضمام إلى المتمردين الإسلاميين.

وبعنوان "تغريدات الداعشيات لاستدراج نساء العالم للهجرة"، يقول عبد الرحيم قناوي في كتابه: أم ليث (وهذا هو الاسم الذى اختارته لنفسها) واحدة من الأجنبيات، التي انضمت إلى تنظيم داعش، فما أن وصلت من إنجلترا إلى سوريا حتى وضعت عدة صور لها على حسابها في "تويتر"، متلفحة بسواد الزي الشرعي الذي يفرضه "داعش"، تثبت أنها أصبحت في الرقة حيث "الدولة الإسلامية" كما تسميها، وتظهر في إحدى هذه الصور بجانب صديقتيها "أم حارثة" و"أم عبيدة" اللتين هربتا أيضاً نحو سوريا للزواج من مقاتلي داعش.

تخاطب "أم ليث" على صفحتها ذات الألفي متابع، النساء الغربيات اللواتي يرغبن لو تحذون حذوها فيما تسميه "الهجرة"، وتدعوهن لعدم المبالاة بوصف "جهاد النكاح" الذي سيطلق على "هجرتهن"، الأمر صعب في البداية، وعليكِ أن تتحملي الإهانات وكذلك الضغوط العاطفية من أجل أن تكوني جزءاً من "الدولة الإسلامية" وزوجة لـ"مجاهد"، تخاطبهن: أول اتصال هاتفي مع أهلك بعد تجاوزك الحدود سيكون أصعب شيء تفعلينه في حياتك على الإطلاق، حينها ستسمعينهم يترجونك بشكل جنوني من أجل أن تعودي.

وحول استغلال "داعش" النساء في حروبها، يقول عبد الرحيم قناوي: كشف تسجيل بثه مؤخرًا تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأول مرة، عن حجم الحضور النسوي في التنظيم الذي يتزعمه العراقي أبو بكر البغدادي. وكان التسجيل المصور الذي حمل اسم "الإصدار الفاجعة" كشف عن المواجهات التي جرت بين "الجيش الحر" و"لواء التوحيد" و"لواء الفتح" من ناحية، و"داعش" من ناحية أخرى.

وتصدر للحديث في هذا التسجيل خمس نساء "مهاجرات" من بينهن سعودية وألمانية وفرنسية. ويشكك خبراء في الحركات الإسلامية في صحة مثل هذه الادعاءات التي تروجها التنظيمات المتطرفة التي دأبت على استغلال العناصر النسائية واستخدامها في حملاتها الدعائية والترويج لأفكارها المتشددة.

ويتنوع الاستغلال لعضوات التنظيم ما بين الادعاء لتعرضهن لمضايقات واعتداءات أو عبر الزج بهن في عمليات مسلحة، حيث تحدث في هذا التسجيل خمس نساء "مهاجرات" من جنسيات ولهجات مختلفة، وهن زوجات وشقيقات وبنات أعضاء تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية "داعش". مما جاء في كلامهن اتهامات لأفراد من الجيش الحر باستهداف أسر مقاتلي "داعش" والاعتداء عليهن، خلال الاشتباكات مع مقاتلي "داعش" وحصار النساء في "تل رفعت" في منزل أحد "الأنصار" كما وصفوه.

تصدرت هذه الأصوات النسائية ما يرجح، بحسب متابعين، أنه صوت السعودية "ندى معيض" أو كما لقبت نفسها «أخت جليبيب» والتي آثر القائمون على التسجيل الاكتفاء بالتعريف بها كـ«مهاجرة من بلاد الحرمين الشريفين»، إلى جانب مهاجرة ثانية من ألمانيا وأخرى من فرنسا، ظهرن جميعًا بالعباءات السوداء المسدلة من على الرأس، ليتناوبن – بتردد وعدم إتقان – على قراءة أوراق مكتوبة لديهن في رواية ما وقع خلال الاشتباكات في مواقع"الأتارب" و"إعزاز" و"تل رفعت" .

وفي بداية 2014، قالت مصادر أمنية رفيعة المستوى إن "عددًا من السوريات دخلن العراق بطرق غير رسمية وتسكن محافظة الأنبار، تنتمين لتنظيم "داعش الارهابي"، فيما كشف وزير الدفاع ـ وكالةـ سعدون الدليمي، في 2 يناير 2014، عن أن "تنظيم "داعش" اختطف 11 امرأة واقتادهن للصحراء بحجة عدم ارتداء الحجاب".

وأثارت التقارير الإعلامية، يقول قناوي، حول تشكيل النساء فرقة خاصة بهن ضمن دولة (داعش) حيرة الخبراء وقلقهم. بالنسبة للكثيرين، فكرة أن تصبح النساء متطرفات وعنيفات هي فكرة متناقضة. وهنا، تتساءل الباحثة نيمي غوريناثان، على صفحات مجلة فورين أفيرس: لماذا قد ترغب النساء بالانضمام إلى نضال سياسي يضطهدهن بشكل صارخ؟ وتقول الكاتبة إن أولئك الذين يطرحون هذا السؤال، يقومون بهذا أولاً، لأنهم يعتقدون بأن النساء أكثر سلميةً بطبيعتهن من الرجال، وثانياً، لأنهم يؤمنون بأن النساء اللواتي يشاركن في التمرد المسلح هن لسن بأكثر من وقود لمدافع الرجال، وبأنهن يشاركن بحماقة في معارك لن تعود عليهن بأي فائدة.

لكن الكاتبة ترد على هذه الاعتقادات، قائلةً: كما تثبت نساء داعش، فهاتان الفرضيتان خاطئتان على حد سواء. ولفهم نساء داعش ودوافعهن، تحاول غوريناثان وضع هذه المسألة الجدلية في سياقها التاريخي، من خلال المقارنة بينهن وبين النساء في السلفادور، وإريتريا، ونيبال، والبيرو، وسري لانكا، اللواتي انضممن طوعاً للحركات والمليشيات العنيفة، وبلغن أحيانًا مناصب ورتباً قيادية ضمن هذه المجموعات المسلحة. في كل من هذه الحالات، انضمت النساء للقتال لنفس الأسباب الأساسية التي دفعت بالرجال للانضمام إليه، وفقاً للكاتبة.

وتضيف: حياتهن في الأماكن الاجتماعية المحافظة بعمق، ومواجهتهن لتهديدات مستمرة ضد هوياتهن العرقية أو الدينية أو السياسية، وليس أي مظالم متعلقة بجنسهن، هو ما أقنعهن بحمل السلاح. وتؤكد الباحثة في مقالتها أيضًا على أن صناع السياسة سوف يجدون صعوبة في مكافحة تطرف الأنثى إذا ما استمروا في تجاهل هذه الدوافع، والتعامل مع المقاتلات الإناث على أنهن لسن أكثر من أدوات لتحقيق الذكور لمصالحهم. واستشهدت هنا بما قاله جين هارمان، وهو رئيس مركز وودرو ويلسون الدولي، من أن مواجهة روايات التطرف تتطلب فهمًا للتطرف. وبالنسبة لمعظم المقاتلات الإناث، الانضمام إلى المعركة في بعض الأحيان هو السبيل الوحيد للبقاء على قيد الحياة، وفقًا للباحثة.

وفي عام 2005، وعندما قامت غوريناثان بزيارة سريلانكا لفهم أسباب انضمام النساء إلى جبهة نمور تحرير تاميل إيلام، وهي جماعة إرهابية انفصالية سعت لتأسيس دولة التاميل المستقلة، وجدت الكاتبة أنه بالنسبة للقادة الإناث كان الأمن الدافع الأول للانضمام إلى الجماعة، وقالت لها إحداهن: الخوف الدائم خلال العيش في مناطق عسكرية جعلني أدرك أن الحياة غير عادلة للتاميل. لذا، أردت أن أشارك في الكفاح من أجل تحقيق المساواة في الحقوق.

واعتبرت نساء أخريات من النمور أن الاغتصاب، أو الخوف من الاغتصاب، على يد القوات الحكومية، كان السبب الرئيسي في انضمامهن إلى الحركة. وعن هذا، قالت إحدى المقاتلات للكاتبة: "كنت عرضة للاغتصاب لأنني امرأة، ولكنني استهدفت لأنني من التاميل"، وهو ما يعكس أهمية عامل العرق أو الهوية في دفع النساء إلى التطرف. وللوهلة الأولى، تقول الكاتبة، "يبدو أن هناك الكثير من الأمور المشتركة بين تجارب النساء المقاتلات في سري لانكا وتجارب النساء المقاتلات في العراق مع داعش". وتضيف: "معظم النساء العراقيات حملن السلاح لأنهن خائفات على سلامتهن أو لأنهن يشعرن بأن داعش تمثل مصالحهن السياسية. وفي كثير من الحالات، يبدو العنف أيضاً على أنه الوسيلة الوحيدة المتاحة للتعبير السياسي في مناطق الصراعات هذه. وبالتالي، يصبح العنف بالنسبة لكثير من النساء، وخاصةً النساء من الطائفة السنية المهمشة، وسيلةً سياسية".

وبعنوان "مسسز إكس أخطر سيدات التنظيم"، يقول الكاتب عبد الرحيم قناوي في أوراقه المثيرة: ظهر في تنظيم "داعش" بالعراق والشام عدد من النساء اشتهرن بـ«جرائمهن الوحشية»، وتسعين إلى إعادة «الخلافة الإسلامية».وذكرت صحيفة «الخبر» الجزائرية، أنه فور سيطرة «داعش» على مدينة الرقة، قام التنظيم بتأسيس كتيبتين للنساء الأولى تحمل اسم «الخنساء» (الشاعرة الجاهلية التي اشتهرت برثائها لأخيها صخر) والثانية باسم «أم الريحان»، مهمتهما شرح تعاليم الإسلام للنساء وتوعيتهن بكيفية التقيد بها ومعاقبتهن لدى الإخلال بها والقيام بمهمات تفتيش النساء على الحواجز.

وفي تقرير له، حدد تليفزيون «المستقبل» اللبناني، شروط انضمام الفتاة لتنظيم «داعش»، موضحًا أن التنظيم المسلح الإرهابي يحرص على دفع أجور «الداعشيات» كل شهر بمبلغ لا يتجاوز 200 دولار فقط، وأن تكون الفتاة عزباء، وأن لا يقل عمرها عن 18 عامًا ولا يزيد على 25 عامًا.

أسباب كثيرة تدفع النساء للانضمام إلى "داعش" ليتحولن الى مقاتلات في "الدولة الإسلامية" التي تنادي بقمع النساء ولا تفرق في قتلها للمدنيين بين الرجال والنساء والأطفال. قد يكون الجزء الأكبر من النساء اللواتي انضممن إلى داعش من زوجات المقاتلين، لكن هناك فئة انضممن طوعًا لحماية أنفسهن ولاعتقادهن أنهن بهذه الطريقة يضمنّ عدم تعرضهن للاعتداء أو العقاب ومواجهة المخاطر السياسية والدينية والإثنية التي تتعرضن لها في مجتمعاتهن، بالإضافة الى الجهد الذي يبذله الجهاديون لاستقطاب النساء، وكيف يحاولون استخدام أساليب الترهيب والترغيب لدفعهن إلى الانضمام إلى صفوفهم.

ويبدو أن هذه المساعي بدأت تثمر مع تزايد عدد النساء المنخرطات في القتال إلى جانب "داعش". واستغلت التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا النساء، أبشع استغلال، عبر استثمار "الجسد" لتوفير المتعة الجنسية للمقاتلين وفق تفسيرات خاطئة للدين والمعتقد.## ##
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة