قال الكاتب المصري المتخصص في الشئون الصينية حسين إسماعيل: إن ملابس الملكة كليوباترا (ملكة مصر الشهيرة 69 ق.م - 30 قبل الميلاد) كانت تصنع من الحرير الصيني، ففي العصر الروماني كانت معامل النسيج في الإسكندرية تستخدم الحرير الصيني بعد أن استوعبت فنون غزل الحرير ونسجه من الصين. وكانت أواني الخزف الصيني هي ثاني أكبر صادرات الصين إلى مصر، بعد الحرير.
موضوعات مقترحة
أكد مدير تحرير مجلة الصين اليوم أمام ندوة "العرب يتجهون شرقا " التي تقيمها مجلة العربي وتختتم أعمالها غدا بالكويت أن الصين بعثت أول مبعوث لها إلى مصر في سنة سبع وثلاثين ومائة قبل الميلاد كما كانت الإسكندرية هي أول مدينة في إفريقيا ورد ذكرها في السجلات التاريخية الصينية. وأشار إسماعيل إلى أن تاريخ التواصل المباشر بين الصين وشبه الجزيرة العربية يرجع إلى زمن أسرة هان الصينية، ففي سنة ثمان وثلاثين ومائة قبل الميلاد، أرسل وو تي، سادس أباطرة أسرة هان الغربية (206 ق.م- 25م) تشانغ تشيان مبعوثا إلى المناطق الواقعة غرب الصين بهدف تمتين العلاقات معها لصد هجمات قبائل الهون، في شمالي الصين والتي كانت تغير على منطقة وسط الصين من حين لآخر. ولكن تشانغ تشيان لم يصل إلى جزيرة العرب حتى في سفارته الثانية سنة تسعة عشر ومائة قبل الميلاد. ولكن أهمية رحلة تشانغ تشيان ترجع إلى أنها فتحت طريق الصينيين نحو «الغرب»، ومن ثم فإن الخطوة التالية كانت الوصول إلى شبه الجزيرة العربية.
أوضح حسين، أن التجار المصريين كان لهم دور بالغ الأهمية في فتح الأسواق أمام البضائع الصينية، فقد امتلك المصريون أساطيل تجارية عملت في البحر الأحمر والمحيط الهندي، وقد اتسعت دائرة شبكاتهم التجارية حتى شملت الجزء الجنوبي من الصين، وكان حرير الصين مصدرا مهما للمواد الخام التي استخدمت في صناعة الغزل والنسيج في مصر في العصور القديمة .
وعرض إسماعيل في ورقته أمام الندوة لنموذج من كتابات الرحالة الصينين حول العالم العربي ومنها رحلات "تشنغ خه " السبع مؤكدا أنها تركت للبشرية كلها،وليس للصين فقط، تراثا ثريا، ليس فقط على صعيد تطور صناعة الملاحة البحرية في العالم، وإنما أيضا على مستوى التواصل الإنساني بين الشعوب ومعرفة الصينيين بالعالم من حولهم لافتاالنظر إلى أن الصين احتفلت في سنة 2005 بذكرى مرور ستمائة سنة على أول رحلة قام بها تشنغ خه إلى البحار الغربية.