Close ad

ربى عطية: صورت «بيت اتنين تلاتة» فى 4 أعوام لرفضى الدعم المشروط

22-6-2021 | 12:33
ربى عطية صورت ;بيت اتنين تلاتة; فى  أعوام لرفضى الدعم المشروطالمخرجة اللبنانية ربي عطية
رسالة الإسماعيلية - إنجى سمير
الأهرام المسائي نقلاً عن

شهد مهرجان الإسماعيلية السينمائى الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة عرض الفيلم التسجيلى «بيت اتنين تلاتة» الذى ينافس ضمن مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة حيث تطرق الفيلم إلى محاولة البطلة البحث عن ذكريات قديمة عايشتها، وتفاصيل بين أم وابنتها بعد الاجتياح الإسرائيلى للبنان فى فترة الثمانينيات، والصراع النفسى الذى سببه التهجير والحرب والوحدة، ليشير العمل إلى الاستسلام الداخلى للأم التى لا تريد العودة والاستقرار فى المنزل القديم.

موضوعات مقترحة

وقالت المخرجة ربى عطية لـ«الأهرام المسائى» إنها واجهت العديد من الصعوبات النفسية أثناء تصوير الفيلم، حيث قررت أن يكون الفيلم قصة ذاتية حول علاقتها بوالدتها، والبحث عن ذكريات ووجوه اختفت بعد أن كانت موجودة واختفاء الإحساس بالجماعة وبالحب، الذى لم تشعر به حاليا ولا تعرف سبب اختفاء هذا الزمن، مشيرة إلى أنها حرصت خلال التصوير مع والدتها دون تسليط الضوء على أنها شخصية عامة وهو اختيار صعب، حيث شعرت أنها لم تعطها حقها.

وأشارت إلى أنها لم تنبش فى الماضى، لأن ما مر رغم أنه ذكريات، فإنه لا يزال حاضرا فى ذهنها، ولم يفارقها، وهذه اللحظات تحدد انتمائها فهى تنتمى لأشخاص ناضلوا وضحوا ليس لشئ ذاتى بل من أجل الجميع بدليل أن منزلها الذى نشأت فيه كان مفتوحا للجميع ووالدتها كانت مستوعبة لكل الأمور وتحيط الجميع بحنانها وأمانها، وبالتالى فإن العمل مجرد استشعار للحظات ترى فيها هذه التفاصيل، وكأنها تلوم عائلتها عليه ولذلك يرصد العمل اللحظات ما قبل الخسارة.

أما بالنسبة للصعوبات الإنتاجية قالت إنها لا تقدم فيلم تريند، كما أن ما يسمى بالسينما المستقلة حولها أوهام كبيرة ولذلك لا تعتبرها مستقلة، بدليل أنه لابد من الهتاف بقضية معينة حتى يتم تمويل الفيلم والسينما ليست كذلك، لذا تخليت جزئيا عن أنواع كثيرة من الدعم حتى لا يفرض على الفيلم صورة معينة لكى يتناسب فكريا، ولذلك استغرق تصويره أربعة أعوام حتى لا أتخلى عن خيالى وحرصت إذا كان هناك دعما أن يكون غير مشروط.

واجهت صعوبة فى اختيار أماكن التصوير.. وتخليت عن جزء كبير من العمل فى المونتاج

وعن أماكن التصوير قالت إن اختياراتها كان أمرا صعبا، حيث صورت معظم المشاهد فى منزلها وكانت تغمض عينها حتى ترى اللحظات بشكل مختلف وصدق، مؤكدة أن تذكرها كان صعبا، ولذلك كان الاعتماد على المشاهد الصامتة، والاستعانة بالألوان البيضاء فى الثلج حيث تشعر أن هذا اللون يشبه رحم أمها الذى يضمها، مؤكدة أن العمل ليس عودة للحنين ولكن الفكرة خاصة بالتجذر، والعودة الأصول لأناس يأكلون من الأرض ما يزرعون، وليسوا استهلاكيين، كما أن الأرض لها دلالة بالإحساس بالأمان والسعادة.

وأشارت إلى إن مشاهد المواجهة مع والدتها خلال الفيلم كانت قاسية بعض الشئ عليها لأنها كانت ترفض التحدث فى موضوعات معينة، خاصة أنها لم تكن تعرف إلى أى اتجاه سيكون الفيلم، حيث كانت لا تريد الشعور بالهزيمة وخشيت السؤال عن الماضى والنبش فيه ببكاء وتعاطف، وكانت تريد أن توضح أنه رغم كل شيء إلا أننا مستمرون وجزء من جماعة مازالت موجودة والحياة مستمرة والصراع مستمر ولن نهرب منه.

وأضافت أنها قامت بتصوير مشهدين فى الفيلم بالتليفون، مشيرة إلى أن الصعوبة الأكبر أثناء المونتاج لأنها قامت بحذف العديد من المشاهد القليلة، حيث أن الفيلم يدور خلال 80 دقيقة، واضطرت للاستغناء عن جزء يغطى فترة الثمانينات حتى لا يشعر الجمهور وكأنه عمل تاريخى وحذفت جزء تعبت فى تصويره للحفاظ على حالة الحضور، مؤكدة أنها بعد تصوير الفيلم شعرت بالتحرر، وأن حمل كبير تحررت منه، وباتت على استعداد عن الاستغناء عن كثير من الأمور.

وأكدت أنها ستجول بالعمل فى كثير من المهرجانات حيث كان من المفترض أن يشارك فى مهرجان تطوان ومهرجان كرافان ولكن ظروف كورونا لم تجعلها تستطيع التقديم، بينما سيشارك الفيلم فى أحد المهرجانات التى تقام أون لاين، لافتة إلى أنها تتمنى أن يعيش الفيلم مع الجمهور لسنوات طويلة، خاصة أنها لا تحب الأضواء بقدر ما تفضل تقديم عمل هادف.      

يشار إلى أن الفيلم من إنتاج لبنانى أردنى مصرى، وترصد أحداثه محاولة لاستعادة لحظة ما قبل الهزيمة، حيث تحاول الفتاة «ربى» استحضار ذاكرة أمها التى شكلت ذاكرتها فى رحلة ممزقة بين 3 بيوت كان كل منها سيصنع لها حياة لم تتم.

ويعد هذا هو العرض الثالث للفيلم بعد مشاركته بمسابقة مهرجان أيام قرطاچ السينمائية ومسابقة مهرجان چيهلافا الدولى للأفلام التسجيلية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة