قال الدكتور رضوان السيد، اللبناني الفائز بجائزة جائزة النيل للمبدعين العرب هذا العام 2021/2020 إن الجائزة من أهمُّ الجوائز في مصر، مؤكدًا أن جائزة النيل تشكّل تقديراً متميزاً لمسيرته الفكرية الطويلة، كما تشكّل حافزاً للمضيّ في المشروع الإصلاحي العربي والإسلامي.
موضوعات مقترحة
وتطرق د. رضوان السيد في حديثه لـ"بوابة الأهرام" عن علاقته الممتدة بمصر، وقال "درستُ بمصر بالأزهر في الستينات من القرن الماضي، وإنما مضيتُ لإكمال دراستي بألمانيا لأنّ أستاذنا محمود زقزوق رحمه الله بكلية أصول الدين حصل على الدكتوراه من ألمانيا وقد تأثرتُ به فكراً ومسلكاً. أتيتُ إلى مصر في السابعة عشرة من العمر، فتعلمت كل شيء من بيئات مصر الثقافية. ومنذ ذلك الحين ما غبتُ عن مصر، وكل مثقفيها الكبار الراحلون منهم والأحياء هم أصدقائي، وما أزال أقرأ لهم وأتعلم منهم.
وأكد أن الإشكاليات التي عالجها في كتاباته طوال أربعة عقود هي إشكالياتٌ مصريةٌ أو مغاربية. وهناك شراكةٌ بين مصر ولبنان منذ قرنٍ ونصف في الفكر والثقافة.
وقال "مصر اليوم بحمد الله هي في حالة نهوضٍ كبير، وتحتضن سائر المشرق، وكل الذين يريدون الخير للعرب يكون عليهم السير في الركْب المصري المتقدم الحامي لنظام المصلحة العربية".
واعتبر "السيد" أن منحه جائزة النيل هو اعترافٌ من المؤسسة الثقافية المصرية لعطاء وإنجاز أحد أبنائها. وأضاف "لقد أذهلني هذا القبول شبه الجماعي من الأساتذة والزملاء، وأنا شديد الاعتزاز بذلك".
ويتحدث "السيد" حول المشروع الفكري الذي يعمل عليه الآن، فيقول "شغلتني منذ أربعة عقود مسألة علاقة الدين بالدولة في مجالنا الثقافي والسياسي والحضاري. فنشرت دراساتٍ واسعة، وحقّقتُ مخطوطات، وترجمت أعمالاًعن الإنجليزية والألمانية فيالفكر السياسي الإسلامي، وفلسفة الدين،والإسلام والغرب، وحصلت بنتيجة ذلك على جائزة الملكفيصل فيدراسات الفكر السياسي الإسلامي عام 2017".
وأضاف "ومنذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي انضمت إلى اهتماماتي قضايا الفكر العربي والإسلامي الحديث، وكيف انتقل الاهتمام من التفكير بالتقدم إلى التفكير بالأصالة والخصوصية، ونقد الصحويات والإحيائيات وانشقاقات الجهاديات وتيارات تسييس الإسلام.
وكتب رضوان السيد في السنوات العشرين الأخيرة كثيراً في إمكانيات ومناهج الإصلاح الديني وحررتُ ثلاث مجلات عربية شهيرة: الفكر العربي (1979-1985) والاجتهاد (1988-2004)،/ والتسامح/ التفاهم (2004-2020). كتب فيها مئات المثقفين العرب، وكبار علماء الإسلاميات والاجتماعيات والمؤرخين وعلماء فلسفة الدين الأجانب. وحملت الاتجاهات النهضوية والإصلاحية ذاتها.
ويعمل الآن على مشروعين: التاريخ الثقافي العربي والإسلامي، وعلى سرديةٍ جديدةٍ للإسلام. والأهداف الثلاثة التي يكرر ذكرها في محاضراته: استعادة السكينة في الدين، وتجديد تجربة الدولة الوطنية، والعلاقة الصحية والصحيحة بالعالم.
وأعلنت وزارة الثقافة الثلاثاء الماضي الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والنيل والتشجيعية والتفوق، وفاز بجائزة النيل للمبدعين العرب رضوان نايف السيد أحمد (رضوان السيد).