"الوطن قبل كل شىء" هو الشعار الذي يرفعه مسلسل "هجمة مرتدة" الذي يمثل قرارًا غير قابل للتفكير بالنسبة لضباط المخابرات المصرية، والذي يكشف المسلسل أحد ملفاتها ليرى الجمهور جانبًا مختلفًا من تضحيات رجال الشرطة من أجل الوطن.
موضوعات مقترحة
بدأت أحداث المسلسل مشوقة منذ الحلقة الأولى حيث القبض على سيف العربى، والذي يلعب دوره الفنان أحمد عز، من قبل القوات الأمريكية في العراق على خلفية تواجده في فرح بالعراق يتواجد فيه إرهابيون. ووجهت له اتهامات بالتعامل مع أحد الأشخاص من تنظيم القاعدة، وقد تمكن العربي من الإفلات من تلك الاتهامات باحترافية. كما زاد التشويق مع ظهور الفنانة هند صبري في دور "دينا" التي تعمل في أحد المنظمات غير حكومية بشرق أوروبا، حيث يُطلب منهم العمل مع الصهيوني تحت شعار أن المؤسسة تعمل في نطاق حوار الأديان. وتوافق على ذلك ما يثير حيرة الجمهور ليكتشف في الحلقات التالية عمل كل من دينا وسيف لصالح المخابرات المصرية.
تدور أحداث المسلسل في العام 2007 وتحمل جانبًا كبيرًا من الإثارة ففي الحلقة الثانية يتعرض سيف العربي لتفجير كاد أن يودي بحياته، والتي استشهد بسببه اثنان من الضباط المصريين، بالإضافة إلى عدد من المخاطر التي يتعرض لها في مقابل معلومات يحصل عليها تخص أسلحة لإرهابيين دوليين، وكشف مخططات تستهدف مصر.
وأوضحت الحلقات سعي الضباط، واستكمال سيف العربي للمسيرة، في الوصول إلى الإرهابي "أبو أيوب المصري"، من خلال عدد من الأحداث التي خاضها مع "خالد" الذي يعد الطريق الذي يصل من خلاله إلى الإرهابي، وقام بالعديد من المخاطر لكي يصل "خالد" إلى مصر والعربي في بغداد دون لفت الأنظار.
وقد قام ضابط المخابرات "رفعت" الذي يرأس سيف العربي، والذي يلعب دوره الفنان هشام سليم، باستجواب الفنان محمود حافظ الذي يجسد دور «خالد»، للحصول على المعلومات اللازمة منه. واستطاع الضباط بالفعل التعرف على هوية أبو أيوب الحقيقة.
تعقدت أحداث المسلسل مع الحلقة السابعة حيث قرر "رفعت" عدم امكانية عمل "سيف" مع المخابرات مرة أخرى كونه يحمل نفسه مسئولية وفاتهم ما سيؤثر عليه مستقبلًا، كما وقعت دينا في مأزق بعد طلب المنظمة التي تعمل بها أن تكون ضيفة في برنامج صهيوني، وهو ما يعد مكيدة لكشفها. لكن استطاعت دينا التغلب على تلك الحيلة بنجاح.
تسارعت الأحداث لتمتد للعام 2008، والذي رأينا فيه تحذيرًا من الضابط رفعت لزيادة الاحتقان في الشارع والذي يستوجب احتواءا سياسيًا، وذلك بسبب عدد من الجهات التي تسعى لنشر الفوضى والعنف.
كما تطرق للمسلسل للجانب الإنساني في حياة كل من سيف ودينا، حيث كانت تربطهم قصة حب اضطروا لانهائها بسبب تخييرهم بين الزواج، والعمل لصالح المخابرات المصرية، الأمر الذي جعلهم يختاروا الوطن دون تردد.
أهمية المسلسل تكمن في تطرقه إلى كم المخاطر التي يتعرض لها الوطن، وتقديم صورة مختصرة للمواطنين عن اختلاف نظم التعامل مع تلك المخاطر الجديدة. فالصورة الذهنية لدى المواطنين عن المخابرات تتعلق بأوقات الحروب، والتي جسدتها الدراما المصرية في عدد من الأعمال رصدت بطولات عديدة تعلق بها الناس منها رأفت الهجان، ورفعت الشوان وغيرهم. لكن الآن أنظمة التخابر في مصر والعالم تغيرت وشكل الحرب اختلفت وهو ما قد يجهله عدد كبير من المواطنين.
تدور أحداث العمل في زمن قريب عايشه كل المصريين دون الدراية بمجريات خطيرة، فهي فترة شكلت وقتًا دقيقًا من عمر الوطن العربي كله، حيث تنامي المنظمات الإرهابية بشكل أكبر والعمل على مخطط الفوضى. المسلسل يعرض التقدم الهائل للأجهزة المصرية سواء على المستوى البشري أو التكنولوجي أو اللوجيستي. واستطاع أن يحلل الموقف بسهولة للمشاهد ليصبح على دراية أكبر بحجم الأخطار المحيطة ومجهود أجهزة الدولة في التعامل معها باحترافية.
ساعدت عناصر الدراما المختلفة والمتميزة من تمثيل وإخراج وتصوير على إيصال صورة صادقة ومقنعة للجمهور وضعته في قلب الحدث وهو ما جعلهم يتفاعلون معه، فاستطاع "هجمة مرتدة" منذ الحلقات الأولى أن يحقق نجاحًا ملحوظًا ظهر في متابعة الجمهور وتفاعلهم مع المسلسل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تصدر التريند عبر موقع تويتر لأكثر من مرة، وأعرب المغردون عن سعادتهم به.
مسلسل "هجمة مرتدة" من تأليف باهر دويدار وإخراج أحمد علاء الديب، وبطولة أحمد عز، هند صبري، ماجدة زكي، هشام سليم، نضال الشافعي، صلاح عبد الله، ندى موسى، محمود البزاوي، محمد عادل، خالد أنور، نور محمود، محمد جمعة، فيدرا، أحمد فؤاد سليم، يوسف عثمان، هاجر الشرنوبي، مايان السيد، شمم الحسن، لاشينة لاشين، علي قنديل.