وُجِدت في كنوز توت عنخ آمون.. قصة أشجار ونباتات معابد الكرنك بالأقصر| صور

حين تتجول فى معابد الكرنك بالأقصر، وهى أجمل وأكبر مجموعة معابد فى العالم ، يلفت انتباهك مجموعة من الأشجار والنباتات المتناثرة هنا وهناك، وهى الأشجار والنباتات ،التى تشد انتباه الزائرين، والتى وجدت فى مقابر ملكية أيضا.

تتناثر فى معابد الكرنك والتى تعد شاهدا عظيما متخم بالآثار والحكايات عن حضارة مصر القديمة، شجرة الأثل أو التاماريكس هى شجرة تاريخية عرفها المصري القديم، وذكرت منذ عهد بناة الأهرامات وكانت مقدسة لدى الإله أوزير، وعثر على قطع متحجرة منها فى وادى قنا منذ العهد الحجرى القديم ، وغيرها من الأشجار والنباتات.

ويقول الأثري عماد الدين عدوي لــ"بوابة الأهرام ، إن للحياة الزراعية فى مصر القديمة دور كبير فى بناء حضارة تعد من أقدم وأعظم حضارات العالم القديم ,فلقد عرف المصرى القديم الاستقرار على ضفاف وادى النيل، ثم بدأ فى خلق مجتمعات كاملة وعرف الزراعة، وتطور الأمر لعلم كامل مبنى على قواعد وأسس ونظام رى ومواعيد وتقسيمات زمنية ,واستخدم المنتجات الزراعية التى كان ينتجها داخل مصر فى حياته اليومية مثل طعامه الخاص أو إطعام حيواناته وطيوره الأليفة، أو فى الصناعات المتعددة أو فى أغراض أخرى مثل استخدام الأخشاب فى المنازل والمعابد، أو فى بناء السفن أو فى صناعة الأثاث والأدوات المنزلية

في العام التاسع من حكم الملكة حتشبسوت التي أرسلت حملة لبلاد بونت ( قيل الصومال حاليا وقيل اليمن وحضرموت )، تم جلب كثير من الأشجار والتي تم غرسها في معبدها الشهير بالدير البحري، كذلك تم نزع الأشجار من موطنها وتم غرسها في طيبة وخاصة في معبد الكرنك وكانت توصف تلك الأشجار بأنها لحديقة ملك الآلهة أمون ، وفى هذا المكان كما يؤكد المؤرخون تم غرس أشجار اللبان والبخور من أجل أن يستخرج منه الزيت الخاص بالجسد الإلهي، فأشجار البخور تم نقلها بكاملها حية مع اخضرارها ومغطاة بأوراقها وبها جذورها ووضعت كل شجرة في سلة كبيرة مستديرة معلقة بألواح من الخشب يحملها أربعة رجال


وأوضح عدوي أن الملك تحتمس الثالث صنع حديقة فى معابد الكرنك ، مؤكدا أن من ضمن الأشجار التى استخدمها المصرى القديم ،السنط , النخيل , الدوم , الجميز ,النبق, الأثل , الصفصاف, شجر المخيط, تمر العرب , الأبانوس , البخور ,الغاب أو البوص , حب العزيز , اللوتس , وكذلك النباتات الطبية ,القمح , الذرة,الخضروات مثل الخس والبصل والفاقوس والكرفس والفجل والكراث والثوم والفول والحمص والباميا التى وجدت فى العصر الأغريقى الرومانى، والعدس ولقد ذكر هيرودوت أنها كان يستعمل طعاما لبناة الأهرامات ولقد عثر على إناء فيه عدس مطبوخ فى مقبرة بمنطقة دراع أبوالنجا ،وهذا الأناء محفوظ الآن فى متحف القاهرة ،وكذلك البطيخ

كذلك عرف المصرى القديم أنواع من التوابل مثل الكزبرة والتى وجدت ضمن كنوز الملك توت عنخ آمون , ويؤكد عماد الدين عدوي أن المصريون عرفوا الكروايا والينسون والكمون، والكثير من أشجار الفاكهة مثل العنب والرمان والبلح، كذلك عرف المصرى القديم أنواع من نباتات الألياف مثل الكتان ، وغيرها

تتعدد أنواع النخيل بشكل عام ، وخلال جولتك فى معابد الكرنك سيلفت انتباهك رؤية بعض الأنواع من أشجار النخيل , ويوضح عدوي أن هذه الأنواع التى عرفها المصرى القديم منذ العصر الحجرى القديم وكان يستعمل جذوعها وأورقها وثمارها فى أغراضه الحياتية المختلفة، كذلك شجرة التين من المناظر النباتية الجميلة فى معابد الكرنك ,وهى شجرة تين مثمرة ذات منظر خلاب ومن المعروف أن المصرى القديم عرف فاكهة التين وكان أحد عناصر المطبخ المصرى القديم، كما أن التين من الفواكه محل التقدير فى الأديان السماوية ، فهى ذات فوائد عالية للجهاز المناعى والقلب وضغط الدم وتمد الجسم بفيتامينات متعددة وتحمى الجسم من أمراض عديدة .

أما عشبة العاقول فهى تنمو بشكل عشوائى فى بعض المناطق على أطراف المعبد ، وتسمى العاقول أو شوك الجمل ,وهذه النبتة تنمو عشوائيا دون تدخل بشرى، ويضيف عماد الدين عدوي أن شجرة الفيكس رغم أنها نادرة الوجود فى معابد الكرنك ،ولكن بشكل عام تتميز هذه الشجرة بأنها تستخدم للزينة والتظليل، ولكن يذكر بعض المختصين أنه من عيوبها استخدام المياه بشكل كبير ،كما أن لها تأثيرات غير جيدة على أى مبان موجودة بالقرب منه.