بالفعل كانت هناك توقعات لأحداث فريدة هذه المرة، فإذا حصل العملاق الإنجليزى أنتونى هوبكنز (83 سنة) على جائزة أوسكار، سيكون الفائز الأكبر سنا بعد النجم الكندى الذى رحل أخيراً كريستوفر بلامر.
موضوعات مقترحة
وبحسب الموقع الإلكترونى «جولدن ديربى»، فإنه الأوفر حظا، وقد نال جائزة أفضل ممثل فى دور دكتور هانيبال ليكتر عن دوره فى «صمت الحملان» منذ ما يقرب من 30 سنة.
وبجانبه، هناك حضور قوى للإنجليز مثل الجميلة فانيسا كيربى المرشحة لنيل جائزة أحسن ممثلة، عن دورها فى الفيلم الكندى الأمريكى «بقايا امرأة»، وكانت مرشحة أيضا كأحسن ممثلة عن دور الأميرة مارجريت فى المسلسل التليفزيونى «التاج» خلال حفل توزيع جوائز الكرة الذهبية.
سبعة أفلام مرشحة لجائزة أفضل فيلم فى حفل توزيع جوائز أوسكار فى دورته رقم 93 التى تقدمها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، وتعتمد على باقة من الأفلام التى تم عرضها في الفترة ما بين 1 يناير 2020 حتى 28 فبراير 2021، ومن المقرر عقده على مسرح دولبى فى هوليوود يومى 25 - 26 إبريل الجارى، بعد تأجيله بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، وهناك فيلم عربى واحد مرشح فى فئة الفيلم الروائى الطويل الأجنبى، وهو الفيلم التونسى مع إنتاج مشترك "الرجل الذى باع ظهره" من إخراج كوثر بن هنية، من نوعية الدراما عن مأساة مهاجر سورى فى بلجيكا.
اعتبارات إنسانية
انتبهت السينما فى الآونة الأخيرة فى أنحاء العالم لخطورة أمراض الشيخوخة وعلى رأسها أمراض الخرف مثل الفيلمين المصريين "زهايمر" و"بتوقيت القاهرة"، وفى فيلم "الأب" يقوم هوبكنز بدور رجل مسن يعانى بشكل متزايد من الخرف، بينما تحاول ابنته التى تقوم بدورها الممثلة الإنجليزية أوليفيا كولمان المرشحة لجائزة أفضل ممثلة مساعدة بالاعتناء به، ونشهد التدهور التدريجى لهذا الرجل، والضيق الذى تعانى منه عائلته، ويستند الفيلم إلى مسرحية فرنسية تحمل العنوان نفسه، وهو من إنتاج فرنسى - بريطانى مشترك، وأشاد النقاد بالفيلم، خصوصا بأداء هوبكنز فى تصويره للخرف، وحصل الفيلم على ستة ترشيحات لأوسكار.
يذكرنا ترشيح فيلم "مينارى" بالفيلم الكورى "طفيلى" الذى أثار ضجة فى العام الماضى، واقتنص جائزتى أوسكار كأفضل فيلم وأفضل فيلم أجنبى، فيعود مرة أخرى الكوريون، لكن من خلال فيلم أمريكى يحكى عن أسرة كورية مهاجرة إلى الولايات المتحدة، وقد فاز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، وهو أيضا من النوعية الاجتماعية الفكاهية التى تستميل الجمهور، حيث تنتقل أسرة "يى" الكورية الأمريكية من ولاية كاليفورنيا إلى قطعة أرض جديدة فى ريف أركنساس، ويأمل رب الأسرة جاكوب فى زراعة المنتجات الكورية، ويسعى لحفر بئر بنفسه، لكن تحدث مشاكل فى المشروع، وفى هذه الأثناء تزورهم حماته، وتشجع الجدة الصغيرين على زراعة بذور مينارى الكورية ذات الفوائد العديدة، الفيلم مرشح لست جوائز، بما فى ذلك ترشح ستيفن يون الذى يلعب دور جاكوب وهو أول أمريكى من أصل آسيوى يترشح لجائزة أفضل ممثل، وينضم إلى تسعة ممثلين ملونين آخرين مرشحين، وهو رقم قياسى جديد، ربما لإبعاد فكرة التمييز عن الأكاديمية!.
وعن الأرض كذلك يتحدث فيلم "نومادلاند" بمعنى أرض الترحال، من نوعية الدراما وما يعرف بالنيو ويسترن أو الغرب الأمريكى الجديد من تأليف وسيناريو وإخراج الصينية كلويه تشاو، عن سيدة تغادر المنزل لتسافر فى جميع أنحاء الغرب الأمريكى، وفاز بجائزة الأسد الذهبى فى مهرجان البندقية السينمائى الدولى، وأشاد النقاد بالتصوير السينمائى، ونال ستة ترشيحات لأوسكار، بما فى ذلك أفضل فيلم وأفضل ممثلة فرنسيس ماكدورماند بحسب التوقعات أيضا، لتكون أول امرأة تحصل على ترشيحى أفضل ممثلة وأفضل فيلم باعتبارها المنتجة، عن فيلم واحد، وبالفعل فازت مرتين بجائزتى أوسكار كأفضل ممثلة عن دوريها فى فيلمى "فارجو" فى 1996 ثم "ثلاث لوحات إعلانية خارج إيبينج مزيورى" فى 2017، مما يؤهلها للانضمام إلى قائمة من خمسة فنانين فقط فازوا بثلاث جوائز أوسكار: الراحلة إنجريد بيرجمان، والراحل والتر برينان، ودانيال داى لويس، وجاك نيكلسون، وميريل ستريب، وفازت الراحلة كاثرين هيبورن بأربع جوائز أوسكار تمثيلية وهو رقم قياسى، وفازت المخرجة كلويه تشاو بجائزة الكرة الذهبيةكأفضل سيناريو وفيلم سينمائى من نوعية الدراما وأفضل مخرجة، لتصبح أول امرأة وأول امرأة آسيوية تحقق ذلك الإنجاز، وهى مرشحة أيضا لأوسكار أحسن مخرجة.
ويعتبر الفيلم الأمريكى "المرأة الشابة الواعدة" من نوعية الكوميديا السوداء، عن امرأة تسعى للانتقام ممن حولها بسبب إصابتها بصدمة فى ماضيها، ونال الفيلم خمسة ترشيحات لأوسكار، بما فى ذلك أفضل فيلم وأفضل مخرجة الإنجليزية إميرالد فينيل وأفضل ممثلة الإنجليزية أيضا كارى موليجان.
وبالنسبة للفيلم الأمريكى "صوت المعدن" من نوعية الدراما، فيتناول قصة عازف درامز يفقد سمعه بسبب المعدن الثقيل، وأشاد النقاد بالفيلم، خصوصا بأداء البريطانى الذى ينحدر من أصل باكستانى ريز أحمد الذى شارك فى كتابة الفيلم أيضا، والأمريكى بول راجى، بالإضافة إلى تصميم الصوت، ونال ستة ترشيحات لأوسكار، بما فى ذلك أفضل ممثل لأحمد، واسمه الحقيقى رضوان أحمد من مواليد 1982، وهو ممثل ومغنى راب وموسيقى أصبح أول مسلم يتم ترشيحه في فئة أفضل ممثل فى جوائز أوسكار، وخلال مشواره الفنى كسر الحواجز فى 2017 عندما فاز بجائزة "إيمى" كأفضل ممثل عن دوره فى مسلسل "ليلة"، وبرغم انتماء الممثل الأمريكى الأسمر ماهرشالا على الطائفة الأحمدية القاديانية التى لا يقبل علماء المسلمين باعتقادها، فقد اعتبروه أول ممثل مسلم يترشح ويفوز بجائزتى أوسكار كأفضل ممثل مساعد عن فيلمى "ضوء القمر" فى 2017 ثم "الكتاب الأخضر" فى 2019، رغم أن النجم المصرى العالمى الراحل عمر الشريف كان قد سبقه عندما ترشح لجائزة أوسكار أحسن ممثل مساعد عن دوره فى فيلم "لورانس العرب" فى 1962.
نضال حقيقى
الفيلم الأمريكى "محاكمة شيكاغو سيفين" من نوعية الدراما التاريخية يحكى عن مجموعة "شيكاغو سيفين" أو شيكاغو سبعة، وهم من المتظاهرين المناهضين لحرب فيتنام المتهمين بالتآمر والتحريض على أعمال الشغب فى المؤتمر الوطنى الديمقراطى لعام 1968 فى شيكاغو، ويضم الطاقم باقة من النجوم مثل النجم الأمريكى الأسمر المسلم يحيى عبد المتين الثانى والإنجليزى اليهودى الكوميدى ساشا بارون كوهين والنجم الأمريكى المخضرم مايكل كيتون، ونال الفيلم ستة ترشيحات لأوسكار.
وبالنسبة لفيلم "يهوذا والمسيح الأسود" الأمريكى فهو أيضا من نفس النوعية، ويحكى عن تعرض الناشط الأمريكى الأسمر فريد هامبتون للخيانة، وكان رئيسا لفرع حزب "الفهود السود" فى شيكاغو فى أواخر الستينيات، على يد وليام أونيل مخبر مكتب التحقيقات الفدرالى.وأشاد النقاد بالفيلم، وبتوجيهات المخرج الأمريكى شاكا كينج، ونال الفيلم ستة ترشيحات لأوسكار بما فى ذلك الإنجليزى الأسمر دانيال كالويا فى دور هامبتون والأمريكى الأسمر لاكيث ستانفيلد فى دور الخائن أونيل لجائزة أفضل ممثل مساعد.
أما فيلم "مانك" فيعتمد على السيرة الذاتية الفنية هذه المرة، عن كاتب السيناريو الراحل هيرمان دجيه. مانكيفيتش واختصاره مانك وتعاقده برغم إدمانه الكحول، مع النجم الأمريكى المميز الراحل أورسون ويلز فى شبابه لكتابة سيناريو فيلم "المواطن كين"، واحد من أفضل الأفلام فى تاريخ السينما العالمية، وكتب سيناريو الفيلم جاك فينشر فى التسعينيات من القرن الماضى ثم توفى، وهو والد المخرج ديفيد فينشر الذى أكمله، وتم تصويره فى أنحاء لوس أنجلوس بالأبيض والأسود، ونال الفيلم عشرة ترشيحات لأوسكار، بما فى ذلك أفضل الإنجليزى العبقرى جارى أولدمان فى دور مانكفيتش.