Close ad

أزمة التراث الغنائي بين حقوق الملكية والأرباح

23-3-2021 | 14:45
أزمة التراث الغنائي بين حقوق الملكية والأرباحعبدالحليم حافظ
إيمان بسطاوى
الأهرام المسائي نقلاً عن

- أزمة التراث الغنائي بين حقوق الملكية والأرباح

موضوعات مقترحة
- صراع بين الشركات وورثة المطربين لإثبات أحقيتهم بأعمال عبد الحليم وأم كلثوم.. والمستمع يلجأ للإذاعة
- حلمي بكر: ميراث للجمهور
- نادية مبروك: أعمال سيدة الغناء ملك لصوت القاهرة
- منير الوسيمي: الحرب الدائرة لن تمنع وصول أغانيهم النادرة لمحبيهم
- محمد سلطان: التعاقد هو الفيصل.. وفايزة أحمد رفضت أن يحتكر صوتها أحد


لا تزال أزمة احتكار التراث الخاص بمطربى الزمن الجميل محل جدل وخلاف مستمر، حيث تجدد هذا الخلاف بعدما نشبت خلال الساعات الماضية أزمة بين المنتج محسن جابر، ومحمد شبانة على أحقية امتلاك تراث عبد الحليم حافظ، عقب الإعلان عن إقامة حفل غنائى سيذاع فيها أغانى المطرب الراحل والذى سيظهر على المسرح بتقنية الهولوجرام، حيث أصدر جابر على إثرها بيانًا للرد على ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتصريحات لمحمد شبانة حول أحقيتهم بهذا التراث، حيث قال «كنت أتمنى ألا أرد على مهاترات ومغالطات محمد شبانة، إلا أنه يسعدنى أن أوضح أن جميع أغانى الفنان الراحل عبد الحليم حافظ ملكًا خالصًا لشركة صوت الفن، وذلك بموجب عقد الشركة المبرم بين الموسيقار محمد عبد الوهاب، والفنان عبد الحليم حافظ، وكذلك بموجب تنازلات موثقة من المؤلفين والملحنين، مثل الموسيقار محمد عبد الوهاب، والموسيقار محمد الموجي، والموسيقار بليغ حمدي، والشعراء حسين السيد ومحمد حمزة والأبنودى وغيره، وليس صحيحًا ما يذكره محمد شبانة من أنه يملك أغانى عمه الفنان عبد الحليم حافظ، أو أن شركة صوت الفن موزعة لها فقط، والصحيح أن صوت الفن هى المالكة لهذه الأغانى ملكية خالصة، وأن شبانة لا يملك إلا الحصة التى ورثها فى الشركة وهى حصة صغيرة لا ترتقى لحصة حاكمة خاصة وأن المرحومة عليّة شبانة شقيقة الفنان عبد الحليم حافظ وبعض ورثة المرحوم إسماعيل شبانة ورثوا نصف تركة عبد الحليم وباعوا حصتهم فى الشركة لنا، وباع جميع ورثة محمد عبد الوهاب حصتهم فى الشركة أيضًا لنا».

لم تكن هذه الأزمة الأولى التى تنشأ بسبب أحقية التصرف فى تراث المطربين الراحلين، والتى سبق أن حدثت أزمة أخرى بين شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات وبين شركات الإنتاج الخاصة والتى قامت على إثرها الكثير من الخلافات حول أحقية امتلاك التراث الغنائى لأغانى أم كلثوم، وفى السطور التالية يتحدث عدد من الموسيقيين حول أزمة حقوق الملكية والتصرف فى الإرث الغنائى للمطربين الراحلين، والذين عاصروا هذا الجيل من المطربين الكبار، وما إذا كان هذا الصراع سوف يحرم الملايين من المستمعين حول العالم من هذا الفن الذى أبدع الراحلون وأفنوا عمرهم ليتركوا لنا أعمالًا خالدة.

وفيما أثير من جدل أيضًا حول حقوق ملكية التراث الغنائى لكوكب الشرق أم كلثوم بين صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات وإحدى الجهات المعنية بإنتاج الأغاني، قالت نادية مبروك رئيس الشركة: إن القضية حسمت لصالح شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، بأحقية الشركة فى امتلاك هذا التراث الغنائى كاملًا، وما حدث من أحد المنتجين هو قيامه بشن حمله تشكيك ولا أعرف سببها، فالحكم الصادر قضى بأن يعود تراث أم كلثوم لصوت القاهرة هذا التراث الذى يمثل تاريخ مصر وهو يعود لمصر مرة أخرى ويحق لنا امتلاك حرية التصرف فى جميع أغانى أم كلثوم كاملة، ولا يجوز لأى شخص آخر أن يتعدى على هذا الحق.

أضافت: "حصلنا على حكم لصالحنا ولكن حدث استئناف من جانب الخصم الآخر، وتم الحكم بعد الاستئناف بتأييد الحكم مرة أخرى بأحقيتنا فى امتلاك هذا التراث الكبير لأم كلثوم، حيث قضت المحكمة حكما نهائيًا فى يوليو الماضى بأن تراث أم كلثوم ملك لشركة صوت القاهرة".

تابعت: "لم نعط فرصة لأحد للتلاعب أو الاعتداء على هذا التراث، وقمنا بإرسال إنذارات وأرسلنا تنويهًا للمجلس الأعلى للإعلام لمخاطبة القنوات والجهات المعنية وتعريفهم بالحكم الصادر تفاديًا لأن يتعدى أحد على هذا المصنف بدون قصد، ونعطى فرصة للناس ليكون لديهم علم بالحكم وبالفعل هناك أشخاص بدءوا فى التعامل معنا والرجوع لنا فى حالة الرغبة فى الاستفادة من التراث من خلالنا فقط.

أوضحت أن هناك دول عربية بدأت تتعامل مع الشركة فى إذاعة أغانى أم كلثوم وقمنا بإرسال إنذارات لكل شركات المحمول ، بينما اليوتيوب والأغانى التى تطرح عليه لأم كلثوم فيتولى أمرها محامى صوت القاهرة.
بينما قال الموسيقار محمد سلطان: إن الفيصل فى الحرب الدائرة حول الصراع على حقوق الفنانين والمطربين الكبار الراحلين أمثال أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وغيرهم هو العقد، فعلينا أن نتفق أن عقد الاحتكار هو الأساس فى هذا الموضوع، فمثلًا هناك بعض المطربين معروفين أنهم لم يوقعوا عقد احتكار لإحدى الجهات مثل الفنانة القديرة فايزة أحمد.

وأضاف أن عبد الحليم حافظ كان شغله بالكامل مع محمد عبدالوهاب فى شركة صوت الفن، وبالتالى من غير المعقول أن يوقع عبدالحليم حافظ عقد احتكار مع شركة صوت الفن، التى هى فى الأساس شركته مع محمد عبدالوهاب، مؤكدًا أن مَن لديه تنازلات من هذه الأعمال لهؤلاء الفنانين الراحلين عليه أن يخرجها، لأن ما أعلمه وأثق منه تمام الثقة هو أن الفنانة فايزة أحمد لم يحتكرها أحد، بينما عبد الحليم حافظ ربما يكون تنازل أو أن أحد من الورثة تنازل فهذه كلها تكهنات وما يحكمنا فى هذا الموضوع هو المستندات التى يمتلكها طرفى النزاع.

وعن مدى تأثير هذه الحرب على عدم خروج أعمال من تراث الفنانين للأجيال الجديدة قال إن هذا الموضوع لن يؤثر على وصول الأغانى القيمة للجمهور، فالاحتكار لن يمنع وصول التراث، فهى ستصل رغم أنف الجميع لأن هذا التراث موجود فى الإذاعة وملكًا لها، أما العمل التجارى فالناس ليس لها علاقة بالماديات التى تجلبها هذه الأغاني، فهذه لن تمنع من وصول التراث العظيم لأن الراديو والتليفزيون فى كل بيت، وبالتالى من السهل أن تصل الأغنية عن طريق أى وسيلة.

بينما قال الملحن حلمى بكر: إن السبب فى هذه الحرب هو انعدام الأخلاق، فكل شخص يفعل ما يريده، فضلًا عن أنه ليس ميراثًا للأقارب، ولكنه ميراث للجمهور فكون الأقارب لديهم حق التصرف فى هذه الأغانى، فمن الأولى أن يدافعوا عنه فى ظل سرقة الأغانى وتدمير التراث، ولكن كل ما يفرق مع أقارب هؤلاء الفنانين الكبار أن يكون لديهم حق بما يعود عليهم بالنفع المادي.

تابع قائلا: «احتكار الأغانى الخاصة بعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وغيرهما لن يستطيع أن يمنع وصولها للأجيال الجديدة، لأن الغالبية من الجمهور لا يعلم ما ينص عليه القانون وليس معنى أن بعض الأطراف كسبوا القضية هو أنهم امتلكوا التراث، لأن القانون يقول: إن النص يخضع للحن وهو مالك لهذا العمل، والكثيرون لا يعلمون هذا الموضوع لأن بعض الشركات كسبت قضايا مماثلة بطريقة ما، وكان من المفترض أن يكون هناك رجوع لنقابة الموسيقيين وجمعية المؤلفين والملحنين، فكل من استولى على التراث أصبح شريكًا على أنه ناشر وهذه هى اللعبة الجديدة لاحتكار التراث الغنائي».

ومن جانبه، قال الموسيقار منير الوسيمى: إن القانون الدولى تخضع له كل الدول المشتركة فى كل القوانين الصادرة بحقوق الملكية، وهذا القانون يفرض نفسه لأن مصر حاليًا مهتمة للغاية بحقوق الملكية الفكرية، لأنه حاليًا يقوم بسببها حروب بين الدول، وفيما يتعلق بالملكية الفكرية فهو شكل من أشكال التخلف، ولكن لكى يحكم على من يكون صاحب الحق أن صوت القاهرة أحق بتراث بعض الفنانين أو شركات إنتاج خاصة مثل محسن جابر فهو أمر يخضع للقضاء لأن كل واحد من طرفى النزاع يقدم أوراقه وحوزته للملكية طبقا للقانون.

وتابع: "عدم تسوية هذه الأمور لن يعرقل وصول التراث الغنائى إلينا محل النزاع، ولا يمكن أن يؤثر على وصولها إلينا لأن كل الأغانى الخاصة بعبد الحليم حافظ وأم كلثوم كانت الإذاعة المصرية هى شريك أساسى فى عملية إنتاج هذه الأعمال، والإذاعة المصرية كانت قاسمًا مشتركًا فى هذه الأعمال، فالقانون فى هذه الحالة يؤكد أن صاحب الحق هو الشريك الأساسى فى الإنتاج باعتبارها أولى العناصر".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: