Close ad

الروائي عبد الرحيم درويش: الجوائز تشعرنا أن العمر لم يضع هدرا

10-3-2021 | 21:35
الروائي عبد الرحيم درويش الجوائز تشعرنا أن العمر لم يضع هدراعبد الرحيم درويش
صبري زمزم

هناك من الأدباء من يهتم بالبعد الرومانسي في رواياته وهناك من يهتم بالجانب الاجتماعي الذي يناقش قضايا المجتمع، وهناك من يهتم في أدبه باستشراف المستقبل، وكأنه يقرأ في كتاب مفتوح، لكن الدكتور عبد الرحيم درويش جمع بين كل هذه الاتجاهات الأدبية في رواياته وقصصه القصيرة، بعد إنتاج أدبي غزير في سنوات قليلة، كلل مجهوده فيه بالفوز بأكثر من جائزة وكان آخرها جائزة صالون إحسان عبد القدوس الثقافي لعام 2020 عن روايته "أنات الخريف".

موضوعات مقترحة

تحاور "بوابة الأهرام" الأديب للتعرف على مشروعه الأدبي.

• كيف تقدم نفسك للقراء؟

صفتي العلمية الأستاذ الدكتور عبد الرحيم أحمد سليمان درويش أستاذ بكلية الإعلام جامعة بني سويف وكنت وكيلا لها في العام الماضي، وصفتي الأخرى أديب ولي مؤلفاتي الروائية العديدة.

• ماذا عن خبراتك العملية في مجال الجامعة والعمل الأكاديمي؟

درَّست في مصر بعشر جامعات منها :جامعة القاهرة وعين شمس والمنصورة ودمياط والمنوفية وبني سويف، كما درَّست خارج مصر بجامعات كلٍ من قطر والمملكة الأردنية الهاشمية، والإمارات العربية المتحدة، ولي عشرة من الكتب العلمية في مجالات الإعلام والدراما والاتصال.

• ما أهمية الجوائز بالنسبة للمبدع وما إحساسك عندما علمت بفوزك بها؟

شعرت بسعادة بالغة وفرحة كبيرة، فالجوائز تؤكد للكاتب أنه على الطريق الصحيح، كما أن الجوائز تشعر الكاتب بأن هناك من يتابعه ويُقيِّم أعماله ويشير إليه قائلا: هذا كاتب مهم ومتميز فانتبهوا له، والجوائز تشعر الكاتب أيضا أن عمره لم يضع هدرا، وأن هناك من يهتم بأعماله، ويوجه الآخرين لقراءته.

• ما الجوائز التى حصلت عليها في مشوارك الأدبي؟

هناك جوائز عديدة حصلت عليها، فلقد حصلت على جائزة النشر باتحاد كتاب مصر العام الماضي 2019، وحصلت هذا العام 2020 على جائزة إحسان عبد القدوس. ولكن سبق ذلك جوائز أخرى، فقد حصلت على جوائز من قبل فقد حصلت في عام 1988 على جائزة أفضل قصة عندما كنت طالبا في كلية الإعلام بجامعة القاهرة بالفرقة الأولي بقصتي "ونفذ سهم القدر".

• قلت إنك حصلت على أول جائزة لك في حياتك عام 1988 فماذا يعني لك هذا العام وماذا تعني لك هذه الجائزة؟

فرحتي بهذه الجائزة كانت بلا حدود، فعام 1988 كان فارقا ليس في حياتي فحسب، بل وفي حياة الأدب العربي بأسره؛ حيث فاز أديبنا العظيم الأستاذ نجيب محفوظ بجائزة نوبل، وقد انبهرت به أيما انبهار فلقد كنت أحبه وأشاهد الأفلام التي أخذت عن رواياته، وكنت قد قرأت له وأنا في أيام الدراسة الثانوية اللص والكلاب وزقاق المدق، وأحببته حبا جما، واتخذته مثلا أعلى، وعندما درست مادة الأدب العربي الحديث والأدب الإنجليزي الحديث بكلية الإعلام جامعة القاهرة، تأكدت أنه أفضل من تشارلز ديكنز. وكان يدرسها لنا الأستاذ الدكتور العلامة عبد المحسن طه بدر رحمه الله، وعندما أخبرته أني سأعد بحثا عن نجيب محفوظ وسأقابله. سخر مني زملائي،، ولكن حدثت المعجزة، والتقيته.

• كيف كان لقاؤك بالأديب العالمي نجيب محفوظ؟
قمت بتعريفه بنفسي قائلا: لست صحفيا ولا كاتبا ..أنا طالب بكلية الإعلام جامعة القاهرة بالفرقة الأولى. فابتسم وقام من مكتبه واحتضنني وربت على كتفي وأكسبني ثقة بنفسي.

• على المستوى الإنساني ماذا تعلمت منه؟
رحمه الله وجزاه عني خيرا لقد علمني أن التواضع وحسن الخلق والطيبة والبشاشة أهم ما يميز الإنسان والأديب يجب أن يكون إنسانا، وتأثرت جدا بعظمته وحسن لقائه وكدت أبكي... فمن أنا حتى يقابلني هذا العملاق هرم مصر الرابع بهذه الحفاوة؟!

• ما أحب أعمالك الأدبية إليك؟
لا أكون مبالغا إذا قلت كلهم أبنائي، فأنا أحبهن جميعا. صحيح أن "نفوس متمردة" ابنتي البكر وأحبها جدا وقد أكون أنا صاحب شخصية إبراهيم متعب مرزوق بطلها، ولكن بعد أن أصبح لها أخوة وأخوات كثر أصبحت أميل أكثر إلى آخر رواياتي والتي فزت من خلالها بجائزة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس وهي رواية "أنات الخريف".

• من هو بطل روايتك الغيبوبة؟
أنا أعشق روايتي الغيبوبة فأنا بطلها "الدكتور سلطان عبدالغني" ذلك الأستاذ الجامعي صاحب الأبحاث العلمية العالمية، الذي لا يجد ما يكفي متطلبات أسرته البسيطة، برغم نبوغه العلمي في حين يجد فنانين وفنانات يكسبون الملايين من أعمال لا ترتقي في القيمة والأهمية لنتاجه العلمي ودوره الأكاديمي كمعلم يتخرج من تحت يديه أجيال من الطلاب والعلماء. وكادت تتحول لعمل سينمائي لولا اختلافي مع المنتج وإصراري على أن أكتب السيناريو والحوار بنفسي حتى لا يجردها أحد من إطارها الفكري.

• وماذا عن روايتك المثيرة للجدل "اثنان أربع ستات"؟

هي رواية أقرب إلى الخيال الاجتماعي أستشرف فيه مستقبل العلاقة بين الرجل والمرأة في القرن السابع والعشرين الذي أعتبره في هذه الرواية قرن تمكن المرأة التام من كل شئون المجتمع، وبرغم ما سببته لي من مشكلات في عملي الأكاديمي، وتسببت في إيقافي عن العمل وحرماني من الترقية فإنني أعتز بها وأظن أن كثيرا من الناس يحبونها وقيل لي إنها أفضل أعمالي، وقد كانت "بوابة الأهرام" أول من نشر عن هذه الرواية في 2017 وتنبأت بأن تثير كثيرا من الجدل على المستويين الأدبي والاجتماعي وهو ما قد حدث بالفعل.

• ما الأسس التي بنيت عليها وجهة نظرك المستقبلية؟
بناء على ما يحدث في العصر الحالي وخلال آخر خمسين سنة، من تمكين للمرأة تحت مسمى حقوق المرأة، وتعديل قوانين الأحوال الشخصية التي أصبحت في صف الزوجة على طول الخط، وقانون الشقة من حق الزوجة، وقانون الخلع وغيرهما من القوانين، فإذا أخذنا الخط على امتداده بنفس الوتيرة التصاعدية فأحسب أن المرأة في القرن السابع والعشرين وربما قبله ستكون هي المتحكمة في كل شيء سواء داخل البيت أو خارجه.

• هل أنت بالفعل عدو المرأة ولذلك كتبت هذه الرواية، استكمالا لتدويناتك في "سويعات الجمعة" التي تكيل فيها النقد للنساء بشكل عام وللمرأة المصرية خاصة؟
على العكس تماما فأنا أحب المرأة حبا جما، بل لا أكذب لو قلت إنني أعشق المرأة وأتيَّم بها وأهيم بها حبا، خصوصا المرأة المصرية العظيمة، فكيف أكره المرأة وهي أمي العظيمة التي أحبها حبا لا يدانيه حب. فأمي كانت أمية لا تقرأ ولا تكتب، ولكنها كانت تحفظ القرآن الكريم وتعلمنا، وأمي كانت مثالا للمرأة المصرية البسيطة التي حافظت على بيتها وأخرجت للمجتمع ستة أبناء تخرجوا في الجامعة جميعا.. وقد تحملت كثيرا وتألمت في صمت لتربينا كما كانت تدافع عنا وعن بيتها بكل شراسة ليستقيم وينشأ أعضاؤه في محبة وسلام، فكيف أكره المرأة وقد علمتني امرأة في كل مراحلي التعليمية وكيف أكره المرأة وحبيبتي امرأة وأختي وتلميذتي وزميلتي امرأة؟
ولكني بالطبع أكره من المرأة عموما بعض صفاتها التي تتنافي مع طبيعتها. أكره المرأة القاسية الظالمة المنحرفة عن الطبيعة السوية، باختصار: المرأة بالنسبة لي هي الحب والسكن والأمان والرحمة. أقصد المرأة هي الحياة.

• ما التقنيات الجديدة في روايتك "أنات الخريف" التي فزت بالجائزة من خلالها؟
روايتي "أنات الخريف" فيها تجربة جديدة ومختلفة عن سابقاتها، حيث يتعدد فيها الرواة وذلك ما يعرف بتعدد الأصوات فكل شخصية فيها تروي عن نفسها وعمن حولها فتتعدد الرؤى.

• ماذا تريد أن تقول من خلال أنات الخريف؟
الرواية تعرض لما يصيب الأسرة من تدمير إثر طلاق الزوجين وما يعانيه الضحايا الحقيقيون وهم الأبناء من حرمان من أبيهم بحكم قانون الرؤية الذي لا يتيح له فرصة رؤيتهم بشكل طبيعي وسط عائلتهم الطبيعية التي هم امتداد لها وقصر الرؤية على ساعتين فقط خارج حدود المنزل.

• ماذا في جعبتك من روايات الفترة القادمة؟
جعبتي ملأى وجرابي لا تنفد سهامه، فأنا أكتب حاليا عدة روايات بالتوازي وأتمنى أن يمتد بي الأجل لأنتهي منها جميعا. فلدي روايات: الجريحان، بيت العنكبوت، النافذة، وقسوة. وأدعو الله أيضا أن يكتمل بنيان روايتي بنت العطار في ذهني.

• ما أمنيتك في هذه الحياة؟

على المستوى العام أتمني أن تهتم الدولة بالكتاب وبالمؤلفين وتنشر لهم كما أتمني أن تدعم الدولة الكتاب كما تدعم الخبز، لتعود لمصر قوتها الناعمة في كل المجالات وخصوصا في مجال العلم والأدب. أما على المستوى الشخصي فأتمنى أن تترجم رواياتي إلى لغات مختلفة، كما أتمنى الحصول على جوائز أخرى عربية وعالمية فصدقني أنا أحاول أن أكتب وأن أجيد وعلى الله قصد السبيل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: