مقابر "الحواويش" تبعث قصة "حم مين" أمير الصعيد والصائد الأعظم في البر والنهر| صور

"الحواويش" هى جبانة المقاطعة التاسعة "منو" من مقاطعات الوجه القبلي فى العصور المصرية القديمة، والموجودة بالجبل الشرقي، حيث تضم الحواويش في الناحية الشرقية منها جبانتان، ويفصل بين الجبانتين مسافة 2كم تقريباً، وتقع مقابر الحواويش على بعد 7 كم من إخميم، وهي إحدى قرى مركز أخميم، وتبعد عن سوهاج بحوالي 10كم.

وافتتح الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، خلال جولته التفقدية للأماكن السياحية بمحافظة سوهاج الجمعة الماضية، عددا من مقابر منطقة مقابر "الحواويش" الأثرية بمدينة ومركز أخميم شرقي الإقليم، وهي ثاني افتتاحات الزيارة.

الدكتور الأثري محمود الحصري يقول فى تصريحات خاصة لــ"بوابة الأهرام "إنه بالنسبة للتل الأثري فى الحواويش، فقد تضمن ذلك التل ثلاثة أديرة قبطية تعرف بالدير البحري والدير الأوسط والدير القبلي، وقد استخدم ذلك التل منذ بداية ما قبل التاريخ ومروراً بالعصور المصرية القديمة، ثم اليوناني والروماني والقبطي".

وعن آثار الحواويش يؤكد الحصري فى تصريحاته أنها تضم جبانة أولى وهى تقع أسفل هضبة، وتشير الشواهد الأثرية إلى أن هذه الجبانة قد استخدمت منذ عصر ما قبل الأسرات، وخلال العصر الفرعوني، والعصرين اليوناني والروماني، ثم العصرين القبطي والإسلامي، وقد تعرضت مقابر هذه الجبانة للنهب والتدمير عبر التاريخ .

أما الجبانة الثانية فهى تضم مئات المقابر المنقورة في السلسلة الجبلية الشرقية، وهي تعتبر جبانة مدينة أخميم عاصمة الإقليم التاسع من أقاليم مصر العليا، وتخص المقابر الذي يصل عددها لحوالي 900 مقبرة لكبار الموظفين والكهنة في عصر الدولة القديمة وعصر الانتقال الأول، وكانت بعض المقابر منقوشة، في حين خلت معظم المقابر من أية نقوش.

ويوضح محمود الحصري أنه قد عُثر في بعضها على لوحات جنائزية، وآثار أخرى كثيرة، وتلقى مناظر ونصوص بعض المقابر الضوء على الحياة في أخميم، ويتضمن بعضها سجلات لأسر بعينها، والمهن التي مارستها، ومن بين المقابر الهامة مقبرة "حم مين" وكان حاكماً للصعيد، ونائبا للملك في أواخر الأسرة الخامسة، وكان مقره أخميم، وتولى المنصب من بعده بعض أفراد أسرته، وتشير مناظر مقابر الحواويش إلى اهتمام شديد بالفن من قبل حكام أخميم.

فى مقبرة حاكم الصعيد أو الجنوب "حم مين" مناظر بديعة لصاحب المقبرة، وهو يقوم بالصيد فى النيل، ومنظر آخر وهو يقوم بالصيد فى الأحراش، وقيامه بصيد الطيور، وقد لُقب بألقاب عديدة، بالإضافة لكونه أميرا، ومن ضمن تلك الأقاب "المسئول عن خزانة حبوب القمح ". 

ويوضح محمود الحصري أن من ضمن مقابر الحواويش مقبرة "تتى إقر" الذى عاش في الأسرة السادسة، وتلقى مناظر ونصوص مقبرته الضوء على الحياة الإدارية واليومية في هذه المنطقة.

ومن أشهر المنقبين الذين زاروا المنطقة على فترات "فلندرز بتري" فى القرن التاسع عشر، والأثري "بوريانت"، والمصري "نجيب قنواتي" الذي نفذ الكثير من الاكتشافات والحفريات فى المنطقة قبل ارتحاله لأستراليا.