أطلقوا عليه "واعظ السينما المصرية".. كما أطلق عليه النقاد "الفنان الخجول" و"خلوق السينما المصرية " و"صديق المشايخ" و"الشيخ حسين"، نظرا لطبيعة الأفلام ذات الطابع الاجتماعي والذي يبث من خلالها قيمًا ومباديء عليا.. إنه الفنان الراحل والمنتج حسين صدقي الذي نحتفي اليوم الثلاثاء بالذكرى الـ 45 على رحيله.##
موضوعات مقترحة
في حي الحلمية الجديدة ولد الفنان حسين صدقي في 9 يوليو 1917، وخلال دراسته في مدرسة الابراهيمية مع زملائه جورج أبيض، وعزيز عيد، وزكي طليمات، بدأ يتعلق بالفن، فقرر دراسته في الفترة المسائية بقاعة المحاضرات، وحصل على دبلوم التمثيل بعد عامين من الدراسة.##
كان يرى أن الفن رسالة يمكنه من خلاله معالجة القضايا الاجتماعية التي عاصرها في هذا الوقت خاصة في ظل تربيته الدينية التي ربته عليها والدته التركية، بعد وفاة والده وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره، وانعكست هذه التربية على طبيعة الأدوار التي أدها في السينما، والقضايا التي كان يعالجها في أفلامه.##
في أواخر الثلاثينيات اقتحم الفنان حسين صدقي عالم السينما وقدم مجموعة من الأفلام الهادفة منها:" العامل ، والأبرياء".
خلال مشواره الفني شارك وانتج ما يقرب من 32 فيلمًا سينمائيًا عالج من خلالها العديد من المشكلات و من أبرزها العامل ، "الأبرياء" ، "ليلى في الظلام "، "المصري افندي" ، "شاطيء الغرام" ، "طريق الشوك" ، "الحبيب المجهول"، سيف الله خالد بن الوليد والذي قدم فيه الشكر للرئيس انور السادات عندما كان رئيس المؤتمر الإسلامي وقبل أن يصبح رئيس مصر.##
خلال مشواره الفني شكل حسين صدقي وليلى مراد ثنائياً رائعا، حيث اشتركا في عدة أفلام تحمل طابعًا رومانسيًا لعل أشهرها فيلم "ليلى في الظلام" عام 1944ثم قاما ببطولة فيلم "شاطئ الغرام"، و "آدم وحواء" ، كما اشتركا معا في آخر أفلام ليلى مراد في السينما فيلم "الحبيب المجهول"، حى أثيرت الأقاويل والشائعات عن وجود علاقة حب بينهما. ##
أسس حسين صدقي الشركة السينمائية "افلام مصر الحديثة" كما أنتج وأخرج عددًا من الأعمال السينمائية وكان يرى أنه يجب مواجهة الغزو الفني الأجنبي الذي بدأ يتسلل إلى المنطقة العربية من خلال إنتاج أفلاما تستخدم أحدث التقنيات في ذلك الوقت وتصدير الأفلام المصرية والعربية لهم أيضا.##
في سيتينات القرن الماضي قرر حسين صدقي الاعتزال، وفكر باستكمال مشوار الإصلاح الاجتماعي عن طريق البرلمان حيث ترشح وأصبح عضوا فيه، ونتيجة لعدم استجابة الحكومة للمشروعات والقضايا التي كان يتصدى لها، قرر ألا يخوض التجربة مرة ثانية، واكتفى بالحياة مع أسرته وأصدقائه.##
على الرغم من الأفلام الجادة والسينما"النظيفة" التي اشتغل عليها طيلة مشواره إلا أنه أوصى قبل وفاته بحرق كل أفلامه إلا فيلما واحدا حيث قال لأولاده: "أوصيكم بتقوى الله واحرقوا كل افلامي ما عدا سيف الله خالد بن الوليد."
اشتد المرض على حسين صدقي ، ومن تدابير القدركان صديقه الإمام الأكبر شيخ الأزهرعبد الحليم محمود - في ذلك الوقت – في زيارة له حيث لقنه الشهادة، ليلقى بعدها ربه في مثل هذا اليوم من فبراير1976.## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ##