نظرة واحدة على سيرة الفنان التشكيلي الإسباني الشهير "سلفادور دالي" أحد أبرز أعلام السريالية في تاريخ الفن، والمعروف بلوحاته الشهيرة" Melting clocks" و The Persistence of Memory وغيرها، ستقودك إلى حقيقة وقوفه على "شعرة" بين العبقرية والجنون.
موضوعات مقترحة
حكاية مغلفة بالغرائبية والفوضوية والعبقرية، نسعيدها اليوم السبت في ذكرى رحيله الـ31، وهي حكاية مليئة بالإثارة في ظل صعوبة طبيعة شخصيته غريبة الأطوار، التي تأرجحت دائمًا ما بين العبقرية المفرطة والاضطراب النفسي، بالإضافة إلى الفوضى العارمة والنرجسية.
أقرب الأبواب للتعرف على غرائبية عقل "سلفادور دالي" هما كتابان يشكلان سيرته الذاتية، ويعتبران دليلاً لكل قارئ للتجول وسط كل هذه الفوضى، الأقل شهرة بين الكتابين، صدر في عام 1964م، تحت عنوان "يوميات عبقري في باريس"، وهو مأخوذ من دفتر يومياته الذي يغطّي المرحلة الممتدة من عام 1953م إلى 1963م من منتصف حياته، أما الكتاب الثاني فهو الأكثر شهرة على الإطلاق وهو "الحياة السرية لسلفادور دالي" والذي يُعتبر من أكثر الكتب إثارة أيضًا.
الأسرار تتجلى من الملامح الجانبية لسيرة الإسباني العبقري في مراحل الطفولة ومساراته الجانبية بعيدًا عن الفن التشكيلي، والتي لعبت دورًا أساسيًا في صنع عبقريته الفنية.
"سلفادور فيليبي خاثينتو دالي إي دومينيتش" الشهير بـ سلفادور دالي من مواليد 11 مايو 1904م، بفيجيراس، في إسبانيا، واستطاع طوال 85 عامًا عاشها في حياة حافلة أن يرسخ لاسمه كواحد من أهم فناني القرن العشرين، وأحد أعلام المدرسة السريالية، رغم أنه عاش في صدام دائم مع المجتمع في ظل إصراره على إنتاج أعمال فنية بالغة الغرائبية بموضوعها وتشكيلاتها.
تأرجحت طفولة "دالي" بين محورين أساسيين كان لهما أبلغ الأثر عليه طوال حياته فيما بعد، المحور الأول هو الشعور بالاضطهاد والقائم على أنه ولد بإسم أطلقه عليه والديه، بعد وفاة الأخ الأكبر الذي سبقه وكان يحمل نفس الاسم، وهو ما جعل "دالي" يشعر في العديد من الأوقات بأنه مجرد بديل في حياة والديه، وهو الأمر الذي ربما يكون صحيحًا، لكن حساسيته المفرطة هي التي رسخت لديه هذا الشعور، أما المحور الثاني فكان على النقيض، هو تمتعه في نفس الوقت برفاهية كبيرة في الطفولة، فقد ولد وسط أسرة ثرية، وكان والداه يوفران له كل مطالبه، وربما نتيجة لدلاله المبالغ فيه، عُرف عنه السلوك الطائش منذ الطفولة والذي استمر معه طوال حياته، لكن هذا الاندفاع نتج عنه أيضًا براعته في العديد من الأعمال وفروع الفن، فدالي عمل كرسام، ونَحّات، وكاتب، وممثل، ومخرج أفلام سينمائية، وكاتب سيناريو، ومصور!، والعجيب أنه نجح في تحقيق النجاحات في أغلب تلك الفروع الفنية.
في كل انتقال أيضًا لدالي طوال حياته خارج إسبانيا، يظهر بوضوح إصراره على الصدام الدائم، فعلها وسط رواد الحركة السريالية حتى طردوه منها فصرخ صرخته الشهيرة، "أنا هو السريالية"، فعلها في نيويورك في الثلاثينيات، وفعلها مع صعود هتلر عالميًا في الأربعينيات، وفي باريس وروما كانت الضجة الهائلة تصاحب فعله الفني المبدع في كل مكان.
الفنان التشكيلي الإسباني الشهير "سلفادور دالي" الفنان التشكيلي الإسباني الشهير "سلفادور دالي" الفنان التشكيلي الإسباني الشهير "سلفادور دالي"