قال المهندس طارق الملا، وزير البترول، إن مصر ستوقع اتفاقًا مع قبرص لربط حقل أفروديت بمصر خلال الأسابيع المقبلة، موضحًا أن الخطط متوسطة وطويلة الأجل تجعل من الحتمية ربط حقول البحر المتوسط الخاصة بإنتاج الغاز وعلي رأسها حقلا أفروديت في قبرص وظُهر المصري مع محطات إدكو ودمياط، لتحويل مصر إلى مركز إقليمي في المنطقة؛ لإعادة تصدير الغاز المسال لأوروبا.
موضوعات مقترحة
وأكد خبراء البترول والغاز، أن ذلك الربط كله فوائد اقتصادية، تعود على الاقتصاد المحلي، حيث سيسهم ذلك في تشغيل مصانع تسييل الغاز في إدكو ودمياط، ما يوفر فرص العمل ويرفع صادراتنا لدول أوروبا، ويعزز من دور مصر كمركز إقليمي لتجارة الغاز، مطالبين بتحقيق أقصى استفادة ممكنة من ذلك الربط، بخاصة أن هذه الدول ليس أمامها وسيلة أو دولة أخرى لتسييل الغاز وتصديره إلا من خلال مصر.
وقال الدكتور تامر أبوبكر، رئيس غرفة البترول والتعدين باتحاد الصناعات المصرية، إن الجدوى الاقتصادية من هذا الربط، يساعد على تأمين احتياجات مصر من الغاز، بخاصة أن مصر تستخدم المازوت بدلاً من الغاز الطبيعي، فضلاً عن أن مصر تستورد مازوت أيضًا لتلبية احتياجاتها.
وأضاف في تصريحات لـ"بوابة الأهرام"، أن هذا الربط يعزز من استغناء مصر عن المازوت، بخاصة أن سعر الأخير أعلى من الغاز الطبيعي، ومن ثم أي غاز يأتي إلى مصر من جيرانها وبواسطة خطوط الأنابيب، يمثل إضافة للاقتصاد المصري؛ لأن مصر تستهلك مازوت في حدود 10 ملايين طن.
وأشار إلى أن استخدام الغاز الطبيعي في المعدات يزيد من العمر الافتراضي للآلات، بينما يعمل المازوت على تآكل المعدات، كما أن هذا الربط يعزز من فرص مصر كمركز إقليمي لإعادة تصدير الغاز في منطقة البحر المتوسط عن طريق وحدتي الإسالة في إدكو ودمياط لدول أوروبا.
وقال الدكتور محمد سعد، رئيس جمعية مستثمري الغاز، إن هذا الربط كله منافع لمصر، بخاصة أن مصانع تسييل الغاز لدينا متوقفة، ولا تعمل لعدم وجود الغاز الذي تقوم بتسييله، ومن ثم هذا الربط يعزز من شراء مصر للغاز القبرصي بأسعار بخسة وزهيدة، فتلك الدول ليس لديها مصانع تسييل، ثم تبيعه مصر بأعلى الأسعار، بجانب تشغيل المصانع المصرية، وزيادة فرص مصر لتصدير الغاز.
وأضاف في تصريحات لـ"بوابة الأهرام"، أن ربط حقول الغاز بمحطتي إدكو ودمياط، يمثل دخلا قومي للدولة من كل الاتجاهات، لأنه يعمل على تشغيل المصانع وكذا تشغيل العمالة وزيادة الصادرات إلى أوروبا، ومن ثم الحصيلة الدولارية المتدفقة للبلاد، وذلك لأن مصر ستكون مركزًا إقليميًا أي تبيع وتشتري وتخزن كما تشاء، دون النظر سنشتري من أي دولة.
من جانبه، قال الدكتور رمضان أبوالعلا أستاذ الطاقة وخبير البترول، إن هناك دولا كثيرة ليس لديها وسائل أخرى لتسييل الغاز أو تصديره إلا عن طريق مصر، التى تتمتع ببنية تحتية رائعة وملائمة، وبالتالي يجب أن تستغلها لتحقيق أقصى استفادة من هذا الربط مع الحقول، مشيرًا إلى أن المكاسب التي نحققها حاليًا هي نجاح مصر في فرض نفسها كمركز إقليمي للغاز، وكذا تشغيل مصانع التسييل في إدكو، والذي تمتلك فيه مصر نحو 24%.
وأوضح أن مرور الغاز بمصر، يساعد الدولة على سد احتياجاتها قبل تصديره لدول أوروبا، لافتا إلى أن مرور الغاز الخاص بتلك الدول من مصر، يعد مرورًا اضطراريًا وبالتالي يجب أن نحقق أقصى استفادة ممكنة.