قال أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، على أهمية مبادرة الحزام والطريق، واصفا إياها بأنها "نموذج للعلاقات القائمة على العدالة والتكافؤ".
موضوعات مقترحة
وصرح النجار في حوار حصري، أجرته معه وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" بأن مبادرة الحزام والطريق تكمن أهميتها بالنسبة لمصر، وبالنسبة للعالم عموما، في أنها تطرح نموذجا للعلاقات القائمة على العدالة والتكافؤ، وليس على السيطرة والاستحواذ، مضيفا أن "هذا أمر مهم للغاية بالنسبة لأي دولة تبحث عن العدالة في العلاقات الدولية".
وتابع "مصر مؤمنة ومؤيدة بشدة لمبادرة الحزام والطريق (الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 )".
ولفت النجار، إلى أن مصر تعد عنصرا رئيسيا في تطبيق المبادرة، سواء في المنطقة العربية أو في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن "مصر ترغب بالفعل في أن تكون العلاقة بينها وبين الصين قائمة على هذه العدالة والتكافؤ من خلال تحقيق التوازن، فالصين لديها فائض هائل في التجارة السلعية، ونحن بالمقارنة نريد أن يكون هناك سياح صينيون واستثمارات صينية في مصر. هذا يمكن أن يحقق أو يساعد على تحقيق التعادل أو التوازن في العلاقات بين الدولتين".
وفي معرض تعليقه على العلاقات الحالية بين البلدين، قال النجار، إنها تنتقل الآن إلى علاقات إستراتيجية، لأن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لم يقم بزيارة أي دولة مرتين خلال سنتين إلا الصين، كما شارك في قمة هانغتشو لمجموعة العشرين.
وأضاف، أن "هناك توافقا بين المواقف السياسية لمصر والصين، وكل دولة من الدولتين قائمة في علاقتها مع الدول الأخرى على احترام السيادة وعدم التدخل".
ولفت النجار، وهو خبير اقتصادي أيضا، إلى أن مصر لديها إمكانات هائلة لتطوير علاقاتها الاقتصادية مع الصين، في إطار مبادرة الحزام والطريق، الذي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، مفسرا ذلك بقوله "إننا دولة مستوردة للاستثمارات، والصين دولة مصدرة للاستثمارات، ونحن دولة لديها إمكانيات سياحية كبيرة، والصين يخرج منها عدد كبير من السائحين إلى الخارج".
وأضاف "نحن دولة لديها قاعدة مواد خام معدنية ومحجرية قابلة للاستثمار، والاستثمارات الصينية يمكن أن تقوم بدور كبير في هذا الصدد، على أساس تبادل المنافع، كما أن لدينا قناة السويس، وهي ممر ملاحي عالمي، والصين لديها جزء أكبر من التجارة العالمية يمكن أن ينتقل عبر هذا الممر".
وذكر رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام"، أن هناك حاليا ترحيبًا هائلًا بالاستثمارات الصينية في مصر، على أساس تحقيق المنفعة المتبادلة، معددا مزايا مصر، ومن بينها قوة عاملة ضخمة ومواد معدنية ومحجرية وشواطئ قابلة للاستثمار العقاري والسياحي والاستزراع السمكي في البحار المفتوحة وقطاع زراعي ضخم، مؤكدا أن "مصر لديها إمكانيات هائلة للاستثمارات".
وأشار في نفس الوقت، إلى أن الصين تمتلك بالفعل إمكانية ضخ استثمارات لتتواجد في السوق المصري مباشرة، وتستطيع بذلك الاستفادة من عدم وجود تكاليف للنقل والتأمين، وبالتالي تصبح سلعها أكثر قدرة على المنافسة في السوق المصري.
كما نوه إلى أن مصر لديها أيضا منطقة تجارة حرة مع الدول العربية ومع إفريقيا ومع أوروبا، ومن ثم فإن أي استثمار صيني سيتواجد في مصر سيدخل بشكل حر، وبدون جمارك، وبقدرة تنافسية عالية إلى السوق المصري والعربي والإفريقي والأوروبي.
أما في المجال المالي، فقال النجار، إنه في البداية كانت مصر والصين تضطران إلى التعامل بعملة ثالثة هي الدولار أو اليورو، ولكن في الوقت الحالي أصبح من الممكن أن تتعامل مصر والصين باليوان الصيني، لأنه صار عملة دولية وعملة مدرجة في وحدة حقوق السحب الخاصة، وحصتها في وحدة حقوق السحب الخاصة أعلى من الين الياباني من الإسترليني البريطاني".
وأضاف، أن مصر تستخدم اليوان حاليا في جزء من تجارتها الخارجية، ومع الصين تحديدا، وفي الانتقال عبر قناة السويس.
وفي الوقت ذاته، أوضح الاقتصادي المصري، أن قدوم السياحة والاستثمارات الصينية إلى مصر، ونقل البضائع الصينية عبر قناة السويس، يمكن أن يسهم في معالجة مسألة الفائض التجاري الصيني الكبير، مجددا تأكيده على الرغبة المشتركة لدى مصر والصين في تطوير علاقاتهما الثنائية، ولكن أن تكون العلاقات متوازنة عادلة، وفقا لنموذج طريق الحرير القائم على العدالة والتوازن.
ولدى حديثه عن التعاون الإعلامي الثنائي، شدد رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام" على أن أهمية التعاون الإعلامي تكمن في أنه يقدم لكل شعب من الشعبين صورة حقيقة وواضحة ومباشرة عن الشعب الآخر بدون وساطة.
وقال، إن الإعلام يلعب دورا مهما في معالجة أي مشكلات في العلاقات من خلال محاولة وضعها أمام المسؤولين في مصر والصين، حتى يمكن حل أو معالجة هذه المشكلات.
وكان رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام"، وصل إلى الصين للمشاركة في الدورة الأولى لمنتدى التعاون الإستراتيجي الصيني ــ المصري، الذي عقدت في جامعة بكين يوم (السبت)، حيث ألقى أحمد السيد النجار خطابا رئيسيا في افتتاح المنتدى بعنوان "الاقتصاد السياسي لمبادرة الحزام والطريق: نموذج العلاقات المصرية ــ الصينية".