Close ad

مصرية فوق" كليمنجاروا" أعلي قمة افريقية

11-11-2010 | 18:27
شيماء عبد الهادي
أن تتسلق الجبال عليك أن تكون مغامرا وتمتلك شجاعة كبيرة لتعيش أياما وأنت معرض للشئ ونقيضه في ذات الوقت البرودة القارصة وحرارة الشمس الحارقة.. الليل والنهار.. الحيوانات الأليفة والمتوحشة..أروي محمود واحدة ممن عشقوا الجبال لكنها لم تكتف كغيرها من المصريين بالنظر إلي الجبال الشاهقة في سيناء والبحر الأحمر، فقد عشقت فعل كل ما هو غير متوقع. وغامرت بتسلق أعلي قمة جبلية في افريقيا، قمة جبل" كليمنجاروا" وتقع علي ارتفاع 5895 مترا فوق سطح البحر.. عند ارتفاع تحليق الطائرات.
موضوعات مقترحة

أروي هي كاتبة صحفية تعمل بشكل غير متفرغ مع عدد من الجرائد الأجنبية وحصلت مؤخرا علي درجة الماجستير من الجامعة الأمريكية حول دور حزب الله في حرب يوليو 2006.
شهور طويلة قضتها"أروي" في الاستعداد للمغامرة ضمن مجموعة تتكون من 26 متسلقا من جنسيات مختلفة، برئاسة عمر سمرة،أول مصري واصغر عربي يبلغ قمة إيفرست. ومعهم 20 مرشدا للجبل وما يقرب من 80 مساعدا لحمل الطعام والخيم.
بدا لها كليمنجاروا"هادئ الطباع" لا يحتاج سوي لقدمين وعصا الإتكاء علي الأرض ، فلم يترك لتفكيرها مجالا للتخوف من التأثير السلبي علي الجسد، حين تقل نسبة الأكسجين في الهواء وتتعطل نشاط العضلات.
تركت أروي وسادتها الناعمة وفراشها الدافئ وحزمت أمتعتها وتوجهت إلي الطائرة التي تقلها إلي نيروبي، ومنها إلي أروشا بتنزانيا، حيث جبل كليمنجاروا، دون أن تتوقع شيئا من المغامرة سوي ما حكي لها ممن سبقوها، فتسلق الجبال هو تجربة تخص صاحبها.
في ليلتها الأولي، عند أروشا، تناولت أقراصا تقي الجسم من الأعراض التي قد تسببها الإرتفاعات الشاهقة. بالإضافة إلي عدد هائل من التطعيمات ومنها تطيعم ضد الملاريا.
بعد ساعتين من أروشا، وصل الفريق إلي سفح جبل كليمنجاروا عند مدخل ماتشامي، علي ارتفاع 1800 متر فوق سطح البحر، وهو أحد 6 طرق يمكن أن يسلكها المتسلق نحو القمة، لكنه أجملها، من حيث الطبيعة الخلابة والنباتات النادرة التي تملأ الجبل.
تقول أروي" بولي بولي.. أي رويدا رويدا هو القانون الأول الذي يتبعه كل من يريد الوصول إلي القمة ".
علي ارتفاع 3000 متر كان وصولهم أول مخيم، عندها بدأ الفريق المرافق في الإحتفال برقصات وأغاني" لم نفهم منها سوي جامبو وهي التحية، وهاكونا ماتاتا وتعني مفيش مشكلة".
الخيم المحمولة هي وسيلة الحياة فوق الجبل، أحدها لتلبية نداء الطبيعة " حمام محمول" والأخري للنوم تقول" كنت أضع كيس نومي بجانب كيس نوم رفيقتي في الخيمة ونضع أغراضنا حولنا لنستفيد من حرارة اجسامنا في البرودة القارصة".
في اليوم الثالث والرابع بدأ الفريق في التسلق التأهيلي للمرتفعات، فكان عليهم الصعود إلي ارتفاع 4700 مترا، ثم الراحة قليلا والعودة مرة أخري إلي ارتفاع 3950 والمبيت في مخيم بارانكو، وذلك بيهدف تأقلم اجسام المتسلقين علي انخفاض نسبة الاكسجين.
وعند منتصف ليل اليوم السادس كان علي" أروي" إنتظار قدوم الفجر لتصل قمة كلمنجاروا وهو الهدف الذي جعلها لا تستطيع النوم فجلست برغم برودة الجو القارصة خارج خيمتها وهي تنظر إلي القمة التي يعلوها الثلج والنجوم القريبة لدرجة" تكاد تمسكها بيدها".
استطاعت أروي بمعاونة رفاقها أن تنتصر لعقلها وتكمل رحلتها التي تعلمت خلالها لغة جديدة هي لغة الجبل، فتعلمت كيف تنتصر لعقلها، حين تهاجمها هواجس النفس، والتحلي بالمزيد من الصبر والثقة بالنفس بالقدر الذي لا تشعر معه بالغرور" أراني الجبل ضعف الإنسان.. فقد يأتيه يوما ولا تكون لديه القدرة علي أن يخطو خطوة واحدة".
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة