Close ad

بدأت باعتصامات الحديد والصلب وانتهت بإضرابات الغزل.. تحديات الواقع تهزم الأحلام وتسقط الحكومة في معركة العمال

25-2-2014 | 18:44
بدأت باعتصامات الحديد والصلب وانتهت بإضرابات الغزل تحديات الواقع تهزم الأحلام وتسقط الحكومة في معركة العمالاحتجاجات العمال أمام مجلس الوزراء
محمد خير الله
"حد أدنى للأجور للي عايشين في القبور".. واحد من أبرز هتافات العمال التي هزت كراسي وزراء حكومة د.حازم الببلاوي حتى عصفت بها، حيث تعالت الأصوات واشتدت حدة الاحتجاجات، ولم يمر يوم من الأيام الماضية، إلا وشهدت البوابات الخلفية لمجلس الوزراء تجمعات وهتافات الحناجر الغاضبة.
موضوعات مقترحة


في البداية قامت حكومة الدكتور الببلاوي، بإطلاق الوعود الرنانة التي ألقت ببذور بالفرحة والابتسامة على الأرض العمالية، فتارة يستقبل العمال قرار بتشغيل المصانع المتوقفة، وأخرى بوضع حد أدنى للأجور، وضخ استثمارات جديدة للخروج من النفق المظلم الذي تمر به الصناعة في مصر ولكن لم ينفذ شيئا منها.

لكن هتاف "عايزين حكومة حرة العيشة بقت مرة" .. هو الشعار الذي رد به العمال بعد ما تسببت الوعود الوهمية للحكومة في خلخلة القواعد العمالية.

بدأت الاحتجاجات والإضرابات باعتصامات عمال شركة الحديد والصلب، وانتهت بإضرابات عمال غزل المحلة وطنطا للكتان وغزل شبين والسكة الحديد والنقل العام والمراجل البخارية وسانتمورا للبطاطين وشركات استصلاح الأراضي والبريد والطرق والكباري.

يقول جبالي المراغي رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر في تعليقه على استقالة حكومة الببلاوي: إن الاحتجاجات والإضرابات والاعتصامات كانت السوس الذي نخر كرسي الحكومة، موضحا أن الحد الأدنى للأجور، أعلن دون دراسة كافية لحجم المطالب، مما أدى لاستحالة تنفيذه، مؤكدا أن العمال كانت تتوقع الكثير من وعود أكثر أعلنتها الحكومة ولكن لم تنفذ.
احتجاجات العمال أمام مجلس الوزراء


وتؤكد فاطمة رمضان منسق حركة الإضرابات والاعتصامات بالاتحاد المصري للنقابات المستقلة، والناشطة العمالية أن حكومة الدكتور حازم الببلاوي كانت سيئة وتسببت في نكسة للعمال، مشيرة إلى تزايد الاحتجاجات والإضرابات في عهدها بشكل كبير أثبت فشل الحكومة في احتواء هذه الإضرابات.

ويفسر محمد أسعد المتحدث الرسمي للنقابة الحرة للعاملين بشركة غزل المحلة، قرار إعلان استقالة الحكومة بأنه جاء لتهدئة الرأي العام، بعد التأكد من فشل الحكومة في تطبيق الحد الأدنى للأجور، موضحًا أن العمال كانوا سببا رئيسيا في استقالة الحكومة التي وجدت نفسها وسط احتجاجات وتضخم في الأسعار مما جعلها تستقيل.

ويقول شعبان خليفة رئيس النقابة العامة للعاملين بالقطاع الخاص: إن قرار استقالة الحكومة جاء في التوقيت المناسب قبل أن يتفاقم الوضع أكثر من ذلك، وأوضح أن الحكومة عجزت عن تلبية المطالب المشروعة للعمال، وجعلت العمال يتمسكوا بآمال صنعتها الحكومة من الهوى، قائلا: "ما ينفعش أكون رئيس وزراء وأطلع بقرار الحد الأدنى للأجور وبعدها أطلع قرار بأن هناك هيئات غير مستفيدة من هذا القرار"، موضحا أن ذلك أدي لحالة من الهياج الشعبي بين القطاع العام والخاص والإدارات الحكومية.

ويصف خليفة الحكومة بأنها "طابور خامس" وجاءت لتحقيق توازنات معينة، مشيرا إلى أن قرار الحد الأدنى للأجور الذي لم يطبق تسبب في تضخم الأسعار دون زيادة في الأجور، مشيرًا إلى أن الاحتجاجات العمالية لم تأت من فراغ، قائلا: "الحكومة هي اللي وقعت نفسها".

وشهدت الفترة الماضية العديد من الإضرابات التي أخذت من البوابة الخلفية لمبنى مجلس الوزراء مكانا لها لتطلق هتافاتها المناهضة للحكومة، فأوضح عمال طنطا للكتان، والمراجل البخارية، وغزل شبين، وعمال شركات استصلاح الأراضي، أن قرار استقالة الحكومة أكبر مكسب لهم منذ أكثر من أسبوعين من الاحتجاجات.
احتجاجات العمال أمام مجلس الوزراء


ولم ينه قرار استقالة حكومة الببلاوي اعتصامات هيئة النقل العام معلنين استمرارهم، وأكدت النقابة العامة للعاملين بالنقل العام، أن العمال على استعداد لتعليق إضرابهم فى حالة الاستجابة لنصف مطالبهم فى الوقت الحالى، على أن تتم جدولة تنفيذ باقى المطالب خلال فترة زمنية محددة.

وأكد عمال هيئة النقل أنهم استمروا كثيرا في الطرق المشروعة لتحقيق مطالبهم ولم يجنوا سوى تجاهل الحكومة لمطالب العمال المشروعة، وأوضحوا أنه نزولا على رغبة العمال وضغوطها تم اتخاذ قرار الإضراب كوسيلة أخيرة لتحقيق المطالب.

وأوضح العمال أن قرار الإضراب جاء عقب الإعلان عن الحد الأدنى للأجور، واستثناءاته من مقابل أعباء وظيفية للعديد من المؤسسات فى الوقت الذى أهملت فيه الحكومة حقوق عمال هيئة النقل العام ومطالبهم بالرغم من تقديم الطلبات عدة مرات لجميع الجهات المعنية دون تحريك لساكن أو تنفيذ لمطلب أو وضعها فى جدول لإمكانية التنفيذ. .
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: