Close ad

العربية لحقوق الإنسان: وجود خطاب عدائي وراء أحداث أبوالنمرس.. واتهامات للشرطة

24-6-2013 | 14:21
العربية لحقوق الإنسان وجود خطاب عدائي وراء أحداث أبوالنمرس واتهامات للشرطةأحداث أبو النمرس
محمد حجاب
أوصي تقرير للجنة تقصي الحقائق في أحداث زاوية أبو مسلم بسرعة فتح تحقيق جنائي عادل ومنجز ضد المحرضين على كراهية الشيعة منذ شهور، وضبط الجناة والمحرضين على اقتحام منزل الضحايا وقتلهم، واتخاذ إجراءات صارمة من وزارة الأوقاف تجاه الأئمة المسئولين عن المساجد بالقرية، واتخاذ إجراءات قانونية رادعه تجاههم.
موضوعات مقترحة


كما أوصي تقرير اللجنة التابعة للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية، وسؤال مباحث مركز أبوالنمرس، وأيضا تشكيلات الأمن المركزي لتخاذلها وعدم التحرك لمنع أو الحد من أعمال القتل بالقرية مع العلم المسبق بتلك المشاحنات، وقيام الدولة بدورها، وتفعيل حق المواطنة، وحق الأفراد في حرية الديانة والمعتقد، وضرورة تحلي القنوات الفضائية الإسلامية بالمهنية، وعدم السماح لها ببث خطابات الكراهية والتحريض علي العنف.

ورصدت اللجنة وقائع ما جرى طبقًا لإفادة الشهود، حيث اتفقت جميع إفادات الشهود من أهالي القرية أو من المسئولين الحكوميين على أن الأزمة قد بدأت منذ أكثر من شهر حين قام بعض أئمة المساجد بقرية "زاوية أبومسلم" وخصوصًا الشيخ "م .أ" ببث خطاب كراهية وتحريض من فوق منابر المساجد ضد المسلمين الشيعة القاطنين بالقرية، ووصل بهم الأمر إلى إصدار الفتاوى التي تنعتهم بالكفار، مما أدي لتطور الأمر لخروج مظاهرة بشوارع القرية من قبل المنتمين لبعض الجماعات الإسلامية منذ ثلاثة أسابيع ضد المسلمين الشيعة، وتحديدًا ضد عائلة "أبو مشري" ووقفت المظاهرة أمام منزل تلك العائلة، وهتفت بهتافات مناوئة لهم تصفهم بالكفار الذين يسبون الصحابة مرددين أن من يسب أبو بكر كافر و من يسب معاوية كافر.

وقال تقرير اللجنة: "قام أحد أهالي القرية من المسلمين الشيعة، ويدعى شحته أبو مشري بدعوة أحد أئمة الشيعة الكبار في مصر ويدعى حسن شحاتة إلي منزله، وفي رواية إفادة لأعضاء اللجنة ذكر البعض أن أهالي القرية طلبوا من شحته أبومشري عدم استقبال حسن شحاتة إلي قريتهم، ولكن شحته أبومشري رفض وأصر على استضافته في منزله، مما أغضب أهالي القرية فقاموا بمحاصرة المنزل نحو الساعة الثالثة والنصف عصرًا، وقاموا بمهاجمة المنزل وإلقاء الطوب والزجاج والمولوتوف، ولكنه لم يحترق.

وطبقا لرواية الشهود، أضاف التقرير هرب شحته أبومشري هو وضيفه، وآخرون من الدور الأرضي إلى الدور الثاني بالمنزل، فقام أهالي القرية باقتحام المنزل وتكسير سطحه بالمطارق الحديدية، حتى تمكنوا من القبض عليهم وقاموا بالفتك بهم وقتل 4 مواطنين منهم، وسحلهم بشوارع القرية في ظل تواجد قوات الأمن المركزي وعمدة القرية، والذين رفضوا التدخل بسبب عدم وجود تعليمات علي حد قول أحد الجنود وقد قامت اللجنة بمشاهدة الفيديوهات التي صورت الواقعة.

وذكر التقرير أن أحد جنود الأمن المركزي أفاد أن المباحث طلبت من شحته أن يسلم حسن شحاتة إليهم، إلا أنه رفض وقال "مش هسلمه ولو على جثتي" انتقلت اللجنة إلى القرية فوجدت أن القرية شبه محاصرة من قوات الأمن المركزي، وأن هناك حوالي 8 عربات أمن مركزي منتشرة بها، ووجدت اللجنة ضابط شرطة ومعه شخص مدني فقامت بالتحدث مع الضباط لمعرفة ما قد حدث، فأفاد ضابط الأمن المركزي قائلا "إن هناك اشتباكات حدثت نحو الساعة الثالثة بين الأهالي، وإن هناك قتلى وإنهم لم يشتركوا في الاشتباكات بأي شكل".

وبسؤال الشخص المدني اكتشفت اللجنة أنه من أهل القرية وقال: "السبب الأساسي للمشكلة أن شحته أبومشري قام باستدعاء شخص اسمه حسن شحاتة، وده من أكبر شخصيات الشيعة، وإن الناس مش طيقين بيت أبومشري؛ لأنهم شيعة، وإن مجموعة الشيعة المتواجدين في البلد يدعون الناس إلى الانضمام إلي المذهب الشيعي، وبالفعل انضم بعض الأشخاص من القرية إليهم"، مؤكدًا أنه رأى أحد أصحابه في مقطع فيديو منضم إليهم، ويقوم بأداء شعائرهم الشيعية.

وأوضح التقرير أن الإفادة الأخيرة من داخل القرية وأحد أهالي القرية وهو "حازم بركات، مصور صحفي" يسكن بجوار منزل أبومشري بنحو 100 متر قال "إن هناك مشكلة منذ ثلاثة أسابيع، وإن هناك مظاهرة من بعض السلفيين، وبعض المنتمين للتيارات الدينية المختلفة خرجت ضد بيت أبومشري، وإفراد الشيعة الموجودين بالقرية، ووقفت أمام بيت أبومشري، وكانت تردد إن الشيعة كفرة، وكانوا رافضين وجود الشيعة بالقرية، وقال إن شحته أبومشري وجه دعوة لحسن شحاتة لزيارة القرية، والناس رفضت ذلك، وإن اليومين الماضيين -وخصوصًا يوم الجمعة- كان شيخ الجامع المجاور بيخطب ضد الشيعة، وبيقول إنهم كفرة وأخذ يحرض الناس ضدهم، ويوم الحادث نحو الساعة 3 فوجئت بأن هناك تجمهرًا من القرية كلها، وأنا نزلت عشان أحاول أعرف الموضوع، لقيت الناس هجمت على بيت أبومشري، وألقت الطوب والزجاج والمولوتوف، ولكن المنزل لم يحترق، فهرب شحتة أبو مشري هو وضيفه وآخرون من الدور الأرضي إلى الدور الثاني بمنزله، فقام أهالي القرية باقتحام المنزل وتكسير سطح المنزل بالمطارق الحديدية حتى استطاعوا القبض عليهم، والفتك بهم وسحلهم بشوارع القرية وقتلهم، والشرطة كانت موجودة، وطلبنا منها أن تتدخل عشان الناس تنفض، ولكن الشرطة لم تتحرك".

وخلصت اللجنة في تقريرها إلي علم الشرطة المسبق بالأحداث ووجودها في أثناء الاشتباكات، وعدم اتخاذ إي إجراء احترازي لأي اعتداءات محتملة، ووجود خطاب كراهية موجه ضد المسلمين الشيعة بالقرية من بعض المشايخ، وعدم قيام وزارة الأوقاف بدورها الإشرافي على أئمتها ومساجدها.

من ناحية أخري أعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ من ارتفاع وتيرة العنف داخل البلاد في الفترة الأخيرة، والتي كان آخرها مقتل الشيخ حسن شحاتة مع ثلاثة آخرين من طائفته في منطقة أبوالنمرس بجنوب الجيزة.

وأضافت المنظمة، يتضح من الواقعة مدي الشحن الطائفي داخل البلاد، والتي وصلت ذروتها في مؤتمر نصرة سوريا والشحن الذي تم ضد الشيعة بشكل عام، وهي أمور إذ سارت على هذا المنوال سوف تنذر بكارثة تهدد الدولة المصرية بكل مؤسساتها وكياناتها وتهدد السلام الاجتماعي، وتلقي بالبلاد إلى شبح الفتنة الطائفية، وهو شبح سيلتهم الأخضر واليابس في طريقه وسيقودنا إلى نماذج مماثلة لبلاد أخري سارت في هذا الطريق.

ودعت المنظمة إلي ضرورة نبذ كل أشكال العنف والتطرف الديني والطائفي التي عاني منها المجتمع المصري من قبل، وتدعو في الوقت ذاته إلى التسامح والقبول بالآخر لالتحام نسيج المجتمع المصري، والصمود أمام كل التحديات التي تجابهه، بما يضمن في نهاية المطاف تحقيق آمال وطموحات المواطن المصري البسيط من خلال بناء دولة القانون القائمة على أسس العدالة والمساواة بين كل المواطنين، بصرف النظر عن الدين أو العرق أو الطائفة أو الجنس.

وطالبت المنظمة بسرعة القبض على الجناة والمتورطين في مقتل الشيخ شحاتة ورفاقه وتقديمهم للمحاكمة، ومحاسبة الشخصيات والرموز العامة التي تقوم بالتحريض على العنف واستخدام القوة ضد المواطنين أو المتظاهرين سلميًا يوم 30 يونيو المقبل.

وأكد حافظ أبوسعده رئيس المنظمة أن التعصب والتطرف والغلو وسياسة الإقصاء وفرض الرأي الواحد عائق في طريق التقدم لكونه يمزق الأمة وينبغي العمل على حماية الشعب المصري من مثل هذه الأمور السلبية لينعم بالأمن والازدهار، مطالبًا مؤسسة الأزهر بمواجهة الدعوات التي تريد الإجهاز على دوره الوسطي التاريخي النابع من الدين الإسلامي وتعاليمه السمحاء.

وتعود وقائع الحادثة إلى قيام مجموعة من المواطنين من أهالي منطقة أبوالنمرس، والذين قاموا بمحاصرة منزل أحد أئمة المساجد بالمنطقة، في أثناء تناول الشيخ حسن شحاتة القطب الشيعي وجبة الغذاء لديه، وقام الأهالي باقتحام المنزل والتعدي بالضرب على شحاتة حتى لقي مصرعه وثلاثة آخرين، ثم قاموا بسحل جثثهم والتمثيل بها أمام تشجيع وهتافات المتواجدين.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: