تشهد مصر تحولا تنمويا سريعا في كافة المجالات ومنها حماية المحميات الطبيعية وتطويرها للحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي والثروات الطبيعية بها، من خلال تطويرها وإدارتها طبقا للنظم العالمية والتى تحقق الحفاظ على الموارد مع تعظيم فرص الاستمتاع بها لتوفير تجربة سياحية بيئية فريدة تضاهي المستوى العالمي.
موضوعات مقترحة
وقد حظى ملف المحميات الطبيعية باهتمام كبير من القيادة السياسية وكلفت وزارة البيئة باستكمال مراحل تطويرها لتساهم بصورة أو بأخرى في تحسين أوضاع السياحة وبالتبعية الاقتصاد الوطني.
وبالفعل.. شرعت وزارة البيئة في تطوير البنية التحتية بالمحميات الطبيعية بدأت بـ ١٠ محميات، وعملت على دمج المجتمع المحلى، للتأكيد على أنهم شريك أساسي فى التنمية.
ثم طرحت فكرة الاستثمار فى المحميات وبدأت بمحميتي الغابة المتحجرة ووادى دجلة وتم العمل على إنشاء ناد للعلوم للأطفال يحكى تاريخ المحميات .
كما تم إطلاق حملة ايكو ايجيب للترويج لـ ١٣ مقصدا للسياحة البيئية، بالإضافة إلى التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لإدماج المفاهيم البيئية بالمناهج التعليمية لإدماج البيئة فى نسيج المجتمع بكافة فئاته.
وفي تصريح منذ أيام للدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أكدت خلاله على وضع مصر الهام على المستوى العالمى ومستوى السياسات الخارجية من خلال رئاسة مصر لمؤتمر التنوع البيولوجى على المستوى الدولى وقيادة العالم فى وضع خارطة الطريق حتى عام ٢٠٥٠.
يقول الدكتور محمد سالم رئيس قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة، إنه تم تطوير محمية سالوجا وغزال بأسوان بمبلغ مالي وصل نحو 6.3 مليون جنيه، وفي محمية وادي الريان بالفيوم تم الانتهاء من المباني الادارية بمنطقة الشلالات ووادي الحيتان، كما تم الانتهاء من أعمال تطوير محميات جنوب سيناء بتكلفة 29 مليون، وشمل التطوير رفع كفاءه مركز الزوار بمحمية سانت كاترين وتركيب أجهزة لرصد التغيرات الجوية، بالإضافة إلى تأسيس المبنى الإداري بمحمية ذهب، ورفع كفاءه المعامل الخاصة.
ويكمل سالم لـ"بوابة الأهرام" : طورنا مركز التدريب والزوار بمحمية رأس محمد ومجمع المباني بمرسى خشبي، ومنطقة الهضبة ومشروع خزان المياه الخاص بمجمع مباني منطقة الهضبة بمحميات شرم الشيخ خلال شهر إضافة إلى مشروع تطوير السقالات والمماشي البحرية بمحميتى نبق وأبوجالوم بتكلفة تقدر بحوالى 5.8 مليون جنيه.
ويشير سالم، إلى توجه الدولة الواضح بالاهتمام بالواحات، حيث تم الاتفاق مع مشروع الاستدامة المالية على تطوير محميو "سيوة" بتكلفة تصل إلى 70 مليون جنيه وتنتهي خلال العام والنصف، من خلال وضع اللوائح والتشريعات إذا كانت تحتاج لإصدار قانون معين لضبط أنشطه بعينها للحفاظ على التنوع البيولوجي.
المحميات الطبيعية والسياحة البيئية..
إيكو إيجيبت.. الحملة التي أطلقتها البيئة بالتعاون مع وزارة السياحة ووزارة الإعلام.. يراها سالم فرصة لدعم وتنشيط ملف السياحة البيئية في مصر وضعه على الخريطة الدولية للسياحة، وهو ما يضع على عاتق وزارة البيئة تحديث برامج التوعية البيئية بما يتفق مع تطورات العصر وذلك من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واستحداث تطبيقات الكترونية تحقق الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين لتعريفهم بما تملكه مصر من الموارد والأسس الحاكمة لاستخدامها وأهمية الحفاظ عليها كأحد محاور مجهودات الدولة لحماية البيئة وتحقيق رفاهية المواطنين
ويضيف رئيس قطاع حماية الطبيعية.. أن محمية وادي الريان هي أحدث محمية قمنا بزيارتها للوقوف على مظاهرة التطوير بها وذلك نظرا لقربها من محافظة القاهرة بالإضافة الى الطبيعة التراثية والثقافية الفريدة للمنطقة والتى تميزها ويحافظ عليها السكان المحليين بالمنطقة وهم جزء أساسى لا غنى عن دورهم في مسارات التنمية التى تنفذها الوزارة.
وقد شهدت المحمية خلال الفترة الماضية تطوير مناطق الجذب السياحي بها ضمن خطة الوزارة للتطوير المستدام للمحميات الطبيعية للحفاظ عليها للأجيال القادمة واستغلالها دون إهدار مواردها تحقيقاً لمبدأ التنمية المستدامة وذلك بالتعاون مع مشروع البرنامج البيئي للتعاون المصري الايطالي.
منطقة الشلالات بوادى الريان تتميز بكونها فريدة من نوعها، مما يضع محمية وادى الريان ضمن أهم المحميات الجاذبة للسياحة الداخلية والخارجية على حد سواء لما شهدته من تطوير راعى الحفاظ على الموارد الطبيعية مع توفير الراحة والاستمتاع للزوار لتعطى نموذجا حقيقيا للتنمية المستدامة التى يراعي فيها كافة الأبعاد البيئية والاجتماعية والتراثية والثقافية والاقتصادية وكذلك دمج القطاع الخاص و المجتمع المحلى مما انعكس على زيادة اعداد الزائرين حتى فى ظل الظروف الاستثنائية التى يشهدها العالم.