Close ad

رَمَضَانُ شَهْرُ تقوية إرادة الإنسان

16-4-2021 | 17:28
رَمَضَانُ شَهْرُ تقوية إرادة الإنسان شهر رمضان
د. مفيدة إبراهيم على
الأهرام المسائي نقلاً عن

الصوم أعظم مدرسه لتربيه النفوس المسلمة .. إنه مدرسة تختلف كثيراً عن المدارس التربوية الأخرى التى تعتمد فى التربية على الإلقاء البحت للمواعظ والحكم فتحرك القلوب ثم ما تلبث أن يذهب ما فيها من خشوع وتأثير بمرور بعض الوقت، دون أن تنعكس فى السلوك الشخصى للفرد بفعل إيجابى أو عمل جديد يقوّم النفس ويهذبها، ويصير لها عادة ملازمه فى طريق الحياة. أما فى مدرسة الصوم فتتم التربية الإيمانية بممارسه عملية للصائمين أنفسهم طيلة شهر بكامله يتدربون فيها على الإيمان، والمثل علماً وعملاً، ويجدون فى الصوم دروس غالية يتعلمون منها الكثير.وفى هذا الشهر الكريم نستعرض بعض هذه الدروس العملية العظيمة التى نجدها فى «مدرسه الصوم»؛ حيث يظهر لنا روعة هذه العبادة. فسبحان العلى القدير الذى شرع لنا كل هذا الخير مما فيه صلاح نفوسنا وحياتنا.

موضوعات مقترحة

إن العبادات فى الإسلام، من صلاة وقيام وصوم وحج وغيرها، إذا لم تستند إلى ظهير خلقي؛ فإنها لا تفيد صاحبها يوم القيامة، وتتركه على أبواب جهنم، وإن غياب العديد من القيم الأخلاقية والفضائل الإنسانية عن مجمعاتنا كان من أهم أسباب التغيرات المتسارعة، التى فقدنا فيها الكثير من خصائصنا كأمة إسلامية وعربية، عرفت بالكرم والمروءة والسماحة.

الإيمان بعقيدة هذه الأمة، والاعتزاز بالانتماء إليها، واحترام قيمها الحضارية والثقافية، والاعتزاز والتمسك بها، والشعور بالتميز والاستقلالية الفردية والجماعية،وهى غير قاصرة على الانتماء العربى ولا تتعارض مع الانتماء الوطنى فالعربية وعاء الدين ، والإسلام دين الشمول يتضمن كل الديانات وكل الرسالات السماوية .

وللأخلاق مرتبة عظيمة وأهمية قصوى للفرد والمجتمع وقد لخص الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: «إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق»، للتأكيد على أهمية الخلق الحسن.

فى رمضان يتعلم الصائم الكثير من الأخلاق الحسنة، فالصوم ابتداء يكسر الشهوة ويقوى إرادة الإنسان ويدفعه للتحكم فى غرائزه وميوله ويهذب شهواته. ويعلمنا الصبر على الطاعة والصبر عن المعصية، والصبر على أذى الآخرين، ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام: «فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إنى صائم».

وهذا الصبر ليس مطلوباً فى رمضان فقط، بل فى جميع الأوقات وهو قيمة عظيمة ترفع من شأن صاحبها عند الله وعند الناس، وتجعل منه قادراً على أن يحكم عقله لا عواطفه ويتجاوز عن اخطاء الآخرين. والمسلم يستثمر شهر رمضان لتعميق الأخلاق الكريمة، ومنها تقوية الإرادة والانضباط والالتزام، فالصائم يمتنع عن الطعام والشراب بإرادته، ويلتزم بمواعيد معينة لا تتقدم ولاتتأخر، وهذا الانضباط والالتزام يشترك فيه الصائمون فى شتى بقاع العالم، وهو سلوك ذاتى لا رقيب عليه إلا الله، والرقابة الذاتية أقوى من جميع القوانين.

والإرادة تعنى أن يمتلك الإنسان زمام نفسه ولا يكون أسيراً لميوله المادية ورغباته، فالطعام موجود وكذلك الشراب لكنه يمتنع بمحض إرادته. وفى رمضان نتعلم الكرم والجود والبذل والعطاء والأمانة

بقلم : د مفيدة إبراهيم على-  عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة