كيف تستطلع دار الإفتاء هلال شهر رمضان المبارك؟.. هو السؤال الذي كثيرًا ما يتردد كل عام بمناسبة استطلاع هلال شهر رمضان.
موضوعات مقترحة
ومن جانبه، يحسم الدكتور هاني ضوة، نائب المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية، الجدل الخاص بهل تعتمد دار الإفتاء على الحسابات الفلكية، أم على الرؤية البصرية الشرعية.
يقول «ضوة»: إن دار الإفتاء بالتعاون مع هيئة المساحة المصرية والبحوث الفلكية، وأيضا الأرصاد حددوا 6 مراصد على مستوى الجمهورية وفق معايير علمية تتناسب مع زوايا الرؤية ومدى نقاء الجو وغيرها من العوامل اللي بتؤثر في رؤية الهلال، وبيتم من خلال هذه المراصد استطلاع هلال رمضان وأهلة الشهور العربية كل شهر، ويكون ذلك من خلال لجنة مختصة ومتنوعة ومدربة بشكل كبير على رصد الهلال.
وأوضح نائب المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية، لـ«بوابة الأهرام»، أن هذه المراصد الستة موجودة وهي نقاط جبلية في 6 أكتوبر، وسيوة بمرسى مطروح، وقنا وتوشكى بأسوان، وسوهاج والوادي الجديد، ومرصد حلوان والقطامية بالقاهرة، ودي كلها مراصد معتمدة من هيئة المساحة المصرية.
وتتحرك لجان رسمية إلى تلك المراصد يوم 29 من كل شهر عربي علشان تستطلع شهر رمضان، وتتكون من أحد أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية ويكون مدرب على استطلاع الهلال، وعضو من هيئة المساحة المصرية وعضو من البحوث الفلكية وعضو من المحافظة التي يوجد بها المرصد.
ومن خلال أجهزة الرصد الحديثة والتليسكوبات وقت غروب شمس يوم 29 من الشهر العربي، تصعد اللجان لأعلى النقطة الجبلية في المراصد المحددة لحين إتمام عملية الرصد وتبادل الرؤية بين الشرعيين والفلكيين في وقت واحد، ويتواصلون هاتفيًا للتحقيق في مشاهد الرؤية بوصف حالة الهلال وحجمه فى الظهور.
وقبيل لحظة إعلان الرؤية من قبل مفتى الجمهورية، يتم ربط الأمانة العامة للفتوى بأعضائها فى لجنة الاستطلاع لتبليغ الرؤية، ويتم التحدث مع المفتي لسماع شهادة عضو «الإفتاء» عن حقيقة ظهور الهلال.
ويؤكد نائب المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء تجمع ما بين الرؤية الشرعية من خلال الأجهزة الحديثة، وكذلك بالاعتماد على العلم اليقيني الذي يقول به علماء الفلك وعلماء الحساب، إلى جانب الرؤية الشرعية.
ويتابع، وحين يقول علم الحساب والفلك بأن الهلال لم يولد بعد وبالتالي فإنه لا يمكن أن يرى في الليلة اللي بيتم فيها استطلاع الهلال، وقتها لا نقول بثبوت الشهر ولكن نقول بإتمام الشهر؛ لأن الهلال لم يرى.
ولكن، بحسب قوله، لو قال علماء الفلك، إن الهلال ولد بالفعل وأنه سيظل في الأفق بعد غروب الشمس لمدة يمكن أنه يري من خلالها وهي بتكون تقريبًا أكثر من 4 دقائق على الأقل فإنه يثبت رؤية هلال الشهر الجديد، لكن لو علماء الفلك قالوا إن الاقتران تم والهلال سيظل مثلًا دقيقة واحدة فهي مدة غير كافية علميًا لرؤية الهلال لا بالعين المجردة ولا بالأجهزة الحديثة.
لذا فإن دار الإفتاء تستند للرأي العلمي والشرعي في نفس الوقت، فهو سياق علمي كامل لتحقيق الرؤية الشرعية.