Close ad

آيات الحداد تطالب بالتصدي لظاهرة التحرش بالفكر قبل القانون

9-3-2021 | 21:05
آيات الحداد تطالب بالتصدي لظاهرة التحرش بالفكر قبل القانون الدكتورة آيات الحداد عضوة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب
محمد على

أكدت الدكتورة آيات الحداد عضوة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، ضرورة التصدي لظاهرة التحرش بالفكر قبل القانون.

موضوعات مقترحة

وقالت آيات الحداد: "يزداد التحرش يومًا تلو الآخر بطريقة يُندى لها الجبين! ويطالب البعض عقب كل واقعة بضرورة تغليظ العقوبة، فالا يعلم هؤلاء بأنه تم تعديل قانون العقوبات في عام 2018 ، فنصت المادة 306 مكررا (أ) على ان: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأى وسيلة بما فى ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية"، كما تمت اضافة مادة جديدة برقم 306 مكرراً (ب) ، مؤكدة أنه لم ينته التحرش ولن ينتهي الا بتغيير الفكر والثقافة.

وأضافت آيات الحداد: "فهناك شقان في موضوع التحرش، شق متعلق بالجاني المُتحرش والمجني عليه وهو المتحرش به ، نبدأ بالمُتحرش به وهي المجني عليها والتي تتحول عقب كل واقعة إلى جانية! فالبعض ينظر للفتاة المُتحرش بها على انها هي دائمًا الخاطئة بسبب ملابسها! فماذا عن طفلة البامبرز التي تم اغتصابها؟! وإن كانت ملابسها محتشمة يبدأون بإيجاد سبب آخر مثل من سمح لها بالنزول! وأسباب آخرى لا تُبرر ما يحدث، وآخيرًا وليس آخرهم التحرش بطفلة المعادي ذات الخمسة أعوام من شخص كشفته كاميرات المراقبة وهو يتحرش بها معبرًا عن مدى الانحدار الأخلاقي والفكري الذي وصل له البعض، والذي يؤكد أن القانون وحده غير كافي لإنهاء بعض الجرائم المتعلقة بالأخلاق والسلوك والفكر البشري ، فنحن نفتقد ثقافة احترام الآخر وتركه وشأنه، فبعض الشباب تعوّد على التحرش بأي بنت تسير سواء باللفظ أو باللمس، فأصبحت عادة بالنسبة له أو شيء عادي يفعله كل يوم.

وأضافت القانون وضِعَ حتى يخشى الفرد من ارتكاب الجريمة لأنه يعلم أنه سيعاقب عليها ورادع لكل من تسوّل له نفسه ارتكابها وعبرة للغير لعدم ارتكابها، ولكن جريمة مثل التحرش والتنمر القضاء عليها يأتي من الجذور اي بتغيير الفكر والثقافة بدءًا من الأسرة بتربية ابنائها على احترام الغير وعدم التدخل في شئون أحد، وإحترام الرجل للمرأة ، وعقاب الرجل إن قام بفعل مُناف للأخلاق وليس تشجيعه والفخر به لفعلها! وتربية البنت على أن لكل مقام مقالا! فلكل مكان زيّ مناسب له ، وتوخي الحذر دائمًا! حتى لا تُصبح جانية وهي حسنة النية! ثم يأتي دور الدراما لتتناول تلك الظاهرة من جميع جوانبها، ففي الحقيقة بالفعل لدينا فيلم المغتصبون الذي أراد المخرج أن يوصل رسالة لكل فتاة بالا تترك الضحية حقها! ولكن برغم ذلك لم يتوقف التحرش لأن المشكلة الرئيسية في الفكر والثقافة.

وأشارت إلى أن التحرش بكل دول العالم، فدولة مثل الهند تُعاني من ظاهرة التحرش والاغتصاب وفي عام 2016 تم إصدار فيلم pink تناول مشكلة التحرش والاغتصاب ولكن من زاوية مهمة للغاية وهي نظرة الرجل للمرأة واستباحة فعل ما يريده بها لمجرد تواجدها بمكان ما في وقت معين أو ارتدائها ملابس بنظرهم تُبيح له فعل ما يريدونه ! والفيلم مُقتبس من قصة حقيقية وهو قيام بعض من الرجال بالتحرش ومحاولة اغتصاب 3 فتيات وفي النهاية تم الحكم على الرجال وبراءة الفتيات بسبب قيام إحداهن بضرب الجاني فأحدثت له إصابة نتيجة دفاعها الشرعي عن نفسها،فالتحرّش الجنسي هو: "أي صيغة من الكلمات غير مرغوب بها أو الأفعال ذات الطابع الجنسي والتي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الاحترام، أو الترويع، أو الإهانة، أو الإساءة، أو الترهيب، أو الانتهاك أو أنه مجرد جسد".

وقالت: أتمنى أن يتصدى المُجتمع ككل لظاهرة التحرش وتغيير مفاهيم كثيرة أهمها أن الله لم يُفرق في العقاب بين الرجل والمرأة ، فلنتوقف على اعتبار بعض الأفعال حلال على الرجل وحرام على المرأة مما جعل الرجل يستبيح فعل ما يريد ولا ينظر المجتمع له على انه جاني والنظر دائمًا للمراة على انها مّذنبة حتى ولو كانت بريئة! فكل فعل حرمه الله تم تحريمه على الرجل والمرأة ، فيجب أن يتعلم الجميع مفاهيم الدين حتى نستريح وتتلاشى جميع الجرائم النابعة من ذلك الفكر الخاطيء ، فيجب أن تُدرس تلك الآية في جميع المدارس والجامعات: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" ، ويتعلم الجميع أن الخوف من الرقيب الأعلى وهو الله قبل أن يكون الخوف من البشر ، حتى يصبح لدينا جيل سوي نفسيًا وتقل الجرائم المستحدثة التي تنتهي بالفكر والثقافة ومن ثم لا نحتاج وقتها لقانون لتجريمها والعقاب عليها ، فالأسرة العامل الأول والأخير في نشأة مثل تلك الجرائم المستحدثة بالتربية الخاطئة للأبناء والتفرقة في العقاب والمعاملة بين الولد والبنت!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: